وتترجم الزكاة وإخراجها صدق إيمان العبد وامتثاله لأوامر المولى عز وجل كما جاء في كتابه الكريم “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ”، وقوله “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّه “.
وتتضح أهمية الزكاة في أن الله عزّ وجلّ قرنها بالصلاة في مواقع كثيرة في كتابه الكريم ، ما يدل على عظيم منزلتها، قال تبارك وتعالى ” وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”، وقوله تعالى ” الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ “.
ويؤكد العلماء أن الزكاة تدريب نفسي للمزكي كونها تطهره من البخل والحب الزائد للمال وتعوده على العطاء والبذل، كما أنها تشعر الفقير باهتمام المجتمع به ومساندته له فضلاً عن تلاشي شعور الحقد والحسد ليحل محله الإيمان والرحمة والإخاء.
ويشير العلماء إلى ثمار الزكاة الإيمانية المتمثلة بحفظ المال وتنميته لقوله تعالى ” قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ” وكذلك قوله عز وجل ” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم”.
وفي هذا الصدد أكد رئيس الهيئة العامة للزكاة شمسان أبو نشطان أهمية إحياء أداء الفرائض بما فيها فريضة الزكاة، كرد عملي وحقيقي على العدو الذي يحرص على تغييب دور الأمة في أداء الفرائض ومنها الزكاة.
ولفت إلى حرص الهيئة على صرف الزكاة للمستحقين، خاصة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء استمرار العدوان والحصار، والذي يتطلب مضاعفة الجهود لتأدية الزكاة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين وفقا لمصارف الزكاة الثمانية.
وتطرق أبو نشطان إلى جهود الهيئة في إدارة العمل الزكوي وما حققته من نجاحات خلال الفترة الماضية على المستوى المركزي والفروع، وما نفذته من مشاريع وأنشطة ساهمت في التخفيف من معاناة الفقراء والمساكين.
وذكر أن الهيئة أنشئت, لتُعنى بأداء هذه الفريضة العظيمة على الوجه المطلوب .. مشيراً إلى أهمية الزكاة لما لها من أهمية في توفير حاجة المحتاجين من الفقراء والمساكين وغيرها من المصارف خاصة المتعلقة بخدمة المجتمع.
فيما أكد رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين محمد شرف الدين أهمية الزكاة باعتبارها الركن الثالث من أركان الإسلام وأحد أعمدته التي تعزز من النمو الاقتصادي والتكافل الاجتماعي.
وأوضح أن الجميع معني بإحياء فريضة الزكاة وأن مانع تسليمها مشرك وقد يكون في الآخرة كافر كما جاء في نص القرآن الكريم ” وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ “.
وبين أن الزكاة تنمِّي روح الجود والكرم والتعاون بين المسلمين وتسد حاجة الفقراء مع حفظ كرامتهم وتجنبهم مذلة المنّ والأذى كونها حقاً مفروضاً وليست تطوعاً يمنحه الغني للفقير متى شاء، بل هي حقٌ في مال الأغنياء لقوله تعالى “وفي أموالهم حقٌ معلوم للسائل والمحروم”.
ولفت العلامة شرف الدين إلى ضرورة الاهتمام بهذه الفريضة من قبل المزكي الذي لا يجوز أن يكنزها أو يمتنع عن أدائها وهو ما حذر الإسلام منه قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أليم .. يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ “.
وشدد على ضرورة تحلي المحصل لفريضة الزكاة بالأمانة والصدق والورع .. لافتاً إلى أهمية التحري في توزيع الزكاة على مصارفها الثمانية المذكورة في القرآن الكريم كما ورد بقوله تعالى ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “.
من جانبه أشار عضو رابطة علماء اليمن محمد عبد الله الشرعي إلى فضل الزكاة التي تعود على المزكي بالنماء في ماله ونفسه ويعم الخير الناس ويختفي الفقر والحسد وتقل نسبة الجرائم.
ولفت إلى أن الجمع والصرف بطريقة جماعية هو الإجراء السليم لتحقيق الأهداف المرجوة من فريضة الزكاة بما يصب في خدمة المصارف المشروعة.
وتطرق الشرعي إلى مسؤولية الهيئة العامة للزكاة في تحقيق وتحري مصارفها وإدارة وجمع الزكاة واختيار العاملين عليها بدقة وموضوعية وفقاً لشروط ومعايير خاصة, وتوزيعها على مصارفها بما يحقق مقاصدها في سد حاجة الفقراء والمساكين وبقية المصارف.
سبأ