يُعقد في العاصمة الاردنية عمان الجمعة المقبل مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، تحت شعار “القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.” ويشارك من لبنان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يعقد على هامش المؤتمر، لقاءات على مستوى من الاهمية مع المسؤولين الاردنيين وفي مقدمهم وفق معلومات “المركزية”، الملك عبد الله بن الحسين وآخرين عرب.
ولعل ابرز ما في المؤتمر، الى قضيته المركزية القدس، كما تقول مصادر دبلوماسية عربية لـ”المركزية”، مشاركة سوريا التي وجه رئيس اتحاد البرلمانات العربية دعوة اليها للحضور فردت ايجابا، و سلم القائم بأعمال السفارة السورية في عمان أيمن علوش الأردن موافقة بلاده على المشاركة، على ان يمثلها رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصباغ، على رأس وفد برلماني رفيع المستوى، مرجحة عقد لقاءات بين الوفد السوري ومسؤولين عرب على هامش الزيارة. وقال علوش إنه التقى نائب رئيس مجلس النواب الأردني نصار القيسي، وسلمه رسالة من الصباغ تتضمن “المشاركة بسرور وامتنان في المؤتمر، كون سوريا هي الدولة الأولى التي تتلقى الدعوة للمشاركة في المؤتمر”. واضاف: إن مشكلة سوريا في بعض الأنظمة العربية وليس الشعوب، وإن الدعوة من الأردن ليست من الشعب وحده، إنما هناك رسالة سياسية تقدرها دمشق.
وبعدما جرى تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية مع بداية النزاع عام 2011، ولا تزال، اعتبرت المصادر ان المشاركة السورية الاولى من نوعها في مؤتمر عربي ستشكل مناسبة للبحث في اعادة دمشق الى الحضن العربي وتجميد قرار تعليق عضويتها، لا سيما بعدما خطت دول عربية ومن بينها خليجية خطوات عدة في اتجاه استعادة العلاقات مع نظام الرئيس بشار الاسد فأعادت فتح سفاراتها واستأنفت العمل الدبلوماسي، لا سيما البحرين والامارات فيما زارها الرئيس السوداني عمر البشير.
ولا تستبعد المصادر ان يثير الرئيس نبيه بري القضية كونه لا ينفك يطالب باتخاذ الخطوة العربية، نظرا لاهميتها على المستوى السوري اولا والعربي ثانيا واللبناني ثالثا، وتحديدا من اجل حل أزمة النزوح الى دول الجوار لا سيما الاردن ولبنان وتركيا.
وتعتبر المصادر ان الخطوات التمهيدية للعودة السورية الى الجامعة العربية حضرت الارضية اللازمة، اذ بعد العلاقات الدبلوماسية، جاء كلام الرئيس ميشال عون في القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في بيروت الشهر الفائت لتعبد الطريق نحو ملء المقعد السوري الشاغر، الا ان مواقف الامين العام للجامعة أحمد ابو الغيط ابان زيارته بيروت اخيرا لتقديم التهنئة بتشكيل الحكومة، فرملت الاندفاعة العربية لاعادة سوريا اذ اوضح ان لا توافق عربيا حتى اليوم على هذه الخطوة.
وتلفت الى تفاوت واضح في المواقف العربية ازاء سوريا، ذلك ان في وقت تقاطعها دول الخليج بمعظمها، تتواصل معها عمان بشكل لافت، اذ سبقت المشاركة القادمة من جانب رئيس مجلس الشعب السوري إلى الأردن، زيارات وفود من البرلمانيين الأردنيين إلى سوريا، في اطار تنسيق العمل البرلماني العربي. كما ان افتتاح معبر نصيب بين الدولتين اعاد التواصل على المستوى الشعبي .
وختمت المصادر بالاشارة الى ان في دعوة سوريا بحد ذاتها للمشاركة في المؤتمر البرلماني العربي ومسارعة النظام الى تلبيتها تحمل في طياتها رسالة شبه رضا عربي على تجديد الانفتاح في العلاقات العربية- السورية بعد سنوات طويلة من القطيعة، والا لما تم توجيه الدعوة في الاساس، علما ان ثمة اتجاها قويا لاعادتها الى الجامعة بحيث تشارك في قمة تونس العربية في الربيع المقبل.