رغم قصر الفترة التي قضاها الرئيس الشهيد صالح الصماد في منصب الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة من 6/أغسطس/2016 إلى يوم صعوده إلى سماء الخلود عند ربه وفي قلوب ملايين اليمنيين في 19/أبريل/2018 إلا أنها كانت فترة غنية بالأحداث المصيرية للشعب والبلاد ، كان أخطرها فتنة ديسمبر التي أريد بها تقديم صنعاء واليمن ذبيحة لإرضاء نزوات شيخ ثري منحرف وشاذ هو محمد بن زايد . كانت تلك الفترة القصيرة والعصيبة كافية لندرك بعضا من ثراء روح الرئيس الشهيد : قوة وصدق إيمانه ، ونظافة قلبه ويديه ، وقدرته العجيبة على إعادة الإعتبار للسياسة بوصفها إدارة الشأن العام بأفضل الوسائل والسبل المتاحة ، وإزالة التعارض بين الوسائل والغايات إلى أقصى الحدود الممكنة ، وليست مجال الغدر والخداع والتخلي التام عن القيم والأخلاق ، والإستغلال الجشع والوقح للوظيفة العامة ونهب المال العام وذلك ما كرسه السياسيون في أذهان الناس في العقود الماضية ما جعلهم يمقتون السياسة والسياسيين ويعتقدون أن كل سياسي فاسد .
صدق وبساطة الرئيس الشهيد فتح له قلوب الناس ما عدا أصحاب المواقف المسبقة والذهنيات المغلقة . قال الرئيس الشهيد للمقاتلين الحفاة في الجوف ، وهو بينهم في الخطوط الأمامية ، إن مسح الغبار من أحذيتهم أشرف من أي منصب في العالم . وقال للمقاتلين في الحديدة في حفل تخرجهم تلقينا نصائح بإرسال من ينوب عنا ولكننا أتينا إليكم لأن دمنا ليس أغلى من دمائكم ودماء زملائكم المجاهدين ، وجوارحنا ليست أغلى من جوارحكم . وقال قبل أن يستشهد بأيام مخاطبا حشدا من ضباط وجنود القوات المسلحة لو استشهد صالح الصماد غدا لن يجد أطفاله سكنا ، وسيعودون إلى مسقط رؤوسهم . ويوم الخميس 19/أبريل كتب بدمه الطاهر كل ما نطقت به لسانه .
كان حصول الرئيس المجاهد صالح الصماد على مرتبة الرئيس الشهيد متوقعا في كل لحظة ، فقد كان يعد نفسه مجاهدا قبل أن يكون رئيسا ، وكان حاضرا في كل مكان بما في ذلك في الجبهات الأمامية وفي المواقع المتقدمة ، ولن تغيب عن الأذهان صورته وهو في أحد الجبال في جبهة جيزان يقف وجها لوجه أمام موقع عسكري للعدو السعودي . إن استشهاد الرئيس صالح الصماد في الميدان وفي أكثر الجبهات خطورة وسخونة كان التكريم الذي أختاره الله له فنال بذلك شهادة مناسبة لا تليق إلا بالمجاهد الرئيس صالح الصماد وبمن يقتدي به.
سأسير في جنازتك أيها الرئيس الشهيد كما سرت في جنازة الشهيد جار الله عمر ، ولن تكون في حلقي الغصة التي خنقته في فقدان الشهيد جار الله أما في وداعك ف ((صنعاء لاتؤمن بالدموع )) لأن لك رفاقا لن ييمموا وجوههم ويرهنوا ضمائرهم عند اللجنة الخاصة وفي مواخير محمد زايد . لك رفاق وحدتك بهم قضية لن يتخلوا عنها قيد أنملة لو فنيوا ((حتى آخر واحد)) ، ولو طحنت عظامهم وأحرقت ونشرت رمادا في الهواء . نم قرير العين يا فخامة الرئيس الشهيد .
د.أحمد الصعدي: الشهادة المناسبة للرئيس المناسب
التصنيفات: أقــلام