جمال عامر:
لازال الحديث حول علاقة انصار الله بجمهورية ايران الاسلامية يحمل طابع الابتزاز اكثر منه تقييم موضوعي لما يفرضه حالة العداء والاستهداف الدولي ومن دول الاقليم التي فرضت طهران لاعب رئيس في النزاع اليمني من خلال الإصرار على جعله ضمن ملف الصراع الإقليمي، بغرض تبرير ضرب انصار الله كمشروع اراد الانعتاق من حالة التبعية والارتهان للمملكة السعودية ومن خلفها امريكا وأيضا للتخفيف من تبعات فشلهم العسكري على بلد محاصر ومقسم كاليمن باستدعاء دولة كبرى تمتلك ثقل عسكري واستراتيجي كإيران
وفي هذا السياق من الابتزاز تم تناول زيارة وفد أنصار الله الى طهران ولقائه مع قائد الثورة علي خامنئي
وبعيدا عما نقلته وكالة ايران عن رئيس الوفد محمد عبد السلام من توصيفات يمكن النظر اليها باعتبارها بنت لحظتها بما تفرضه مثل هذه اللقاءات من تبادل للإطراء وتم تحميلها اكثر مما تحتمل فان الزيارة جاءت في وقتها عقب لقاء اماراتي ايراني كانت اليمن احد ابرز بنوده وتم استخدام تصريحات عقب اختتامه بما يوحي وكأن سلطة صنعاء هي منفذة لما يتم التوافق عليه ضمن الصراع الاقليمي وهو ما فتح للاستغلال السياسي بابا ترك مفتوحا على مصراعيه وكان لابد له ان يغلق .
وهنا تكمن اهمية اللقاء باعتبار ان طرفه هو صاحب اعلى سلطة في الدولة هو المرشد الاعلى الذي صدرت عنه تأكيدات أعادت الأمور الى نصابها عقب ايحاءات مضللة تم اشاعتها نتيجة زيارات وفود إماراتية الى إيران وكان أهمها:
أولاً: التأكيد على وحدة اليمن والتحذير من مؤامرة للرياض وابوظبي تسعى لفرض الانفصال وهو ما ينفي اشاعة اتفاق مع الاخيرة بهذا الخصوص
ثانياً: التأكيد على ان الحل لابد ان يكون عبر حوار يمني بين اطرافه المختلفة دون تدخل من احد
ثالثاً: التأكيد على اجرام النظامين السعودي والاماراتي في اليمن باعتبارهما اطراف لا كما يريدان تقديم انفسهما كوسطاء.
ولما سبق وكدلالة على غضب وخيبة امل سارعت ابوظبي اليوم وعبر وزير شؤون خارجيتها (قرقاش) الى انتقاد لقاء طهران واعتباره دلالة على تبعية صنعاء قافزا على تذلل قيادة دولته كي تحظى بموافقة ايرانية لاستقبال وفودها وعقد اجتماعات ارادتها سرية قبل ان تكشف وتصبح علنية.
وتكمن السذاجة السياسية لنظام ابوظبي في كونه يجرم على الأخرين ما يبيحه لنفسه حتى تبقى اليمن تحت الاستهداف العسكري لاستكمال إضعافها وتقسيمها وتظل صنعاء في عزلة اقليمية ودولية تحت الابتزاز الى الحد الذي لا تستطيع معه التواصل والتعبير عن التقدير حتى لمن يقف معها وان على المستوى الاعلامي والسياسي وهو ابتزاز يهدف الى ان يتساوى من يسعى جهده لاجتثاث وجودها مع من يعبر عن رفضه لهذا الاجتثاث ليست ايران فقط ولكن حزب الله وأحزاب يسارية وكل المنظمات الحقوقية في العالم واعضاء كثر في مجالس النواب في أوروبا وامريكا الذين رفعوا اصواتهم ضد الحرب على اليمن وحقها بالحياة.
ولذلك كله فان ما يتوجب على انصار الله والحكومة هو التحرر من سيف الابتزاز بجعل الشعب شريكا باطلاعه بما يدور باعتباره المعني الأول بأي سعي يقود الى تسوية طالما وهي ضامنة لسلام دائم وشراكة في دولة وطنية هي سيدة قرارها.