وفي كلمة أمام المشاركين في مسيرات حاشدة جددت دعمها له قال مادورو “لا نريد العودة إلى عهد التدخلات الأمريكية” مضيفا “نحن الأغلبية ونحن شعب هوغو تشافيز وسنبقى في قصر الرئاسة مع أصوات الشعب الذي هو الوحيد من ينتخب رئيساً دستورياً لفنزويلا”.وفي مسرحية واضحة معدة مسبقا وموقف تدخلي فاضح أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بزعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو رئيسا انتقاليا لفنزويلا بعد وقت قصير من إعلان الأخير اليوم تولية نفسه مهام الرئاسة في محاولة لاغتصاب السلطة.
وأشار مادورو خلال كلمته إلى تجاهل وسائل الإعلام الدولية المسيرات المؤيدة للرئيس الدستوري للبلاد وتلاعبها بالوقائع في فنزويلا.
وفور إعلان ترامب خرجت حشود شعبية واسعة في مسيرات حاشدة في العاصمة الفنزويلية كراكاس ومدن أخرى دعماً للرئيس مادورو واحتجاجا على التدخلات الأمريكية السافرة في شؤون بلادهم الداخلية.
وأكد المشاركون وقوفهم إلى جانب القرارات التي يتخذها الرئيس مادورو في مواجهة هذه التدخلات الأمريكية.
ولقي الموقف الأمريكي التدخلي الجديد استهجانا شعبيا ودوليا ففي موسكو ندد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف بتدخلات الولايات المتحدة السافرة بشؤون فنزويلا الداخلية وقال في حديث لوكالة /نوفوستي/ اليوم “مهما حدث في فنزويلا فإن ذلك يعتبر شأنا داخليا لهذه الدولة ويجب دعم الشعب الفنزويلي من خلال تطوير التعاون مع هذا البلد والمساعدة على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة فيه وليس من خلال حصاره”.
وأضاف إن “كل السياسات الأمريكية تجاه فنزويلا بما في ذلك التصريحات الأخيرة للرئيس ترامب تعتبر تدخلا سافرا وفظا في شؤونها الداخلية”.
وحذر كوساتشوف من عواقب التدخلات الأمريكية السافرة بشؤون الدول مذكرا بأن “العالم بات يعرف إلى ماذا أدى تغيير السلطة في ليبيا بتدخل أمريكي مباشر والصعوبات التي لا يزال العراق يواجهها والتي كانت سورية على وشك مواجهتها وفنزويلا في صف واحد معها”.
وفي مكسيكو أعلن ممثل وزارة الخارجية المكسيكية روبرتو فيلاسكو أن بلاده لا تزال تعترف بنيكولاس مادورو رئيسا لفنزويلا وقال “لم تغير السلطات المكسيكية موقفها فيما يتعلق بفنزويلا وتستمر في الاعتراف بنيكولاس مادورو كرئيس للبلاد”.
وتواصل الولايات المتحدة تدخلها غير القانوني في شؤون الكثير من الدول في أمريكا اللاتينية التي لا تخضع لهيمنة واشنطن ومن بينها فنزويلا وذلك في إطار سياستها لفرض الهيمنة والسيطرة على مقدرات هذه الدول واستهداف النهج التحرري فيها.
يشار إلى أن فنزويلا التي تتبع النهج التحرري في أمريكا اللاتينية تتعرض لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية عبر معارضتها اليمينية في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة وللانقلاب على الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.
وكان مادورو أعلن الشهر الماضي عن خطط تدبرها واشنطن لإحداث انقلاب حكومي في فنزويلا قائلا: إن محاولة بدأت بالفعل بتنسيق من البيت الأبيض لعرقلة الحياة الديمقراطية في فنزويلا وتنفيذ انقلاب ضد النظام الديمقراطي الدستوري في بلدنا.