اشتركنا في (هوجة ٢٠١١م) دون أن نحدد ماذا نريد، لا أهداف لنا نحن الذين وجدنا حشدا فانجرفنا معه كرها أو هوى…
خلال الأسابيع الاولى ظللنا نرقع أهدافا لهذه ( الهوجة ) وكان المتحكمون بمسار القطيع يتقبل هذا المزاج الشعبوي كهذيان سيعاد ترويضه…
كان الهدف الواضح لرؤوس الثعابين هو إسقاط الرئيس علي عبد الله صالح كمظلة أصبحت تتبرم من شراكتهم ومزاحمتهم له في (الملك) …
مظلة لا تتسع لهم كشركاء معه في التمكين والحكم والثروة بعد أن طُرحت مسألة التوريث بكل ما تحمله من دلالات الهزيع الأخير لمسبحة اكتملت حباتها بالسبحلة والحمدلة و(التوحيد) …
كان الهدف المتواري خلف مبادرات أعضاء في مجلس النواب ووجاهات مشيخية هو تقسيم اليمن إلى مخاليف أو أقاليم !
خلف تلك المبادرات كانت رؤوس الثعابين تتوارى كوكيلة لرغبات مشيخات الخليج وفي مقدمتها الكيان السعودي…
لم يكن بناء الدولة المركزية القوية -كفريضة غائبة -من مهام هذه الهوجة! بل كانت المهمة هي الانتقال من هشاشة الدولة الرخوة، المرتكزة على توافق مراكز القوى إلى اقتسام الدولة كإرث توافقي ،وتوزيعه ببصائر ملكية كما كان يصنع الأيوبيون ومماليك مصر والشام ، ابتداء من وفاة صلاح الدين الأيوبي وتوزيع سلطانه بين أبنائه وأخوته ووصولا إلى تحولهم لعبة بيد الفرنجة وحملاتهم الاستعمارية !
لكن مماليك اليمن كانوا أرقاء من حيث المبتدأ والغايات …
قطع شطرنج في جغرافية يمنية، تفككت وتحولت إلى قلاع مسيجة بالأوهام ،ومعززة باللا انتماء ،وحقل تجارب لتخليق الانفعالات الممعنة في استلابها ، والموغلة في تدحرجها اليومي نحو قيعان اللا معقول والغرائبية السمجة والخالية من المعنى، بل موت المعنى أساسي ليتحرك الجسد دون رأس ودون طريق سوى الارتطام بما يماثله من التوترات المخبرية …
لسنا أكثر من كائنات معمل اجتماعي لتوليد السلوكيات الدفينة في طبقات التاريخ …
البدائي فينا والمتوحش هو الذي يحدد الحدود، ويسوق الجميع ضد الجميع…