الإعاقة في العقل والقلب لافي الروح والجسد،ذلك ماتحدثت به سارة التي أعاقتها أسرتها في تحقيق أي هدف في حياتها، ومنعتها من ممارسة حياتها الطبيعية أسوة بأخواتها الأخريات .
سارة الفتاه التي تعاني من إعاقة حركية،لم تكن أشد قسوة من إعاقة أسرتها لها،التي جعلتها حبيسة جدران منزل لاترى فيه أحدآ منذ طفولتها وحتى العشرينيات من عمرها.
لم تتلقى تعليمها،حيث لم تسمح لها أسرتها بالألتحاق بالمدرسة،رغم إصرارها وترجيها لهم أن يدعوها تتعلم،أو أن تلتحق بمراكز خاصة بذوي الإعاقة؛ علها تجد مافقدته من إهتمام ورعاية،وحتى تستطيع بذلك أن تحقق أحلامها ورغباتها،لكن تحرج أسرتها وخجلهم من إعاقتها،وتخليهم عنها،وحرمانها من أبسط حقوقها في الحياة،كان له أثر نفسي على حياتها،ضاعف ذلك من معاناتها،وجعلها تتكبد مرارة الألم والوحدة والإنعزال، فتحرج أسرتها دفعهم أيضآ إلى منعها من الأختلاط بالأخرين،و حضور المناسبات العائلية؛ حيث تبقى في البيت وحيدة تودعهم بألم لحظة إنطلاقهم لأي مكان، وتنتظر بحسرة وإنكسار لحظة وصولهم..
لاتتذكر سارة كم مرة خرجت من منزلها؛ لكن ماتتذكرة جيدآ أنها خرجت لمرة أومرتين عندما ذهبت لأحدى العيادات للكشف عن حالتها الصحية،هي لاتعرف شيئآ عن حياة الناس؛ ولكنها تعرف حقيقة قسوة الواقع المر الذي فرض عليها أن تعيشه بمرارة وألم من أسرتها التي لطالما أفقدتها الحنان،وعبثت بحياتها دون شعور..
أسرة سارة كغيرها من ألاف الأسر التي أعاقت أبنائها عن ممارسة حياتهم الطبيعية، ونيل أبسط الحقوق، بسبب نظرة المجتمع القاصرة والظالمة تجاه المعاق الذي لايقل شأنآ عن غيره من الأصحاء؛ متى ماوجد الرعاية الكاملة،والدعم النفسي،وكذا التحفيز من قبل أسرته فهي وحدها من تساعده على التغلب على إعاقته، وكسر حاجز الخوف والخجل والعزلة عن الأخرين…
ذلك أن الأسرة هي من تعيق المعاق عن تحقيق هدفه،وهي أيضآ من تساعده على الوقوف،والإنتصار على إعاقته رغم كل التحديات .
لازالت سارة تعيش حياتها بعيدة عن أنظار الناس،متوارية خلف الستار؛ كي لايشاهدها أحد،تنتظر بأمل من يأخذ بيدها،وينقذها من واقعها المؤلم الذي تعيشه،وفرض عليها إختياره دون رحمه ..
فمن ينقذ سارة….؟؟!!!