أن يتحول مزاج الناخب الأمريكي الى عربة يقودها اللوبي اليهودي المسيطر على الثروة والسياسة لإيصال أسوأ وأوقح رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية الى البيت الأبيض والتربع على عرش أمريكا والتحكم في العالم بطريقة مهينة ومبتذلة تجاوزت الدساتير والقيم والقوانين الدولية والإنسانية ، وفاقت جرائم قطاع الطرق والمافيا الإيطالية ، بعد ان عاث ” الرئيس الأمريكي ترامب” فساداً في البر والبحر والجو وحول ملوك وامراء وشعوب الخليج الى ضحايا والتهم ودائعهم وفتح خزائنهم ونهب ثروات شعوبهم وتحكم في ابار نفطهم وتحديد اسعارها والتوجيه بضخ اثنين مليون برميل من احتياطي الرياض خدمة لصناع أمريكا واوربا وحرمان المواطن السعودي والخليجي من فوارق السعر وتوريط حكام الخليج في حروب عبثية بعد ان زرع الفتنة مع اشقائهم وجيرانهم بالتزامن مع دعم خصومهم واستنزاف الاموال والموارد البشرية.
وعبر سياسة الترهيب والترغيب اجبر المعتوه ترامب السعودية وقطر والامارات والبحرين على شراء أسلحة الدمار وخوض حروب استنزاف ، وهو ما أدى الى عجز الموازنة السعودية الى 100 مليار وقطر الى 15 مليار والامارات والبحرين والكويت على اثرها تم فرض جرعات أستهدفت المواطن الخليجي ، وضرائب قتلت العامل الأجنبي واجبرته على الرحيل ، بعد ان حول ترامب قادة الخليج الى ” وكلاء ” حروب في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان ومصر بالمال والدم الخليجي ، وقرابين لحماية أمن ” إسرائيل ” تحت عنوان ” أمريكا اولاً ” ، ماولد صدمة بلاحدود لحكام وشعوب الخليج والعالم العربي حتى اللحظة ، نتيجة لغياب الحاكم القدوة والعقل العربي المتزن والافتقاد لثقافة التعايش والتسامح والشعور بالمسؤولية القانونية والأخلاقية والوطنية والدينية ، نتيجة لتسلط الشيطان الاكبر .
ليكتشف الشعب الامريكي ونُخبه والمجتمع الدولي والكثير من الاعراب ان ” ترامب” صورة طبق الأصل من مواصفات رئيس عصابة وقاطع طريق يحمل الكثير من العيوب المصنعية والثقافة والفكرية ، التي عرضت السلم والامن الدوليين للخطر ، بعد ان مارس هذا الوحش المفترس ابتزاز العالم متجاوزاً الدستور الامريكي وسيادة الدول والقيم السياسية والتقاليد والأعراف الدبلوماسية.
وبتلك الغريزة المتوحشة والغرو والتصرفات الفوضوية والاضطراب النفسي ومسلسل التهديد والوعيد ونهب ثروات الشعوب والتآمر على الانسانية مازلنا وسنظل مصدومين وأكثر ذهولاً من التصرفات المشينة لـ” زير نساء” – بدرجة رئيس دولة عظمى شغلت العالم بالقيم الديمقراطية الكاذبة ومبادئ الحرية المستهلكة وحقوق الإنسان المفبركة والسلام الضائع والإرهاب المفصل والمنظم امريكياً، الذي أدى الى تدمير ” سمعة” أمريكا واهانة ملوك وامراء وزعماء وشعوب العالم ، بعد ان أصبحت تلك المبادئ والقيم مجرد عناوين للابتزاز والتدخل في سياسة البلدان وغزو الدول المستقلة وتركيع الشعوب المقاومة للشيطان الأكبر والمحطمة لأحلام إسرائيل الكبرى.
ورغم ذلك السقوط المدوي لسفيه واشنطن ، إلا ان عدداً من بين رؤساء أمريكا الـ 45 رئيساً تميزوا بالدهاء والسياسة والفراسة وحافظوا على نوع من القيم وشعرة معاوية مع الحكام والشعوب وكانوا أكثر أدباً وحيا وأقل بلطجة ولصوصية في مسيرتهم وماكان صعب الحصول عليه بالقوة أخذوه بالمسايسة ، منهم جورج واشنطن الذي قاد ثورة التحرير والسياسي ، وماديسون المصادق على الدستور ولنكولن ، محرر العبيد وفرانكلين روزفلت الذي صارح شعبه بالأخطار المحدقة في الحرب العالمية الأولى وشرع في بناء الجيش الأمريكي واعتمد برنامج أسلحة قوي، وقوى الجبهة الداخلية في بلاده وحقق انتصار كبير على اليابان ، والقضاء على الانفصال ومهد الطريق لقوة أمريكا الاقتصادية ، وسعى ويليام مكنيلي ، في الحرب الأمريكية الاسبانية الى حلول دبلوماسية مع اسبانيا وخاض المفاوضات ومن ثم هزم اسبانيا وأصبحت أمريكا امبراطورية دولية ، واستطاع جيمس بولك تحقيق حلم دولة امريكان بعد حصوله على أجزاء واسعة من ولاية إريجون، و السيطرة على منطقة المكسيك ، وحقق ريتشارد نيكسون أهدافه، وأعاد تعريف دور أمريكا في آسيا، وسحب القوات الأمريكية من فيتنام حفاظاً على الجندي الأمريكي وكانت المفاوضات هي الحل ، لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاستراتيجية والاستقرار ، وهذا التميز من وجهة النظر الامريكية.
