كشف فريق التحقيق الأممي في أعمال العنف بميانمار، أن نحو 600 ألف مسلم أراكاني ما زالوا يواجهون خطر “الإبادة الجماعية” في ذلك البلد.
ورد ذلك في تقرير رئيس الفريق، مرزوقي داروسمان، الذي قدمه أمام الجلسة الـ 42 لمجلس حقوق الإنسان، في مكتب الأمم المتحدة بجنيف السويسرية الثلاثاء 17سبتمبر/أيلول الجاري، حول “أوضاع المسلمين في إقليم أراكان بميانمار”.
وقال داروسمان: إن “ما مجموعه 600 ألف مسلم في ميانمار، منهم 120 ألفاً يعيشون في معسكرات بمقاطعة أراكان، ما زالوا يواجهون خطر الإبادة”.
وأضاف المسؤول الأممي أن “سياسات الاضطهاد ضد المسلمين في ميانمار لا تزال مستمرة”، مشيراً إلى أن ميانمار “تمارس الاضطهاد المنهجي والمنظم ضد مسلمي أراكان”، وأن أعمال العنف التي ارتكبتها الحكومة ضدهم “تم تنفيذها بهدف الإبادة الجماعية”.
وبيّن أن ميانمار لم تف بالتزاماتها إزاء منع الإبادة الجماعية بموجب الاتفاقات الدولية، وأن خطر تكرار تعرض المسلمين هناك لها لا يزال قائماً.
ودعا داروسمان المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على حكومة ميانمار، معتبراً أنه لا وجود لإرادة سياسية لدى مجلس الأمن، لتعبئة المجتمع الدولي من أجل وضع حد للانتهاكات التي تمارسها ميانمار ضد مسلميها.
ولفت إلى أن الحكومة الميانمارية لا تبذل جهداً لمنع الإبادة، ولا تقوم بالتحقيق والمحاسبة، وتتحمل مسؤولية أعمال الإبادة الجماعية حيال مسلمي أراكان.
وأمس الاثنين، أعلنت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق حول الانتهاكات في ميانمار، وجود أدلة جديدة تؤكد أن أعمال العنف الممارسة من قبل حكومة ميانمار تجاه مسلمي أراكان جرت “بنية الإبادة الجماعية”.
وقالت إن مسلمي أراكان تعرضوا، في سبتمبر 2018، لـ 4 ممارسات من أصل 5 تندرج في إطار الإبادة الجماعية.
وأردفت أن الروهينغا ما زالوا عرضة لكثير من الانتهاكات التي تمارسها الحكومة والجيش من قبيل القتل والاغتصاب والاغتصاب الجماعي، والتعذيب والتهجير وبقية الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تضمنها تقرير البعثة لعام 2018.
وتعتبر حكومة ميانمار أقلية الروهينغا المسلمة “مهاجرين غير نظاميين” من بنغلادش، في حين تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم”.
ومنذ 25 أغسطس 2017، يشن الجيش في ميانمار ومليشيات بوذية حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد الروهينغا في إقليم أراكان.
وأسفرت الجرائم المستمرة عن مقتل الآلاف من الروهينغا، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلاً عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلادش، وفق الأمم المتحدة.