عزيزي وكيل الوزارة أو وزير أو سفير أو مستشار أو نائب أوغيره، أنتم تتلقون رواتب منتظمة أوغير منتظمة في بلد قرابة مليون وربع من موظفيه بلا مرتبات منذ اكثر من سنتين، وبعضكم يحتكم على ميزانيات يصرفها حسب “ضميره” وهذه كلمة مشبوهة مؤخرا.
معظمكم بالخارج وكثير منكم يعاني من بطالة ويتلقى راتب عليها، هذه البطالة قد لا يكون سببها عطب بالضمير بل لأنه عمل لدولة لم يعد لها وجود وضمن قيادة هي افشل ما عرفت اليمن وهذه مشكلة أعوص من مشكلة فسادها. بعضكم يحاول إثبات حضوره مرة باحتفال بمخرجات حوار وطني وآخر مشغول بكشف انتهاكات الحوثي وغيرها من مهام لا تجدي وتدور في دائرة الفراغ المطلق بسبب القيادة الغائبة وانعدام الرؤية العامة.
بعضكم وصل للوظيفة لأنه في سلك الوظيف العامة من قبل، وكثيرين منكم وصلها نتاج الفهلوة في زمن بلا معايير ولا حسيب ورقيب.
انتم بشكل ما وبدرجة ما مسؤولين بدولة تمثل شعب ما بين شريد وقتيل ومعظمه جائع بلا مال أو أمل، ثم تغضب من نقد هنا وهناك أو تنفعل من شتم الحكومة أو لعنها، ألا ترى بعد هذا كله إنك ايضا وقح؟
لو انت موظف دولة نزيه فهذا أمر اقدره لكنك حالة فردية لا تخل بسياق الفشل والفساد العام وهذا نتاج اختلال عميق في القيادة لا يمكن اصلاحه. لذا لا داعي تبرير ما يجري، إن الفساد الحالي ليس اكثر بكثير مما سبق لكن وسائل التواصل الاجتماعي زادت وعممت المعلومات بسرعة، فالفساد الحالي اكثر بكثير من سابقه وبمراحل متقدمة تجعل المقارنة محرجة لكم. كذلك التبرير لأي فساد في هذه المرحلة من تاريخ البلد ومع هذا الجوع كله ، أمر يكشف ليس فقط انعدام ضميرك بل انعدام إحساسك وهذه مرحلة شديدة السوء.
لا داعي لافتراض إن نقدكم مزايدة ومبالغة، ولا تبالغ بالقول إن فلان أو فلانه لم يحصلوا على منصب ولم يجدوا مكانا، فالمناصب صارت اسهل من أي وقت مضى واشتريت ذمم بشر لا يصلحوا لفعل شي ولا قيمة لهم ولا وزن.
- من صفحتها بالفيسبوك