يمر العام تلو الآخر ويزيد تعلق اليمنيين بخاتم المرسلين ورسالته العظيمة ..
ففي كل عام يُطبِق العدوان على اليمن الخناق عسكريا واقتصاديا ، لا نجد اليمنيين إلا أكثر جلادة وصبرا وتحملا وأكثر روحية من ذي قبل ..
لا زال اليمنيون يحتفلون بمولدك يا رسول الله وسيبقون حافظين لعهدك وبيعتك التي بايعك أقواما فيها يوم العقبة ويوم أن جاؤوك أفواجا من همدان مع رسولك (علي) خير من بعدك وبقوا على عهدك في ولايته بعد مماتك حتى اتهموا أنهم أول من ارتد !
ارتبطوا بك يا رسول الله منذ كانت زوج جدك الكبير النبي إسماعيل منهم وحتى جدك الأول عبدالمطلب الذي تزوج فاطمة بنت عمرو النجارية من أهل اليمن ..
هؤلاء هم اليمنيون وهذه هي أرض اليمن يستقبلون ذكرى المولد النبوي بكل حب وشوق ، لا كما يفعله الوهابية من جعل هذه الذكرى بدعة !
أليس استقبال ترامب بكل تلك الحفاوة والتكريم والأموال والاحتفال بدعة يا آل سعود ؟ ..
أليس هو المعروف بشدة عدائه للإسلام والمسلمين ؟.. ألم يعرف بمحبته لإسرائيل ؟ ..
إذاً فكيف يحتفلون باليهودي ويجعلون الاحتفال بنبينا بدعة ؟
نعم إنه نبينا ونحن أحق به وبالاحتفال بذكرى مولده ونبيكم ترامب وأنتم أحق بالاحتفال بقدومه وقدوم ابنته ..
كم هو رائع حقا أن نرى كل هذه الفعاليات الخاصة بفرحة قدوم المولد النبوي بما يليق بعظمة رسولنا ومكانته في نفوسنا ، فكل مكان تقريبا احتفل بهذه المناسبة في هذا العام فكان استثنائيا بكل المقاييس ليغيظ اليهود وآل سعود أولياء الطاغوت ..
ولكن في الوقت نفسه علينا أن نتحلى بالخلق المحمدي في التراحم فيما بيننا والتكافل الاجتماعي فكثير من الناس يعانون الأمرين من الحصار والمجاعة والذي جعل الوصول إلى لقمة العيش بشق الأنفس ، فنحن نعلم مدى رحمة معلمنا بالفقراء والمساكين وكم قد حثنا على الجار و أوصانا بالفقير وابن السبيل ..
فالله الله يا أهل اليمن في الفقراء فكم من عزيزي نفس وكم من نازحين وكم من جياع ، وما خبر جياع الحديدة عنكم ببعيد ..
لذا علينا الحرص على السير على نهج نبينا إلى جانب الاحتفال وتطبيق تعاليمه السمحة ..
لفت نظري ما فعلته مؤسسة نساء العالمين حين طبقت الاحتفال بالمولد النبوي فعلا وقولا حين قامت بزيارة لدار الأيتام بإحدى المحافظات ووزعت لهم مبالغ مالية بسيطة وأدخلت السرور إلى قلوبهم وهي مجرد مؤسسة ، كما قامت جمعية صناع الحياة بتقديم سلة غذائية ومبالغ نقدية لأسر الشهداء ..
نأمل أن نرى مثل هذه المبادرات من الحكومة لتشمل الشعب الواقع بين سندان الغلاء المتزايد ومطرقة انقطاع الرواتب.