وفي الافتتاح أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب إلى أهمية انعقاد المؤتمر للإسهام في تحسين مستوى الجودة والاعتماد الأكاديمي في مسيرة التعليم العالي والبحث العلمي .
وشدد على ضرورة مضاعفة الجهود في مؤسسات التعليم العالي للوصول إلى معايير الجودة العالمية .. مؤكداً الحاجة الماسة لإصلاح منظومة هذه المؤسسات وإعادتها إلى وضعها ووظيفتها الحقيقية المتمثلة في التعليم و البحث العلمي والمشاركة المجتمعية .
وحث الوزير حازب المؤسسات التعليمية على الابتعاد عن الجوانب الوظيفية والمالية والإدارية والتركيز على الجوانب العلمية والبحثية والجودة والمعايير الأكاديمية لتحقيق الأهداف التي أنشئت الجامعات من أجلها.
ولفت إلى أن إصلاح التعليم العالي والبحث العلمي وتطوره مرتبط بعودة جامعة صنعاء إلى ألقها ومكانتها في الوسط الأكاديمي ، منوهاً إلى ضرورة اتفاق الجميع على أن يكون المعيار الوطني والأكاديمي في العملية التعليمية الجودة و الالتزام بالنظام والقانون واللوائح المنظمة لعملها باعتبارها مؤسسة عملاقة تضم أكثر من 150 ألف طالب وطالبة موزعين على عشرين كلية عملية وهندسية وطبية وإنسانية.
ونقل أمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري مباركة رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط انعقاد المؤتمر الذي يركز على التطوير الأكاديمي وضمان الجودة.. مؤكدا دعم المجلس السياسي الأعلى وتقديم العون اللازم له وفق الإمكانات المتاحة.
وأشار إلى أنه رغم الظروف التي يمر بها اليمن نتيجة العدوان الغاشم أثبت أبناء اليمن تمسكهم بالعلم والمعرفة كأحد وأهم وسائل الصمود .. مشيداً بدور الجامعات والمدارس في استمرار العملية التعليمية رغم مالحق بها من دمار وتقديم كوكبة من الأكاديميين والباحثين والطلاب أرواحهم في سبيل الوطن .
وأكد الدكتور الحوري أن المؤسسات التعليمية لن تتوقف عن تأدية واجبها رغم خذلان المجتمع الدولي ، وانقطاع المرتبات وعدم توفر أبسط الإمكانيات .
واعتبر انعقاد المؤتمر في هذه الظروف الصعبة ، خطوة موفقة لتجويد المناهج التعليمية وتطوير العطاء الأكاديمي بما يلبي متطلبات الحياة على كافة المستويات الأمر الذي يدفع الجهات المعنية على المستوى الوطني لتفعيل مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة ..
ووجه الحكومة بالاهتمام بهذا الشأن والارتقاء بمستوى الجامعات الحكومية والأهلية وحثها على الالتزام بالمعايير العلمية والأكاديمية في مختلف الكليات والبرامج للحفاظ على الشهادات الجامعية اليمنية وقيمتها.
فيما أكد رئيس جامعة صنعاء رئيس المؤتمر الدكتور أحمد محمد دغار اهتمام الجامعة بالبحث العلمي وانجازها ثلاثة مؤتمرات علمية العام الجاري ومناقشة أبحاث خريجي كليات الطب والصيدلة والزراعة ومؤتمرات علمية منفصلة.
ولفت إلى إنجاز الجامعة مشاريع الربط الشبكي وتنفيذها اختبارات القبول في جميع الكليات و التصحيح الآلي لبعض الكليات الكترونياً فضلاً عن إدخال الحوسبة في المجالس الأكاديمية والعلمية وذلك في إطار مشروع حوسبة وأتمتة أنشطة وخدمات الجامعة.
وأشار إلى أن الجامعة تسعى دائما الى أن يكون البحث العلمي والاعتماد الأكاديمي احد اهتماماتها خاصة ونحن قادمون على عام التصنيف العالمي للجامعات 2020م .. داعياً الجامعات الحكومية والأهلية إلى الالتزام بالمعايير الأكاديمية ليكون لها حيز وجود في التصنيف العالمي .
بدوره استعرض رئيس اللجنة التحضيرية مدير مركز التطوير الأكاديمي وضمان الجودة بجامعة صنعاء الدكتور غالب القانص محاور المؤتمر الذي يتناول 27 بحثاً علمياً مقدمة من نخبة من الباحثين والأكاديميين والمختصين في خمسة محاور تتمثل في :التعليم الجامعي في ضوء معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، ودور الجامعات في بناء مجتمع المعرفة، ومخرجات البرامج الأكاديمية ومدى تلبيتها لاحتياجات التنمية وسوق العمل، اضافة إلى معايير الجودة في المراكز العلمية والبحثية، وأثر التطوير الأكاديمي ومعايير الجودة على الابتكار والإبداع العلمي.
