الاستعدادات جارية على قدم وساق لخوض غمار امتحانات الثانوية العامة ولكن بطريقة عصرية تسهل من عمليات الغش خلالها، فمثلا تعاقد أشخاص مع مجموعات طلاب لإرسال الإجابات لهم عبر تطبيق الواتساب خلال الامتحانات! ابليس نفسه مازال تقليديا بخصوص هذه الأساليب، والسؤال المرّ فعلا: لماذا يسمح للتلاميذ بإدخال الهاتف الجوال إلى قاعات الامتحانات؟ بل لماذا التهاون في فرض رقابة يمكن بسهولة تامة فرضها؟
الجزائر وسوريا واثيوبيا مثلا أغلقت شبكة الانترنت على كامل تراب البلاد خلال أداء امتحانات الثانوية العامة، فلماذا لا نحذو حذوها لو كنا جادين في محاربة الغش؟
ولعلنا “نؤذن في مالطا” عندما نذكر بالرسالة التي كتبها أحد أستاذة الجامعة في جنوب أفريقيا ووضعها عند مدخل كليته يقول فيها:
تدمير أي أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى ولكن يحتاج إلى تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبة بالغش!
فيموت المريض على يد طبيب نجح بالغش
وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش
ونخسر الاموال على يد محاسب نجح بالغش
ويموت الدين على يد شيخ نجح بالغش
ويضيع العدل على يد قاض نجح بالغش
ويتفشى الجهل في عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش
فهل يستوعب القائمون على التعليم في بلادنا هذه المعاني؟