هناك الكثير من المؤشرات التي تقول ان مفاوضات السويد ربما تكون اول مفاوضات ناجحة منذ اول جولة في جنيف الى الكويت , والمقصود بالنجاح هنا ليس السلام الدائم او الحل الكلي للازمات اليمنية لكن المقصود انها ستسفر عن حلحلة في بعض المواضيع الانسانية وربما تؤسس لاسس اولية يمكن ان يبنى عليها عملية سلمية كاملة على مراحل .
الدبلوماسية البريطانية المتانية ذات النفس الطويل المتمثلة في المبعوث الاممي جريفيث وفريق عمله يعتقدون ان حجم المشكلات والازمات في اليمن تحتاج الى سلسلة من المفاوضات والحوارات مقابل متطلبات موازية على ارض الواقع وبذلك يكون اسلوب عمل المبعوث جريقيث مختلف كلياً عن ولد الشيخ الذي كان يطرح كل القضايا على طاولة المفاوضات كحزمة واحدة وهو ما اثبت فشله .
بقي ان نقول ان المبعوث جريفيث وان كان مايسترو العملية الا ان هناك قناعة تامة عند الرعاة الاساسيين للعملية السلمية واقصد بهم هنا بريطانيا وامريكا باسلوب التدرج في المراحل فيما يخص الحرب في اليمن .
وبعيداً عن التفاؤل او التشاؤم ان ذلك الاسلوب قد يوقف الحرب او يخفف من حدتها او يجعلها اكثر انسانية , لكنه ليس بالضرورة انه سيخلق سلام دائم وشامل يحل كل الازمات اليمنية اليمنية او اليمنية مع دول الجوار بل على العكس قد تكون التهدئة والانسنة مقابل تثبيت النتائج التي اسفرت عنها الحرب وادامتها الى ماشاء الله , مثل ما حصل في فلسطين والكوريتين وغيرهما من البلدان التي اوقفت او تم تهدئة الحروب فيها الا انها لم تحل ازماتها ولم تصنع سلاماً دائماً فيها .
بقي ان نذكر بان سياسة “الا حرب والا سلم” هي من بنات افكار الدبلوماسية الانجليزية العريقة ضمن فلسفة “فرق تسد” التي تستند على الحكمة القائلة ( لايموت الذئب ولا يفنى الغنم ) ..
أزال الجاوي: مفاوضات ستوكهولم..بين التفاؤل والتشاؤم
التصنيفات: أقــلام