اليوم الوطني لعموم اليمنيين هو يوم الثاني والعشرين من مايو90. ففي مثل هذا اليوم توحدت إرادة غالبية اليمنيين على بناء كيان وطني يضم أبناء اليمن جمعياً . قبل الـ 22 من مايو 90 كان الوطن مشطراً، وكان حلم بناء دولة يمنية ديمقراطية هدفَ كفاح اليمنيين طوال عقود. تحقق الحلم بتوحد أبناء اليمنيين في الشمال والجنوب، وتطلع اليمنييون لبناء كيان وطني ديمقراطي يحقق المواطنة والأمن والسلام والاستقرار والعدالة الاجتماعية، لكنَّ أقليةً أو نفراً في رأس الدولة انقضوا على الوحدة الواعدة والوليدة، وجروها إلى الصراع، واقتسام الغنائم، وانتهاءً بحرب 94.
حرب 94 هي بداية الكارثة الأساس التي نجم عنها حروب صعدة الستة، وحروب تبدأ ولا تنتهي والمستمرة حتى اليوم، وبهذه الحرب دمرت الوحدة، وأُقصيَ الجنوب.
إن الحرب داء اليمن الوبيل، وبدون تنادي كل فئات وشرائح المجتمع اليمني للخلاص من ويلات الحرب، ونفض اليد من تجارها والمستفيدين منها، وإدانة الحرب الداخلية والخارجية، واستعادة روح الإخاء والتسامح، والقبول بالعيش المشترك للجميع، ورفض نهج القوة والتفرد والاستبداد- فإن مصير اليمن مهدد باستمرار الكارثة، وتسيد صُنَّاعها.
تمر المناسبة العظيمة في الذكرى الـ 28 وكأننا في مأتم دائم؛ فلم نعد نتذكر أيام شعبنا المجيدة: سبتمبر، وأكتوبر، ومايو.
لا بد من يقظة الضمير الوطني، والتصدي بحزم وعزم لصناع الكوارث والحروب، والتمسك بنهج الحوار والتسامح والسلام، وإدانة اعتداء اليمني على أخيه اليمني، والوقوف ضد الاستنجاد بالآخرين لتدمير الوطن.
