أثارة الانتصارات الضاربة التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه ضد قوى الإرهاب والتطرف في الغوطة الشرقية ، مشاعر الحقد لدى الثالوث المتوحش في واشنطن ولندن وباريس ، والانتقام لدى قطر وتركيا والسعودية واسرائيل ومثل ذلك الصمود والانتصار العظيم صدمة لواشنطن ولندن وباريس وزلزالاً لتل ابيب ورعباً لاسطنبول وترويعاً لبعض دول الخليج الضالعة في التآمر على دولة عربية ذات سيادة ، من بينها سوريا التي اسقطت كل الرهانات والمؤامرات وحررت 85 % من سيادة سوريا . هذا الصمود الأسطوري للجيش السوري ومحور المقاومة ، ألحق بدول العدوان وادواته المفلسة أكبر هزيمة في تاريخ الحروب ، ما دفع الوحوش المسعورة الى تنفيذ ضربة ” فاشلة” بإكثر من مائة صاروخ مدفوعة ” الاجر” ، لحفظ ماء الوجه ومواساة بعض الاعراب الذين سوقوا أكذوبة كيماوي ” أدلب” النسخة المهجنة من كيماوي خان ” شيخون” الذي أتضح فيما بعد بطلان تلك التخرصات ، وفبركة تلك المشاهد بعد ان تم القبض على مرتكبيها، بحسب ما أوضحه مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري ، وبالدليل القاطع . والمتابع العربي والإقليمي والدولي الحر يلحظ ان تلك الفقاعات الإعلامية والمواقف السياسية والدبلوماسية العقيمة والضربات العسكرية الانتقامية وسباق الاعراب على تأييد الضربة التي هي نتاج صناعة مخابراتية قذرة لمسرحية بشعة الغرض منها تزييف الوعي وأثارة واستعطاف العالم ورفع معنويات الإرهابيين المنهارة الى الجحيم بعد ان حرقت كروتهم. لقد جسدت آلة الدمار الإعلامية التابعة لواشنطن ولندن وباريس وأدواتها من الاعراب الأشد كفراً ونفاقاً ، من كتاب وصحفيين واعلاميين ومثقفين ورجال دين في دول الخليج والوطن العربي الى جانب عشرات الموتورين قمة البشاعة والسقوط الأخلاقي بتزييف الحقائق من خلال استخدام الإسلام السياسي وشيطنة الأحزاب التقدمية لأسقاط الانظمة وتدمير الجيوش والبنى التحتية وتجييش العالم ، والزج بالنُخب السياسية الفاسدة في أحضان الرجعية وبث سموم المذهبية والمناطقة والعنصرية والسلالية وتحويل المعركة الى صراع ” وهمي” بين السنة والشيعة ، خدمة للمصالح والنزوات القذرة وصولاً الى تدمير الامن القومي العربي الذي أصبح أضعف من خيوط العنكبوت. ورغم السقوط الرسمي العربي ، إلا ان قلعة العرب ” سوريا ” ماتزال وستظل ” صامدة” ومحمية من سابع سماء ، رغم رشقها بأكثر من 100 صاروخ كروز وتوماهوك خارج اطار ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية والقوانين الإنسانية واستباقاً للجان التحقيق في مزاعم الكيماوي ، مايُعد أكبر اهانه للأمم المتحدة والمجتمع الدولي ودول العدوان والقارة العجوز والدب الروسي الذي تعهد بضرب أي هدف ينطلق من أي قاعدة باتجاه الأراضي السورية دون أن يُحرك ساكناً ، ما جعل المتابع العربي يجزم بإن تفاهماً بين الولايات المتحدة الامريكية وموسكو قضت بتوجيه ضربة على سوريا لا شفاء غليل قطر وحماقة السعودية مقابل شفط جزء من ثروات شعوبها اكراماً لتصريحات ترامب الملتوية بإن الضربة حققت أهدافها بنجاح طالما تم تسديد قيمة فاتورة 110صاروخاً دغدغت عواطف الاغبياء لسويعات. ومن المخجل والمعيب والمضحك والمبكي ان يعمد بعض حكام العرب والمسلمين الى تقويض بيوتهم بأنفسهم ، مؤكدين قول الله تعالى “واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون ، ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.. وقوله تعالى” صم بكم عمي فهم لايرجعون”. ،وما يجعل المواطن العربي أكثر حسرة ان المال الخليجي” الذي جعله الله تعالى في خدمة الأماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة والانسانية يوظف في تدمير الامن القومي العربي وتشوية صورة الإسلام والمسلمين في مقابل البقاء على السلطة وممارسة التسلط ونهب الثروات وخدمة الجلاد الامريكي وتثبيت مداميك الصهيونية العالمية. فهل يعي حكام الخليج والنُخب السياسية أن ثقافة التآمر والتسلط والاستقواء بالغرب لن تشفع لهم عند أول هزة سياسية فالزمن دوار واحترام إرادة الشعوب وسيادة الدول وبناء الاوطان والحفاظ على البيت العربي وتفعيل قيم لتسامح والتعايش والحوار والحرية هي سفينة النجاة ، مالم فإن ما أمسى في جارك أصبح في دارك .. وان غداً لناظره قريب!؟
أحمد الشاوش: العدوان الثلاثي بين مؤامرات الأعراب وصمود سوريا
التصنيفات: أقــلام