كشفت الأمم المتحدة، أن 40 دولة عضوا في المنظمة الدولية ناشدت السعودية الكشف عما حدث للصحفي جمال خاشقجي، الذي أعلنت المملكة مقتله بقنصليتها في مدينة إسطنبول التركية، بعد 18 يوماً من الإنكار. جاء ذلك بحسب بيان أممي، صدر عقب إعراب بندر بن محمد العيبان، رئيس اللجنة السعودية لحقوق الإنسان، عن «الأسف والألم» لمقتل خاشقجي، خلال كلمة له أمام جلسة المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان، بجنيف. وأكد «العيبان»، في كلمته، أن بلاده «تحقق في القضية للوصول لجميع الحقائق وتقديم الجناة للعدالة».
وفي أعقاب تصريحات «العيبان»، طالبت 40 دولة عضوة بالأمم المتحدة السعوديةَ بالكشف عما حدث لخاشقجي، كما دعت دول أخرى إلى إصلاح قوانين حرية التعبير في المملكة، وفق البيان ذاته. وفي خضم المخاوف بشأن حرية التعبير بالسعودية، أصر «العيبان» على أنها «حق مضمون»، زاعماً أن إطلاق «العديد من القنوات التلفزيونية والإذاعية متعددة اللغات» دليل على حق الناس في التعبير عن آرائهم، بحسب البيان.
وفي 20 أكتوبر الماضي، أقرت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول، إثر ما قالت إنه «شجار»، وأعلنت توقيف 18 سعودياً للتحقيق معهم، في حين لم تكشف عن مكان الجثة. وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية.
وأعلنت النيابة العامة التركية، قبل أيام، أن خاشقجي قُتل خنقاً فور دخوله مبنى القنصلية لإجراء معاملة زواج، «وفق الخطة كانت معدة مسبقاً»، وأكدت أن الجثة «جرى التخلص منها بتقطيعها». وانضم مبعوثون من استراليا وبلجيكا وكندا وإيطاليا إلى مبعوثين آخرين في جلسة مجلس حقوق الانسان وطالبوا بإجراء تحقيق ذي مصداقية وشامل في مقتل خاشقجي. وقالت السفيرة الاسترالية سالي مانسفيلد أمام الجلسة التي عقدها مجلس حقوق الإنسان «التقارير عن أن القتل كان متعمدا مفزعة للغاية».
ودعا السفير الفرنسي فرانسوا ريفاسو السعودية إلى «الكف فورا عن السجن والاعتقال العشوائي» لصحفيين ونشطاء، وأن تكفل حرية العقيدة. وأثارت النمسا وبلجيكا والدنمارك مخاوف بشأن اعتقال نشطاء بينهم نساء بسبب حملاته حقوقية.
وفي سياق آخر، ذكر بيان الأمم المتحدة أن نحو 10 دول أعربت عن قلقها بشأن الأزمة المستمرة، والصراع الإنساني في اليمن، حيث لا تزال السعودية تواجه انتقادات بشأن تنسيق الهجمات الجوية التي أدت إلى مقتل مدنيين. من جهتها، ردَّت سارة ليا ويتسون، رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة هيومن رايتس ووتش، على تصريحات الأمير السعودي الوليد بن طلال، التي دافع فيها عن ولي العهد محمد بن سلمان، في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وحملته بحق معارضيه.
وقالت ويتسون في تغريدة على «تويتر» : إن «الوليد بن طلال، للأسف، يرتدي جهاز مراقبة في كاحله منذ اعتقاله غير القانوني بفندق الريتز كارلتون أشهراً، وانتزاع معظم ممتلكاته».
وأضافت أن شقيقه خالد أُطلِق سراحه، السبت، بعد اعتقاله غير الشرعي، «لذلك، لا تأخذوا منه (الوليد) ما أُرغم على قوله». وكانت قناة «فوكس نيوز» الأمريكية أجرت مع الوليد بن طلال مقابلةً الأحد الماضي، قال فيها إن حملة الاعتقالات التي نفذها ولي العهد – والتي شملت الوليد مع عشرات من الأثرياء السعوديين العام الماضي- كانت بهدف مكافحة الفساد، وأضاف الوليد: «الحمد لله أنه بعد تلك الواقعة، قام كثيرون ممن احتُجزوا، بعملية تطهير كبيرة».
وكالات