أعاد نصر أكتوبر 73م للشارع العربي ثقته بنفسه بعد أن كان قد اصيب بحالة من الإحباط الشديد اثر نكسة 1967م .
فقد بشرت المواقف العربية خلال حرب اكتوبر بعصر عربي جديد يضع العرب في الموضع الطبيعي لهم يحققون فيه وحدة القرار القومي ويستعيدون كرامتهم المهدورة.
لقد تحققت في حرب اكتوبر صورة رائعة لوحدة الإرادة العربية تمثل في الحشد القومي الواسع للمعركة ودعم جبهات القتال في عدة مجالات بحيث تمكنت الامة العربية لأول مرة في تاريخها المعاصر من تعديل ميزان القوی والتغلب علی الانحياز الأمريكي لإسرائيل.
لقد قاتل الجندي العربي بشجاعة واستبسال مكنته من استعادة شرف الجندية العربية وثقة الامة العربية بجيوشها فاندفعت الجماهير بكل حماسها وقدراتها في دعم المجهود العسكري وفرض استخدام سلاح البترول للمرة الأولى في تاريخ المواجهات العربية مع أعدائهم التاريخيين كما حققت السياسة العربية انتصارات مشهودة في حشد الدعم الإسلامي والرأي العام العالمي .. ولكن ..!!
ان أهمية ذكرى حرب اكتوبر اليوم تكمن في استخلاص الدروس والعبر واﻻستفادة منها في مواجهة الواقع المرير الذي تعيشه الامة العربية .
هل يمكن توقع صحوة عربية حقيقية توقف عملية التدمير الذاتي التي تجري بتسارع مخيف نحو الانهيار الشامل لكيان الامة ؟؟.
هل يمكن إدارة حوار عربي مع الذات أولا ثم مع محيطه الاسلامي يعيد للامة وحدة القرار ويحقق التوازن الضروري في حوارها وعلاقتها مع الآخر ..؟.
اشعر أن البعض قد يردد بيت الشعر المنسوب للشاعر اليمني عمرو بن معد يكرب الزبيدي الذي يقول فيه :
لقد أسمعت لو ناديت حيا ×× ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت ×× ولكن أنت تنفخ في رماد.
