الوحدة نيوز:
بعد أن تورطتا السعودية والإمارات في حرب اليمن التي تدخل عامها الخامس، وما زالتا، ولطخت سمعتيهما أمام العالم بسبب الجرائم التي تُرتكب ضد المدنيين اليمنيين، أعلنت الإمارات خفض قواتها هناك بشكل كبير أقرب إلى الانسحاب.
وفي خطوة غير متوقّعة، أعلنت الإمارات، الإثنين، أنها تقوم بعملية إعادة انتشار في اليمن تشمل خفض عديد قوّاتها في مناطق يمنية، بينها الحديدة .
فيما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن تفاصيل جديدة بشأن قرار الإمارات الانسحاب من اليمن وتدخل مسؤولين في الديوان الملكي السعودي لإثناء أبوظبي عن تنفيذ القرار.
وقالت “نيويورك تايمز” نقلاً عن دبلوماسيين إن السعوديين شعروا بخيبة أمل عميقة من القرار الإماراتي خفض قواتهم باليمن، وأن مسؤولين في الديوان الملكي السعودي تدخلوا شخصياً لمحاولة ثني الإماراتيين عن الانسحاب من اليمن، موضحة أن من أسباب تجنب الإماراتيين الإفصاح علناً عن انسحابهم من اليمن الحد من استياء السعوديين، بحسب الجزيرة عبر “تويتر” اليوم الجمعة.
وفي ذات السياق، أثارت تصريحات الإمارات ردود فعل ، خاصة فيما يتعلق بأسبابها الحقيقية وتأثيرها على التحالف بين أبوظبي والرياض، السيء السمعة دولياً، ليظل السؤال الكبير ماذا حدث خلف “الأبواب المغلقة” بين الدولتين قبل أو بعد قرار أبوظبي الأخير؟.. وهل انسحاب الإمارات .. تكتيك أم إعادة تموضع؟
حرب فاشلة
ويقول مايكل ستيفنز من المعهد الملكي للخدمات المتحدة -وهي مجموعة بحثية في لندن- إن الانسحاب “سيجعل السعوديين يدركون حقيقة أن هذه الحرب فاشلة”، وتابع “إنه يخبرنا (الانسحاب) أن الطرفين الرئيسين في التحالف وهما السعودية والإمارات ليس لديهما الفكرة ذاتها عن شكل النجاح (في اليمن)”.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت نهاية يونيو الماضي عن أربعة مصادر دبلوماسية غربية قولها إن الإمارات بدأت تقلص وجودها العسكري في اليمن، بسبب التهديدات الأمنية الناجمة عن تزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
خطوة استباقية
و تقول سمر رضوان في موقع العربي السوري الاربعاء ، إن “إعلان الإمارات العربية الانسحاب الكامل من العدوان على اليمن، يندرج في المقام الأول بأنه خطوة ذكية منها، حفاظاً على منشآتها الحيوية واستثماراتها، خاصة بعد التفجيرات الأخيرة التي طالت أربع ناقلات نفط في ميناء الفجيرة، دون إغفال إصابة العمق الإماراتي، بحسب المعلومات وإصابة مطار أبو ظبي، من هنا استبقت دولة الإمارات الوضع واستثمرتها لصالحها، درءً لخطر التصويب نحوها، والاتجاه نحو خطة تبحث السلام في اليمن”.
تكتيك أم إعادة تموضع!
الخبير في الشؤون الإقليمية علي بن مسعود المعشني، اعتبر أن قرار الإمارات يحيطه الغموض فيما إذا كان انسحابها تكتيكياً أم إعادة تموضع أم نهائياً، متسائلا عن “أسباب وجود عدد كبير من الدول في التحالف، في حين أن الظاهر منها في الحرب في اليمن، هم فقط الإمارات والسعودية”.
كما أضاف، في مقابلة عبر برنامج “بانوراما”، أن مبداً وأسلوب الحرب التي يقودها التحالف في اليمن أدى إلى زيادة شعبية حركة “أنصار الله”، وكسب مؤيدين جدد، بسبب تبدل قناعات الملايين من اليمنيين تجاه أسباب ومجريات الحرب، وفشل المبادرة الخليجية لحل الأزمة -حد تعبيره-“.
وأكد أنه لا يمكن نجاح الحل السياسي في اليمن، دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح الجميع، بما فيها الدول الجارة لهذا البلد، فضلاً عن مكوناته الداخلية.
ملفات “سوداء”
من بين ملفات “سوداء” عديدة ترتبط بالوجود الإماراتي ، تُعدّ السجون السرية، وما مُورس فيها أو في البعض منها، من انتهاكات وجرائم تعذيب، أحد أبرز ما كشف الوجه الآخر للإمارات،الشريك الأبرز في العدوان والحرب على اليمن في 26 مارس 2015، وكيف أنها استقدمت، بحسب تقارير متفرقة، أجانب لممارسة التعذيب والانتهاكات الوحشية بحق السجناء، الذين ما يزال البعض منهم في عداد المخفيين قسرياً، ويُعتقد أنهم توفوا تحت التعذيب.