الشعوب الحرة الحية لا تقبل الاحتلال والمساس بكرامتها، في مقدمة تلك الشعوب الشعب اليمني العزيز الذي عرف بينها بأنه مقبرة الغزاة ، امتدادا لذلك الأرث التاريخي الكفاحي كانت ثورة الشعب اليمني ضد البغاة المحتلين (الأتراك) ، حيث توجت معركة الاستقلال الأول بإعلان الدولة الوطنية اليمنية المستقلة 1918م .
جنوبا واصلت جماهير الشعب اليمني مشوار التحرير والاستقلال ضد الاحتلال البريطاني وركائزه المحلية حتى تحقق الاستقلال الثاني 30نوفمبر 1967م ، ردة 5 نوفمبر 1967م في صنعاء حالت دون تحقيق الهدف المركزي للحركة الوطنية اليمنية في الوحدة اليمنية، مع كل تعقيدات واقع نظام الوصاية السعودية الأمريكية على صنعاء إلا أنها لم تستطع وقف نضال الشعب اليمني في التحرير والاستقلال والوحدة التي تم فرضها على نظام العسكر الرجعي بصنعاء في 22 مايو 1990م ، على اعتبار ان دول الوصاية دوما ما كانت ترى في يمن موحد وقوي ومزدهر خطر وجودي يهدد مصالحه الأمر الذي دفعها لتحريك أدواتها المحلية ،لافتعال أزمة سياسية لحيلولة دون استقرار دولة الوحدة الوليدة وبما يعزلها عن عمقها الشعبي ، ثم كانت الطامة الكبرى حرب الهالك عفاش وتحالفه مع التكفيريين من القاعدة والسلفيين على (الوحدة) 27 أبريل 1994 لتخدش وبقوة الوعي الوحدوي الجمعي للجنوبيين وتعيد نظام الوصاية السعودية الأمريكية على صنعاء مرة اخرى .
واقع جديد فرض على الشعب اليمني مرة اخرى للخروج لاستعادة الاستقلال في معركة تحرير جديدة، البداية كانت مع (انصار الله) الذي انطلاقتها المسلحة في صعدة 2004م شجعت على اتساع الحركة الاحتجاجية في الجنوب والمتمثلة في (الحراك الجنوبي) المطالب بالتحرير والاستقلال، تعاظم الحركة الشعبية للحراك الجنوبي بدوره ساهم بشكل او أخر في انطلاقة ثورة شباب فبراير 2011م شمالا ، الاختراقات الأمنية الداخلية والإقليمية والدولية للحراك الجنوبي وثوار فبراير إعاق دون قيام تحالفات جبهوية حقيقية بين قوى التحرير والاستقلال المعاصرة المتمثلة في : –
– أنصار الله.
– الحراك الجنوبي.
– ثوار فبراير 2011م.
تميز (أنصار الله) تجلى في وحدة التنظيم الذي حققته لها وجود الرؤية والقائد ، عدم قدرة الحراك الجنوبي وثوار فبراير الشباب في تحديد الرؤية والمشروع وغياب القيادة والتنظيم جعلها تتقوقع وتسير على هامش حركة ثورة التحرير والاستقلال ، كون الواقع الثوري حينها كان مهيأ للثورة ذلك دفع (أنصار الله) لذهاب منفردين الى ثورة 21 سبتمبر 2014م ، و دون أن يعني ذلك الانتقاص من الدور المحوري للحراك الجنوبي التحرري الرافض لحوار موفنبيك والمبادرة الخليجية في معركة التحرير والاستقلال وإسقاط نظام الوصاية للهالك عفاش والفار الدنبوع .
شائبة عدم استكمال الإعلان الدستوري للثورة وذهاب (أنصار الله) للحوار مع المؤتمر الشعبي وحلفائه واللقاء المشترك وشركائه وتهميش قوى الثورة وخاصه قوى الحراك الجنوبي التحرري منقصات فرضتها عليهم متطلبات مواجهات العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ، لكن تظل ثقة قوى الثورة وجماهيرها من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب بنقاء ثورة 21 سبتمبر واستمرارية معركة التحرير والاستقلال الثالث مصدرها وجود القائد والرائد الذي لا يكذب او يخذل أهله وشعبه المتمثل في حكمة و حنكة العلم القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، تلك القيادة الربانية المسنودة بوعي وأصالة الشعب اليمني التي بدأت ترى في نهاية نفق معاناتها الطويلة معالم الدولة اليمنية المدنية العادلة المقتدرة المستقلة ، ويظل صمام أمان الثورة وثقة الشعب اليمني والقائد أبو جبريل تتجسد في أولياء الله مجاهدي الجيش واللجان الشعبية اليمنية، نظافة و عقائدية هذه المؤسسة الوطنية الثورية الجهادية المعول عليها في مواجهة العدوان والاحتلال الخارجي ومؤامرات منافقي الداخل وصولا الى تحقيق الاستقلال الثالث الذي سيكون هذه المرة وطنيا يمنيا من الحديدة الى المهرة .
*منسق ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي (27 أبريل 2006م)