الناقد : هشام شمسان
—————————
هامش وجيز
▪سكينة شجاع الدين اسم تجاوز الملامح التمهيدية لمفهوم الشعرية واشتغالات التجريب المهادي للنص بفكرته ورؤيته ،ومواضعاته اللغوية .
إنها باختصار تكتب نصا مقتدرا على التموضع والتموقع بجانب أسماء تجاوزت مرحلة المراهقة الإبداعية إلى كثير من النضج الرؤيوي فيما تبدعه .
لذلك فهي تكتب النص الشعري المفتوح بتوالياته وتراتباته الشاعرية بكل ثقة :
▪نموذج (1)
على ضلع أعوج نمت القصيدة
تفتقت سنابل بوحها
بتلاتها تتدلى.
منذ خرجت من فمها
آآهة تنهيدتها الأولى
ذات شغف .
▪نموذج (2)
أن ترتدي معطفك الشتوي
ليس دليلا على البرد
أن تصطحب مظلتك
ليس علامة لهطول المطر
أن تقف إلى جوار المقبرة
ليس شرطا أن تكون حزينا
أن تقذف حجرة في البحيرة
ليس دليلا للتأمل
وتعد “سكينة” أول شاعرة يمنية تخوض تجربة مغامرة شعرية بإصدار ها أول ديوان “هايكو” اختارت له اسما دافئا وهامسا وذا تركيب تخييلي عميق الإيحاء هو “وشوشة المحار”.
▪ و”الهايكو”نمط من الشعر الذي لم ينضج بعد على مستوى الوطن العربي وتدور حوله الكثير من الخلافات واللغط الجدلي كونه تقليدا ومحاكاة لنمط” هايكو” الياباني الذي يعتمد على الصناعة التعبيرية والبنائية :
▪نموذج (1)
على ذكريات الجمر
متكئ
قلب مطوق بالحزن
▪نموذج (2)
فوق صدر الليل
تغفو
شمعة الأحلام
ومصدر الصناعة التعبيرية هنا هو التكلف الذي يخضع لشرطية القراءة ببعديها : التنازلي والتصاعدي .وهذا سبب خلافي بين النقاد ؛ ﻷن اﻹبداع لا يشترط التكلف والنظمية والصناعية وإنما الانفعالية والشعورية وترك التعابيرالشعرية تنسرب وفق
الدفقات الشعورية لمتواليات الكتابة ،لا وفق القراءة التصاعدية والتنازلية التوافقية المأتى والمآل .
▪لكن للحق نقول : إن سكينة هي أفضل من يكتب هذا النمط من النصوص على مستوى شواعر وشعراء قلائل جدا في اليمن ،تعد كتاباتهم فيها الكثير من العسف التعبيري ولي النصوص بغرض إخضاعها لمنطق التقعيد واﻷسلبة الشكلية في الكتابة
.ومن هنا يتأتى خطر مثل هذه الكتابات على الشعرية والشعر بمفهومها المتعارف عليه ذائقيا ووجدانيا ،وبنائيا .