يفهم من تصريح السفير السعودي وفضح قصة هروب الجنرال “علي محسن الاحمر”… أن الاحمر الذي كان وقتها في وجه الملك والعائلة الحاكمه وحمايتهم ..لم يعد كذلك..
فهل خرج فعلا من ذمة وحماية المملكة..ولماذا؟
طريقة رواية القصة فيها اهانة “قبلية” ، تنسف صورة الرجل القوي صاحب اليد الحديدة الذي كان الرجل الأول في حكم اليمن ٤ عقود برغم رئاسة “علي عبد الله صالح ” ..وكان رجل السعودية الأمين.. فخزنة اسراره مع المملكة.
قال السفير انه كان يتوقع ان “الاحمر ” حين اتصل به وأخبره انه قادم إلى السفارة السعودية.. كان يتوقع انه يحمل رسالة هامة من الرئيس هادي.. او ربما خطة إنقاذ الدولة أو أفكار للمناقشة {في وقت تأزم الموقف وخلال الساعات الأولى من سيطرة الحوثيين}
لذلك أمر أن يُدخل إليه “الاحمر” بسرعة و بدون تفتيش بمجرد وصوله، لكنه خيب توقعه.. حين جاء اليه فقط .. طلبا للنجدة والهرب.
تفاصيل الهروب .. وكيف أدار السفير الموقف بعدما قال الملك “انه في وجهي” توضح ان السفارة لم تكن تريد أن تكون طرفا في الصراع وقتها، وان الاحمر ورط السفير .. وقد يتسبب ذلك باقتحام الحوثيين للسفارة، فكان أول ما فكر به السفير هو “اخراج الاحمر اولا من السفارة وإبعاد شكوك الحوثيين بفتح الأبواب ”
○دعنا الآن من فكرة استنجاد مسؤول يمني بسفارة دولة أخرى ..
وتم إخراجه الى منزل “هادي” .. وذلك تمهيدا لاقلاع الطائرة من منزل “هادي” متوجة إلى جيزان..
إقلاع الطائرة في فجر اليوم التالي.. جاء بعد أن اتصل السفير بنفسه للقوات الجوية اليمنية ” وهذه ليست من صلاحياته كسفير بلد اخر” ..اتصل فقط ليتأكد من كلام الرئاسة انها لا ” تكذب”
وان الطائرة الهليكوبتر فعلا لا تطير ليلا .. فلم يكن وأثقا ولم يصدق ما قيل له… ” وهذه اشارة أخرى تؤكد انهيار الثقة وقتها بين السعودية والحكومة وتوتر الوضع وحساسة الموقف السعودي الذي شعر انه يتورط في مواجهة مع الحوثيين في صنعاء
بعدها تأتي العبارة الأهم التي تنسف اخر صورة للرجل القوي.. بحسب الأعراف العربية .. “قلت له ان عليها زوجتي ”
السفير قال لرجل القوات الجوية اليمنية وهو رجل يثق فيه وهو كما هو واضح انه ” من رجال السعودية في مفاصل الدولة اليمنية” قال له السفير: سيكون على الطائرة زوجتي وأولادي اي الجنرال علي محسن الاحمر ومرافقيه..
قال له هذا لانه ايضا لم يثق بالرجل .. بحسب وصفه.
لكن هل الجنرال “علي محسن ” صعد إلى الطائرة متخفيا بزي امرأة.. ام كما رأيناه في الفديو المرافق لكلام السفير ..يصل جيزان بكامل هندامه الرسمي.
لو كان انتقل بزي امرأة لقالها الرجل. لكن مجرد خروجه كزوجة السفير او مجرد إعادة هذه الجملة فإن فيها اهانة مباشرة للجنرال ..الذي هرب إلى السفارة خائفا طلبا للهرب مع انه ” القيادي العسكري الأول في الدولة وفوق كل المناصب حتى منصب الرئيس ووزير الدفاع ”
هذا الافشاء الصغير ..رسالة .. تعني انك لم تعد في حمايتنا. واخر جدران الثقة انهار. ولم يعد بيننا ذمة ولا عهد.. او هكذا نفهمها.
هذا فقط الذي عرفناه من ساعات أفصح عنها السفير .. فمالذي تخبئه السعودية من أسرار رجالات اليمن لعقود ..
وماهو الرابط بين الافشاء” الصغير” .. وعلاقة علي محسن الاحمر بقطر…
اعتقد الفكرة وصلت.. والسعودية تشعر بغصه.. فكل رجالها في اليمن .. خانوها
*طبعا هذا التصريح يعتبر هدية لطيفة من السعودية للحوثيين. لكنهم آخر من يقرأ الرسائل …وأسوأ من يستلم الهدايا..