كشف مسؤولون أميركيون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تنوي إحلال قوة عسكرية قوامها من بعض الدول العربية مكان قواتها المنتشرة في سوريا “درءاً لحدوث فراغ جراء انسحابها.. والإعداد لبسط الاستقرار في منطقة الشمال الشرقي من سوريا بعد إنجاز هزيمة داعش”.
وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية التي نقلت عن مصادرها في البيت الأبيض، فإنّ مستشار الأمن القومي جون بولتون أجرى اتصالاً هاتفياً مع مسؤول المخابرات المصرية بالوكالة عباس كامل لبحث حجم القوة التي بإمكان مصر المساهمة بها.
وأضافت الصحيفة أن المسألة المشار إليها برزت على بساط البحث عقب العدوان الثلاثي على سوريا، مشيرة إلى جملة للرئيس ترامب خلال إعلانه عن بدء العدوان “طلبنا من شركائنا التحلي بقدر أكبر من المسؤولية لتوفير الأمن في حديقتهم الخلفية، ومن ضمنها تخصيص موارد مالية كبيرة”.
وفي هذا السياق، قال المسؤولون الأميركيون للصحيفة إنّ إدارة ترامب توجهت أيضاً لقطر والسعودية والإمارات لتتحمل الكلفة المالية لتلك الخطة قيد الإعداد، مشيرة إلى أنه نظراً لانخراط الأخيرتين في الحرب على اليمن فقد تمّ استثناء هاتين الدولتين من المساهمة البشرية.
وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن عدد مسلحي داعش يُراوح بين 5 آلاف و12ألفا يتمركزون في شرق سوريا، وتحديًدا في الجيب الواقع جنوب الحس،كة وعلى امتداد 25 ميلاً على طول الفرات بالقرب من البوكمال.
ومهمة القوة الإقليمية تقضي بالعمل مع المقاتلين المحليين من كرد وعرب والمدعومين من واشنطن لضمان عدم عودة داعش ومنع توسع القوات المدعومة من إيران، بحسب ما جاء في الصحيفة.
الباحث في معهد واشنطن تشارلز ليستر قال إن تجميع قوات عربية يعد تحدياً لواشنطن بسبب تورط السعودية والإمارات بالحرب في اليمن، وتردد مصر في الدفاع عن أرض لا تسيطر عليها الدولة السورية، فضلاً عن انشغالها بقتال الإرهابيين على أراضيها.
واستحوذت الفكرة أيضاً على اهتمام مؤسس شركة “بلاك ووتر” في أميركا إريك برنس، الذي بادر إلى الاتصال بشكل غير رسمي بمسؤولين عرب بشأن إمكانية بناء قوة في سوريا، لكنه ينتظر ما سيفعله ترامب.
ويتوقع المسؤولون الأميركيون ردّاً إيجابياً من الدول العربية على طلب ترامب، ولاسيما في ما يتعلق بتقديم دعم مالي إذ سبق أن ساهمت السعودية -وفقاً للصحيفة – بنحو أربعة مليارات دولار لاستعادة المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش في سوريا.
مراسل الميادين أشار إلى أن تسريبات لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية كشفت أيضاً أن هناك اتفاق أو طلب أميركي من السعودية أن تدفع مبلغ 4 مليارات دولار ثمن بقاء القوات الأميركية أو تأجيل بقاء القوات لفترة من الزمن.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز قالت الأحد الماضي إن ترامب “لا يزال يريد سحب القوات الأميركية من سوريا في أقرب وقت ممكن، ولكنه لم يحدد وقتاً معينا لذلك”، مضيفة أن “مهمة الولايات المتحدة لم تتغير، وأن ترامب كان واضحاً أنه يريد عودة القوات الأميركية في أسرع وقت ممكن”، وفق المتحدثة.