كان إخواننا وأصدقاؤنا الاصلاحيون يحدثوننا لسنوات عن ضرورة التعايش وقبول الآخر، والصبر عن التجاوزات حفاظا على الوطن والمصير المشترك، وحرمة دماء المسلمين، وضرورة قبول التنوع والاختلاف، وترك التعصب والاندفاع في المسائل الاجتهادية، ويصفون انفسهم بالاعتدال والتسامح والتفاهم.
فلما حصلت أحداث عمران في ٢٠١٣ وتعرضوا لخسارة مدوية من الحوثيين وخسروا مناطق نفوذهم العسكري والقبلي التاريخي، لعب الاعلام الاصلاحي المخترق سعوديا بعقولهم وعقائدهم وأفكارهم، فأضحوا قوما حاقدين دمويين انتقاميين.
رموا خلف ظهورهم بكل دعاوى التسامح والتعايش والشراكة، وأمسى حديثهم عن الاجتثاث والتطهير، ومواجهة المشروع المخالف بالسلاح، وتأييد ال سعود في تدخلهم باليمن، والتهليل للحرب، ورفع صور سلمان وابنه واولاد زايد، وتشكيل جماعات الاغتيال والقتل والتفجير، وتسليح المحششين والمحببين والقتلة والبلطجية لمواجهة خصومهم، وكله من اجل الانتقام لمشروع مشبوه!!
لقد فكرت طويلا عن سبب هذه الانتكاسة التاريخية التي أذهلتني وصدمتني أيما صدمة!
فوجدتها في الانقياد التنظيمي لقيادة فاسدة فاجرة منحرفة عميلة، استطاعت التحكم بمصير الحزب منذ سنوات، والسيطرة على مفاصل التوجيه والاعلام فيه، متمثلة في اليدومي وعلي محسن وحميد ومن حولهم، والذين لهم مصالح وارتباطات مالية وشخصية كبيرة مع السعودية، ويجرون القطيع الى حتفهم عن طريق تأجيج الكراهية بالأكاذيب والاشاعات.
ان الجماعة التي تسلم قيادها للفجرة والمتمصلحين والبعيدين عن تقوى الله وخوفه هي جماعة تسير في طريق الفناء والمخالفات والمصائب المتكررة المتتالية، وترتمي في احضان عدوها الذي يوشك ان يفتك بها.
والمراجعات الايجابية عند القوم صعبة جدا، ولذلك لا نكاد نرى منتقدا لاخطاء تلك القيادات الفاسدة العميلة، ولهذا اسباب متعددة نتاولها لاحقا.