جمال عامر/
لايمكن التقليل من خسارة فقدان صالح الصماد على مستوى قيادته للدولة او فيما له علاقة بكونه كان محل توافق لأطراف سياسية وحتى قبلية وعسكرية
وكان من الطبيعي ان يستغل استهداف شخص بهذا الحجم سواء بما يمثله منصبه كرئيس للدولة او بموقعه القيادي في جماعته لخلط الاوراق
ولإرباك جبهة الداخل بمزيد من الاشاعات بغرض خلق حالة من التوجس وعدم الثقة وبالذات داخل الجماعة نفسها
وبالذات بعد فشل دام ثلاثة اعوام من حرب لم يعد ما يستخدم فيها اكثر من ذي قبل ,ان كان على مستوى ضخامة الاسلحة المستخدمة او ماله علاقة بالأهداف على الأرض من قبل نظامي الرياض وابو ظبي بما يمثلانه من ثقل مالي وسياسي
قد يخلق الاستهداف السهل للمسؤول الأول في الدولة اسئلة مشروعة عن
مدى الاحتياطات التي تم اتخاذها لحمايته , مع ما يمكن عده من باب التساهل الذي يتحمله الشهيد اولا باعتبار اتكاله المطلق على الله وإن تجاوزا للأخذ بالأسباب وثانيا جهاز الدولة المعني الذي اثبت قصوره في مثل هذه القضايا الخطيرة
الا ان الحديث عن كون الجريمة تم تنفيذها من قبل جماعته بحسب تسريبات مخابرات التحالف فهو استخفاف بعقول المتلقين ودلالة على وصول هؤلاء الى حالة من اليأس بإمكانية الحسم العسكري والاستعاضة عنه بمحاولة تفكيك الجماعة كمقدمة لاستئصالها وهي امنية تحدث عنها ولي العهد السعودي واراد ان يجعلها حلفائه في الداخل واقعا وإن بفانتازيا الإعلام
عبد الملك الحوثي لو اراد الاطاحة بأي قائد مهما بلغت مكانته فان مايكفيه هو رفع الغطاء عنه وسينتهي كما انتهت قيادات قبله مثل ( علي صالح قرشة ) (وصالح الوجمان) وغيرهم
وفي حال شخصية كالصماد ربما هي الأقرب الى قائد انصار الله على المستوى الانساني والسياسي كان يمكن ان يجتمع المجلس السياسي الأعلى ليقر بديلا عنه ولم يكن امامه غير الامتثال
رحيل الصماد رحمه الله وان كان خسارة للدولة وللتوجه المدني المؤسسي فأنه بالتأكيد خسارة فادحة لأنصار الله كجماعة ولقائدها بشكل خاص
ولذا فقد استحق مثل هذا التشييع المهيب الذي هزم غارات العدوان وحرمها من لذة التشفي بالتقليل او الانتقاص منه
ولعل الاستخفاف الذي قوبلت به الغارة التي قصفت المنطقة الأقرب للمشيعي الشهيد في السبعين تعد الرسالة الأبلغ على محاولة التحالف السعودي الإماراتي كسر ارادة اليمنيين بالترويع