أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن وثيقة الشرف تهدف لتحصين الجبهة الداخلية، وإعطاء القبيلة اليمنية دورها في مواجهة التحديات وفي المقدمة العدوان على اليمن.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام المشاركين في اللقاء الموسع لمشائخ وحكماء ووجهاء قبائل اليمن، لتدشين البرنامج التنفيذي لوثيقة الشرف القبلي الذي نظمه مجلس التلاحم الشعبي القبلي اليوم بصنعاء.
وحيا السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الخروج الكبير والحاشد للشعب اليمني في مسيرة البراءة من الخونة .. مؤكدا أن حفلة وارسو الفاضحة إعلان للتطبيع والشراكة مع إسرائيل.
وأشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أن العلاقة مع العدو الإسرائيلي على أساس الشراكة والتحالف هو التفسير للتطبيع .. وقال ” لا يمكن أن يكون هناك تطبيع وعلاقة مع العدو الإسرائيلي إلا على حساب القضية المركزية للأمة فلسطين والاعتراف بالعدو من موقعه المحتل والمقتطع لمقدس من مقدسات الأمة الإسلامية”.
وأكد أن أي احتلال لأي بلد أو قطر من العالم الإسلامي هو استهداف للأمة الإسلامية .. لافتا أن العلاقة مع العدو الإسرائيلي تتمثل في العداء لكل من يعادي إسرائيل.
وأوضح قائد الثورة أن المواقف العدائية من حزب الله والمقاومة الفلسطينية والحملات الإعلامية نتاج العلاقة مع إسرائيل .. مبينا أن العلاقة مع العدو الإسرائيلي هو التحرك في المشاريع الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.
ولفت إلى أن أمريكا وإسرائيل تتحركان بأطماعهما وتحملان العداء للأمة الإسلامية، ولهما مؤامرات وأجندات تعزز سيطرتهما على أيدي العملاء .. وقال” العلاقة مع العدو الإسرائيلي شذوذ عما هي عليه شعوب الأمة ومحاولة لتقبلها بمختلف الوسائل والأنشطة”.
كما أكد السيد عبدالملك الحوثي أن صناعة العدو البديل من أبرز محاولات حشد طاقات الأمة لمعاداة من يعادي إسرائيل.
وجدد قائد الثورة التأكيد على أن العدوان المستمر على اليمن منذ أربع سنوات ليس إلا لرفض اليمنيين الدخول في مشروعهم .. وقال” لقد فضحت حفلة وارسو أين يراد لليمن أن يكون؟.
وأضاف” يأبى الله لشعبنا أن يكون خادما لأمريكا وإسرائيل “.. لافتا إلى أن كل الحقد والعداء ضد الشعب اليمني هو لموقفه الوفي مع قضايا أمته.
وتابع ” مشكلتهم معنا هي لتوجهنا الحر والمستقل ومواقفنا المسئولة، كما أن مشكلتهم معنا لأننا مصرون على أن ننطلق في مواقفنا من هويتنا الإيمانية “.. مبينا أن إسرائيل هي شريك في العدوان على اليمن، وعداؤها لليمن معلن على وسائل إعلامهم.
وكان اللقاء القبلي الموسع الذي حضره رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب ونائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات محمود الجنيد وعدد من الوزراء ونوابهم والوكلاء وقيادات السلطات المحلية .. عبر رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام في كلمة ترحيبية عن التقدير والشكر لكل من ساهم في الترتيب والتجهيز لإنجاح اللقاء الذي يضم مشائخ وحكماء ووجهاء اليمن.
وأشاد بما يسطره رجال الرجال في جبهات العزة والإباء من ملاحم بطولية فداء للوطن .. منوها في الوقت نفسه بدور قائد الثورة وحكومة الإنقاذ والعاملين في المؤسسات الحكومية والتشريعية والنيابية والرقابية في مواجهة العدوان .
وتوجه الشيخ رسام بالشكر إلى قبائل اليمن الأحرار التي تواجه العدوان إلى جانب الجيش واللجان الشعبية.
من جانبه استعرض محافظ عدن رئيس فرع مجلس التلاحم القبلي بالمحافظة طارق سلام، قواعد تفصيلية لبنود وثيقة الشرف القبلي والتي تؤكد التمسك بالقيم الدين الإسلامي الحنيف والقواعد الحميدة لأسلاف وأعراف الأجداد، والثبات في مواجهة العدوان واعتبار من يبغي أو يبتغي ظلم أو فساد أو شقاق بين الناس أو يثبت منه أي تعاون أو تعامل مع العدوان، أسود الوجه ومن تستر عليه أو ساعده بأي طريقة عائب خائب مثله.
