د.أحمد الصعدي: عالمان وبينهما سنوات ضوئية 

ذكر المفكر القطري علي خليفة الكواري في موضوع بعنوان ((عوائق الانتقال الديمقراطي في بلدان مجلس التعاون)) نشره في مجلة ((المستقبل العربي)) عدد سبتمبر عام 2013 أن أمور السياسة في دول الخليج تابو محرم لا يجوز الاقتراب منه ، ولا تطرح على الحكام إلا إذا كان ذلك من قبل مسؤولي الدول الحامية . ويضيف الكواري ((وفي هذا الصدد يذكر أحد السفراء أن أصعب لحظة واجهها متخذو القرار في المنطقة هي عندما يتقرر اجتماعهم بأقرانهم من البلدان الراعية – رأسا لرأس – من دون حضور مرافقين . عندها يعلمون أن هناك رسالة قاسية سوف توجه إليهم)) . قيل هذا الكلام قبل أن نسمع ونشاهد مواهب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفكاهة والسخرية والتحقير والإزدراء ، والذي كان موضوعها المفضل والوحيد المعتوه الآخر ، ملك السعودية سلمان .
صورة براميل النفط حكام الخليج البائسين المرعوبين المحتقرين امام أقرانهم من حماتهم الغربيين ، او من مبعوثي اولئك الحماة اعادتها إلى اذهاننا صورة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنائي وهو يستقبل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ، الذي حمل إليه رسالة من بطل حكام الخليج وحاميهم البلطجي ترامب ، حيث رفض المرشد تسلم الرسالة التي بعثها إليه الرئيس الأمريكي قائلا لرئيس الوزراء الياباني نحن نحترم ونثق بجنابكم اما ترامب فهو غير جدير بأن نتراسل معه مما أحرج الضيف الياباني الذي طوى الرسالة إحتراما لمضيفه . هنا نكون امام عالمين تفصلهما سنوات ضوئية في استقلال القرار واحترام الذات والاعتزاز بالكرامة الوطنية .