فيما يلي نصها :
إن مجلس النواب بالجمهورية اليمنية يعبر عن الشكر والتقدير لكل أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين صوتوا على قرار إخراج القوات المسلحة الأمريكية من العمليات العسكرية ضد الجمهورية اليمنية في موقف إنساني استشعر مظلومية الشعب اليمني الذي يتعرض لعدوان همجي وحصار جائر منذ أكثر من أربع سنوات شنته دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات دون أدنى مبرر لهذا العدوان الذي شجعه دعم الولايات المتحدة الأمريكية وجعله يتمادى في تدمير اليمن وقتل عشرات الآلاف من المواطنين اليمنيين باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً .. منتهكاً بذلك العهود والمواثيق والقوانين والأعراف الدولية .. حتى أصبح الشعب اليمني يعيش أسوأ كارثة انسانية في العصر الحديث.
إن مجلس النواب بالجمهورية اليمنية إذ يكرر شكره لمجلسكم الموقر على ذلك الموقف .. فإنه يعبر عن قلقه واستيائه إزاء موقف السفير الأمريكي ووزارة الخارجية الامريكية الذي أيدت فيه اجتماع ما يسمى بالبرلمان اليمني الذي ضم عدد من أعضاء المجلس المتواجدين في الرياض وبعض عواصم دول تحالف العدوان على اليمن بمدينة سيئون محافظة حضرموت، ذلك التأييد الذي يمثل تدخلا في الشأن اليمني ومخالفة واضحة للقوانين والأعراف الدولية .. كون ذلك الاجتماع يمثل مخالفة صارخة للمادة (66) من دستور الجمهورية اليمنية التي تنص بأن مقر مجلس النواب العاصمة صنعاء .. وبالتالي فإن أي اجتماع خارج العاصمة صنعاء ليس له أي مبرر دستوري أو قانوني ولا يجوز التعويل علية أو العمل بأي من مخرجاته.
كما إن مجلس النواب بالعاصمة صنعاء هو المؤسسة التشريعية التي تمثل الشعب اليمني بكافة مكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية ويعقد جلساته بشكل منتظم بمقره بالعاصمة صنعاء ويؤدي مهامه التشريعية والرقابية والبرلمانية وفقاً لدستور الجمهورية اليمنية واللائحة الداخلية للمجلس، وكل الاجراءات والقرارات التي يتخذها دستورية ووفق إجراءات ديمقراطية وشفافة.
ختاماً فإن مجلس النواب بالجمهورية اليمنية يطلب من مجلسكم الموقر العمل لما من شأنه عدول وزارة الخارجية الامريكية عن تأييدها لذلك الاجتماع حفاظاً على وحدة وتماسك المؤسسة التشريعية في الجمهورية اليمنية التي تمثل الشعب اليمني، والتي يجب أن تظل المرجعية لكافة فرقاء العمل السياسي باليمن.
كما ندعو مجلسكم الموقر إلى عدم التعامل مع ذلك الاجتماع وأي من مخرجاته باعتباره غير دستوري وغير قانوني ويتعارض مع المصلحة العامة والوحدة اليمنية.
كما نكرر دعوتنا وترحيبنا لكل من يرغب من أعضاء مجلسكم الموقر لزيارة الجمهورية اليمنية والاطلاع عن قرب على حجم الدمار والكارثة الإنسانية التي يعيشها ويعاني منها الشعب اليمني مُنذ أكثر من أربع سنوات جراء العدوان الغاشم والحصار المطبق الذي تمارسه وتفرضه دول العدوان على اليمن.
إلى ذلك استعرض المجلس تقرير لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بشأن الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية والمعالم التاريخية والممتلكات الثقافية في محافظات الجمهورية جراء العدوان.
حيث تضمن تقرير اللجنة عدد من الملاحظات ومنها :
1- لاحظت اللجنة أن هناك ازدواجية وعدم تنسيق بين وزارتي الثقافة والسياحة من حيث تنازع الاختصاصات والصلاحيات فيما يتعلق بالجانب الثقافي.
2- إن المحافظة على المتاحف الأثرية وإعادة بناء ما دمره العدوان يخضع للإجتهاد والعشوائية والإرتجال.
3- لم يتم وضع سياسات وخطط واضحة تقدمها الحكومة إلى المجلس بحيث تدفع بإتجاه المحافظة على المتاحف والآثار وإعادة بنائها وترميمها كونها تمثل إرث حضاري يمني.
4- كما لاحظت اللجنة وجود ضعف في التنسيق الحكومي مع المنظمات الدولية والإسلامية ونحوها من المنظمات التي تعنى بالتراث والثقافة.
5- لم تعمل الحكومة على تشكيل لجان لحصر الأضرار والخسائر المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن العدوان على القطاع الثقافي.
واقترحت اللجنة في تقريرها على المجلس عدد من التوصيات لإلزام الحكومة بها.
هذا وقد أقر المجلس إرجاء مناقشة هذا التقرير إلى جلسة قادمة بحضور الجانب الحكومي المختص .
وكان المجلس قد استهل جلسته باستعراض محضره السابق ووافق عليه، وسيواصل أعماله صباح غدً الأربعاء بمشيئة الله تعالى .