ورغم تلك البصمات إلا ان الرؤساء الامريكيين السابقين كان لهم هفوات سياسية واخطاء عسكرية وعواطف رومانسية، مايوحي بإن اللوبي اليهودي جمع سفاهة ووقاحة واخطاء وفضائح رؤساء أمريكا في منتج واحد أطلق عليه ” ترامب” وسوقه اعلامياً للمجتمع الأمريكي والعالم ، ما أدى الى صدمة بعد ان أصبحت جرائمه وفضائحه على كل لسان تجره وتجرجره الفاتنات ودماء الأبرياء في الشرق الأوسط الى المحاكم ، كما ان تهديداته لوسائل الاعلام الامريكية وطرده للصحفيين الذين حاولو كشف جزء من الحقائق ، وتصريحاته المضطربة حول تزوير الانتخابات الرئاسية وتقاربه بالرئيس بوتين ومراوغته مع رئيس كوريا الشمالية ، ونقضه للعهود مع الاتفاق النووي الإيراني وضغوطه على حليفه الأوربي ، ومحاولة تركيع الصين وتهديداته لتركيا بتعليق صفقة طائرات 35 ومحاولة اجبار الرئيس اردوغان على إطلاق القس الأمريكي وتصرفاته الغير إنسانية لفصل أطفال المهاجرين واستحقاره للدول الافريقية وفرض سياج على الحدود مع المكسيك وتخطيطه لصفقة القرن
ويواصل زير نساء واشنطن دعمه لبؤر النزاع ، وتصريحاته الخطيرة في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون ، وهو يتحدث بوقاحة وابتزاز بإن مدخول ” السعودية ” مليار دولار في اليوم من عوائد النفط وأحنا نريد” نصيبنا “، وافتخاره امام الشعب الأمريكي بانه وافق على زيارته للرياض بعد ان تم التفاوض على دفع مئات المليارات من الدولارات لموظفي وعمال امريكا لدعم التصنيع وقبلها السعودية بقرة حلوب وسخريته من ان دول الخليج لا يمكن ان تصمد يوم بدون الحماية الامريكية قاصداً قطر والسعودية والامارات والبحرين والكويت التي تتواجد فيها القواعد العسكرية الامريكية ، وتوجيهاته لدول الخليج سرعة ارسال قواتها الى شمال شرق سوريا وشرق الفرات للقتال الى جانب القوات الامريكية والاصطفاف الى قوات سوريا الديمقراطية “الاكراد” وتغطية نفقات القوات الامريكية لتقسيم ” سوريا” دون أي سبب منطقي أقدمت عليه سوريا وانما لـ “شرعنة ” قيام كيان كردي في شرق سوريا بالإضافة الى تأسيس امارة ” سنية” من عرب وقبائل شمر بالحسكة للسيطرة على الجغرافيا والنفط والغاز .
كل تلك التناقضات والتجاوزات تؤكد على اضطراب عقلية الرئيس ترامب وعنصريته وحقده وان أمريكا يحكمها رجل ” معتوة” ، سيزيد من كراهية العالم وتدمير امريكا والعالم ، وان على الشعب الأمريكي والنُخب الفاعلة الحجر السياسي و” تجميد” أي تصرف صادر عنه وعدم اختياره في الانتخابات الرئاسية القادمة بعيداً عن دغدغة العواطف والخطاب الشعبوي المثير لاكثر من علامة تعجب واستفهام ، حتى لاتراود العالم عنصرية الرئيس كالفين كوليدج ضد السود ، وريتشارد نيكسون الذي تنحى عن الرئاسة بعد فضيحة “ووترغيت”، وفضيحة الجنسية لبيل كلنتون بالمتدربة مونيكا لوينسكي “أثناء العمل” ، ورغم سقطات بعض رؤساء أمريكا ، إلا ان ” ترامب” كان ومازال الأكثر وقاحة وبشاعة وسقوط بعد ان تحول الى انسان بلاقلب وحاكم بلا رحمة ووحش مفترس وقاطع طريق وناهب للشعوب وقاتل للسلام.
ورغم تلك الشطحات والانفعالات والطغيان الأمريكي الذي حول حياة كل دولة وشعب واسرة الى جحيم ،ننظر بعين الاعجاب الى ما حققته أمريكا من قفزة نوعية في كافة مجالات الحياة في حين سقطت اخلاقياً بعد ان تمردت على منظومة القيم الإنسانية .
فهل يعي الشعب الأمريكي والنُخب السياسية ومراكز القوى تصرفات الرئيس ” المعتوة” ، وهل آن الأوان بعد كل هذه الفضائح التي دمرت سمعة أمريكا وحولت العالم الى جحيم أن تردعه وتجمد نشاطه وتسقطه في الانتخابات القادمة ، مالم فإن كراهية الشعوب بلاحدود وانتقام الدول قادم لامحالة لاسيما بعد ان وطأت روسيا اقدامها في الشرق الأوسط ، والصين أصبحت امبراطورية تزحف كالرمال ، وأوروبا ضجرت من تسلط واشنطن واليابان وألمانيا وايران وتركيا وكوريا تراودهما أحلام الانتقام ، فهل يراجع العم سام ضميره ويصحح استراتيجيته ويعي أن الإمبراطورية الامريكية بدأ نجمها يأفل بعد ان ظهرت القوى الصاعدة بقوة ، ولنا في أنهيار امبراطورية الروم والفرس والخلافة الإسلامية والتاج البريطاني والدب الروسي وألمانيا عبرة ، فهل من رجل رشيد!!؟
shawish22@gmail.com