وأشار إلى أن المؤتمر ينطلق من وعي عميق ورؤية شاملة لدور التعليم العالي في بناء جيل قادر على النهوض بأعباء المرحلة الراهنة والانطلاق نحو المستقبل في عالم غدت المعرفة والعلم أبرز محركاته ، فضلاً عن الشعور بأهمية الدور الملقى على المركز والجامعة للنهوض بالعملية التعليمية وإرساء مفاهيم ومعايير الاعتماد الأكاديمي وتحويلها إلى ثقافة وممارسة عملية من خلال نشر ثقافة الجودة والتطوير الأكاديمي وتحسين الأداء وتعزيز دور الجامعة في بناء مجتمع المعرفة.
ولفت رئيس اللجنة التحضيرية إلى أن انعقاد المؤتمر في ظل الصعوبات والتحديات التي تواجهها البلاد جراء العدوان والحصار الجائر دليل على روح العزيمة والإصرار والتحدي للمركز والكادر الأكاديمي في الجامعات اليمنية ورغبتهم في إيصال الرسالة التعليمية والعلمية .. مبيناً أن افتتاح المؤتمر في جامعة صنعاء يمثل نقطة انطلاق للعمل الأكاديمي المبني على البحث العلمي وفرصة للتعرف على واقع ومستقبل مجتمع المعرفة في اليمن .
وتطرق إلى مراحل وآلية التحضير للمؤتمر واستقبال نحو 80 بحثاً علميا وفرزها و إحالتها للمحكمين من مختلف الجامعات اليمنية والعربية حيث تم اختيار 27 بحثاً بشكل نهائي يتم مناقشتها في يومين بواقع ثلاث جلسات موازية في اليوم.
وأوضح رئيس اللجنة التحضيرية أن المؤتمر حرص على عرض تجارب التطوير الأكاديمي والتقييم الذاتي في بعض الجامعات الحكومية والأهلية الناجحة للاستفادة منها في وضع الرؤى والرسالة والأهداف ومعرفة مدى مطابقتها بمعايير الاعتماد الأكاديمي في الجامعة الأخرى.
فيما ثمن أحمد القضاب في كلمة الداعمين جهود كل من ساهم في انعقاد المؤتمر العلمي الأول للتطوير الأكاديمي وضمان الجودة .
عقب ذلك بدأت أعمال المؤتمر الذي حضره مستشار الرئاسة الدكتور عبد العزيز الترب، ونائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي شرف الدين، ونائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور خالد الحوالي ، ووكلاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة علي العماد ، وعدد من رؤساء ونواب الجامعات الحكومية والأهلية وقيادات ومسئولي جامعة صنعاء.
حيث تناولت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور ردمان محمد أربع أوراق عمل تحت محور التعليم الجامعي في ضوء معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي ، تطرق الأول إلى مستوى تطبيق معايير الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة لكلية التربية جامعة ذمار من وجهة نظر أعضاء التدريس فيها للدكتور حمود المليكي .
وعرض البحث الثاني أنموذج مقترح لتحسين الجودة في كلية التربية جامعة إب باستخدام منهج سيجما للباحث عبد الرقيب شميس ، فيما عرض البحث الثالث المقدم من الدكتور علي الدوكري مدى تطبيق معايير الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي في الجامعات الأهلية اليمنية.
فيما استعرضت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور إبراهيم المطاع أربعة أبحاث علمية تحت محور دور الجامعات في بناء مجتمع المعرفة، تناول الأول تصور مقترح لتجويد البحث العلمي في الجامعات اليمنية في ضوء متطلبات مجتمع المعرفة مقدم من الدكتور أحمد الهبوب، والدكتورة نجلاء الفخري، وعرض البحث الثاني الحاضنات التكنولوجية في الجامعات اليمنية مدخل للتحول إلى مجتمع المعرفة للباحثة وحدة المؤيد.
وتطرق البحث الثالث إلى مستوى جودة برامج الدراسات العليا بكلية التربية جامعة صنعاء في ضوء الاقتصاد المعرفي للباحثة سماح الحياسي، والدكتور عبد السلام العروسي.
واستعرضت الجلسة الثالثة برئاسة الدكتور محمد عبدالعزيز يسر أربعة أبحاث علمية تحت محور مخرجات البرام الأكاديمية ومدى تلبيتها لاحتياجات التنمية وسوق العمل، تناول الأول العلاقة بين متطلبات الجودة ومخرجات معلم التربية الرياضية دراسة ميدانية على أمانة العاصمة للدكتور عبد الغني مطهر، فيما تطرق البحث الثاني إلى تطوير المراكز العلمية والبحثية بجامعة صنعاء في ضوء متطلبات اقتصاد المعرفة للدكتورة نبيلة الصرابي والدكتور عبد السلام العروسي.
واستعرض البحث الثالث واقع ممارسة مركز البحوث والتطوير التربوي في بناء مجتمع المعرفة للدكتورة سامية الأهدل، وتطرق البحث الرابع إلى تطوير تدريس الفقه الإسلامي في الجامعات اليمنية للدكتور عبد المؤمن شجاع الدين.