د.طه الروحاني: الجار السيء والجار الفقير!

.
اسوأ ما في هذه الحياة ان يُبتلى الجار الفقير بجار سيء القول والفعل والاخلاق، واما تفاصيلها فيعلمها القاصي والداني، يعلمها الاجنبي قبل العربي، والمسيحي قبل المسلم، والشامي والمغربي قبل اليمني.
التفاصيل تجدها في قوائم الارهاب والتمويل وغسيل الاموال، تجدها في كشوفات اللجان الخاصة وشراء الذمم والابتزاز السياسي، تجدها في تقارير الحكومات والدول والمنظمات وحقوق الانسان.
التفاصيل تجدها في تاريخ المؤامرات والاغتيالات والدس السياسي والصفقات المشبوهة، تجدها في نصوص العقود والمعاهدات والاتفاقات السرية، تجدها في مباحثات الغرف المغلقة ودهاليز المفاوضات والمقايضات.
التفاصيل تجدها في تناقضات رؤيتهم ومنابرهم وصحفهم وفضائياتهم، تجدها في فتاواهم الممهورة بختم السلاطين، وقرارتهم المذيلة بمعاقبة العاملين، تجدها في خطابهم السياسي الممتلئ بالاستعلاء والكراهية للجار الفقير.
التفاصيل تجدها في اربع سنوات من الحرب والعدوان والقصف والتدمير والحصار، تفاصيل تجدها في اربع سنوات من قتل الاطفال والنساء والمسنين والمدنيين الآمنين وهدم البيوت على رؤوس الجار الفقير.
التفاصيل تجدها في اربع سنوات من سحب اصحاب رؤوس الاموال وتعطيل الاستثمار وشل الحركة ومنع الصادرات والاستحواذ على منابع النفط والغاز واغلاق المطارات والمنافذ وهدم مراكز الانتاج.
التفاصيل تجدها في كل هذا واكثر واكثر واكثر، اكثر من فقرنا المعيب في نظركم وحدكم لكنها لن تكون اقل من سوئكم في نظر العالمين، ثم اليوم ومن سخرية القدر الجار السيء يتحدث عن الجار الفقير.