محمد البحري
حظي مسلسل غربة البن بمتابعات كبيرة وهذا لا يعني تفرد المسلسل بالأفضلية فغياب المسلسلات اليمنية عن خارطة رمضان البرامجية وندرتها يدفع المشاهدين لمتابعة أي جديد..
المسلسل كفكرة وقصة كان جيدا لكنه بدأ بالاستخفاف بعقولنا ولم يحترم القائمين عليه عقلية المشاهد اليمني حين وضع اسم الممثل محمد قحطان كبطل للمسلسل وهو الذي لم نشاهده إلا في وقفة عرسه ولحظة سفره، في البلدان التي تحترم الفن لو ظهر عادل إمام أو دريد لحام في بعض المشاهد لكتبوا مع “ضيف الشرف” وهذا يبرز حالة الخوف التي لازمت صديقي صلاح من الزج باسم محمد قحطان كبطل وهو خارج النص تماما..
فكرة المسلسل استوحاها الوافي من قصيدة (مسعود هجر) للشاعر سلطان الصريمي وهي الأغنية التي غناها الرائع عبدالباسط عبسي ثم أمل كعدل، وكنا قد قلنا هذا الكلام قبل أن يختتم المسلسل بالتنويه لذلك..غربة البن.. للفنان صلاح الوافي كان خطأ استدركه في الحلقة الأخيرة..
من تابع المسلسل سيجد ترابط هش بين معظم الأحداث..سيناريو مستعجل وإخراج ضعيف في معظم المشاهد التي استعان فيها القائمون بأفكار المسلسلات الهندية التي تعرضها “زي الوان” وهذا أمر لا جدال فيه..
بالتأكيد كان النجم حسن الجماعي هو الأفضل ولولا تحسن المشاهد الدرامية لصلاح الوافي في آخر ثمان حلقات لكان الوافي مجرد ممثل عادي جدا، لذا يصبح صلاح ثاني أفضل ممثل بعد حسن ويليهم العاقل توفيق الاضرعي ثم زين العابدين (عتيق) و….
بالنسبة للممثلات تفوقت سالي حمادة على الجميع، قدمت دورها بشكل رائع ولو أن لهجة عدن خانتها في بعض الكلمات، ثم تأتي شروق كنجمة جميلة أدت دور المرأة التي تنتظر عودة زوجها بشكل مذهل، وعادت سحر الأصبحي للواجهة بإطلالة قوية (زوجة العاقل)..
وكي لا نهضم حق الفنان عمار العزكي كأداء فني لا تمثيلي فقد كانت أغنية المسلسل بصوته رائعة لكاتبها عبدالخالق سيف، ولعل ما غطى على عيوب التمثيل والإخراج مووايل عمار التي أبدع فيها وكتبها المبدع وهيب الأبيض الذي لعب دور (والد ثريا)..
عمار أيضا كان ممثلاً بأداء ضعيف، قد يرجع البعض ذلك إلى كونها المرة الأولى التي يمثل فيها، لكن بالمقابل كل نجوم الأمس واليوم صنعهم مشهد واحد وحملهم إلى النجومية..
عمار وقع في الفخ..تم استغلال صوته البلدي الجميل لإطراء المسلسل بالمووايل الحزينة واللاله وهنا يكمن دهاء صلاح، فالساحة الفنية فيها من يستطيع أن يقدم دور عمار بشكل أفضل لكن ستبقى المشكلة في الاضافات الصوتية.
ثريا..أفنان الوصابي كانت الأسوأ بين الجميع نجوم ونجمات، أداء بارد ويضع المشاهد أمام حقيقة واحدة هو أن صناع المسلسل أرادوا من خلال تقديم شخصية ثريا جذب نسبة مشاهدة لا أكثر، اعتماداً على سذاجة أفنان فنياً وبالمراهنة على ظهورها بشكل بنت القرية الجميلة وهو ما يجذب المشاهد اليمني الذي صاغ قصائد الغزل في حق الطيارة الإماراتية (مريم المنصوري) لمجرد أنها فتاة جذابة غير آبهين بأنها تقتل المدنيين في بلادنا..
إليكم ما يلي:
¤ تم تسريب الحلقة الأخيرة ليتم إعادة تمثيلها بنهاية مختلفة..تأخرت منتجتها حتى العاشرة ليلا في 29رمضان.
¤ محمد قحطان ترك العمل واتجه إلى المهرة ليمثل هناك بعد أن تحصل على عرض مالي كبير.
¤ صديقي صلاح الوافي، عندما كنا نتواصل سابقا وتطلب مني أي نصوص كنت اتدلع عليك والدلع بسبب الكسل لا أكثر. اليوم حفزني مسلسل غربة البن لكتابة قصة جديدة وقد يجمعنا الله في عمل رمضاني مشترك بإذن الله.
¤ هي فرصة لاعتذر للنجم بدر الدين الحاتمي بطل فلم “هزاع في الدقي” والعديد من المسرحيات، هاتفني قبل فترة لكتابة نصوص مسرحية لعرضها في قناة السعيدة في ليالي العيد ووعدته وكعادة (الكسل) اللعين مر الوقت ولم أفي بوعدي، لكن الأيام كثيرة..
بدر الدين قام بتمثيل ثلاث مسرحيات لكاتب السطور إحداها “بقعة ضوء” التي تناولت القضية الفلسيطنية وفازت بالعديد من الجوائز، بعدما أضفى عليها من حسه الإبداعي الكبير.
اتفقنا أنا والعزيز محمد الحمزي لكتابة مسلسل أو بعض حلقات رمضانية لقناة المسيرة الموسم القادم، أسال الله التوفيق.