وتتضمن قواعد وثيقة الشرف القبلي الإعلان عن تدشين مصالحة مجتمعية عامة بين مختلف أبناء القبائل والمكونات الوطنية تعزيزا لمبادئ التصالح والتسامح والتلاحم والأخوة بما يحقق المصلحة الوطنية وترسيخ قيم التعاون والتعايش والعدالة الاجتماعية والوحدة والاستقلال والأمن والاستقرار، وتشكيل مجلس شمل المحافظات ولجان لمتابعة ترتيب وتفعيل دور القبائل في مختلف المجالات وأهمها مواجهة العدوان.
وتشمل القواعد الإعلان عن صلح عام شريف نظيف بين كافة أبناء المحافظات القائمين ضد العدوان، ينام فيه الخائف في دار المخيف وتأجيل الخلافات والنزاعات المستعصية خاصة الثارات، وكذا الإعلان عن حلف أخوي تلاحمي قبلي وطني تضامني موحد يلتزم بموجبه الجميع بمبادئ أمن الساحة والدفاع المشترك عن سيادة الوطن.
وفي اللقاء صوت الحاضرون على القواعد التفصيلية لبنود وثيقة الشرف القبلي والموافقة على جميع بنودها وأقروها بالإجماع.
إلى ذلك أكدت قبائل اليمن في بيان صادر عن اللقاء البدء الفوري بتنفيذ وثيقة الشرف القبلية ببنودها التسعة .. معربة عن الأمل في تعاون مؤسسات الدولة في هذا الجانب.
وأهاب البيان بقبائل اليمن أهمية ترسيخ القيم والمبادئ والأسلاف والأعراف القبلية الحميدة المنسجمة مع الشريعة الإسلامية الغراء والحفاظ على الهوية الحضارية العريقة للشعب اليمني.
وأدانت قبائل اليمن ما تقوم به قوى العدوان والاحتلال من ممارسات ومساعي لكسر إرادة اليمنيين من خلال الانتهاكات اللا أخلاقية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال.
وشددت على الاستمرار في دعم ومساندة القوات المسلحة واللجان الشعبية وتقدير تضحياتها في مواجهة العدوان والذود عن حياض الوطن.
وأعلن المشاركون في اللقاء الرفض القاطع لدعوات العدوان ومخططاتهم الهدامة الداعية إلى الفتنة والاقتتال وقطع الطرق والأعمال التخريبية وإثارة النعرات العنصرية والطائفية والمناطقية والمذهبية .. مؤكدين وقوف قبائل اليمن صفا واحدا في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته.
وحذرت قبائل اليمن كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والسلم الداخلي أو الساعي لتجنيد الشباب مع العدو .
ودعت المغرر بهم الموالين لدول العدوان تحكيم العقل والمنطق والعودة إلى جادة الصواب وحضن الوطن والاستفادة من قرار العفو العام قبل أن تتخذ القبائل الإجراءات الرادعة بحقهم حسب الأسلاف والأعراف وبنود وثيقة الشرف القبلي.
وأكد البيان حق الشعب اليمني في اتخاذ الإجراءات القانونية في ملاحقة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا المجازر ودمروا البنية التحتية من منشآت مدنية وعسكرية وتعويض الضحايا وجبر الضرر وبما يصون الحقوق وإعادة الإعمار.
كما أكدت قبائل اليمن على وحدة أراضي الجمهورية اليمنية ورفض مشاريع التفتيت والتجزئة تحت أي مسميات .. مجددة مساندتها لأبناء محافظة المهرة الرافضين للاحتلال السعودي.
ورفضت قبائل اليمن نهب الثروات وتعطيل الموانئ والمنشآت والمرافق الحيوية والسيطرة على الجزر اليمنية وتحويلها لقواعد وثكنات عسكرية من قبل قوى العدوان ومرتزقته.
وثمن البيان التزام قبائل اليمن بخيار الدفاع عن الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية السيادة الوطنية والتأكيد على خطورة الحرب الإعلامية والنفسية والناعمة التي تمارسها قوى العدوان وأهمية الحذر واليقظة والوعي في مواجهتها.
وأعلن البيان تمسك قبائل اليمن بقضايا الأمة العربية والإسلامية وفي المقدمة القضية الفلسطينية ورفض محاولة التطبيع مع العدو الإسرائيلي واستنكار ما حدث من خيانة وزراء خارجية بعض الحكومات العربية في مؤتمر وارسوا في بولندا وعلى رأسهم المدعو اليماني ممثل الفار هادي وما سبقها من خيانات.
سبأ