عبد الله الناشري
بعد الحرب الباردة و الظهور للولايات المتحدة الأمريكية كدوله الأولى في مختلف مجالات القوى و نتيجة التطور التكنولوجي و سرعة انتشار المعلومات سعت الإدارة الأمريكية و حلفائها من الغرب و الصهاينة إلى تحقيق الهيمنة الأمريكية على العالم ، لجات الأخيرة لاختيار سلاح القوى الناعمة كأحد الأسلحة الفعالة ذات الكفاءة من أجل فرض السيطرة و الهيمنة على العالم اقتصاديا و إداريا و سياسيا و ذلك من خلال السيطرة الثقافية بزرع الأفكار و تصورات و الرؤى الغربية بطريقه لا اراديه و تدريجيه و لصنع المجتمعات البراغماتية المتوافقة في توجهاتها مع المصالح الأمريكية و الصهيونية و قليلة المعارضة أو التناقض مع القيم و المعتقدات الغربية الليبرالية، و بالتالي إعادة التشكيل و القولبة للهويات و الثقافات المجتمعية المتعددة.
ولذلك كان لأدوات ووسائل التواصل الاجتماعي الدور الرئيسي في تحقيق تلك السيطرة أو الهيمنة الثقافية ، و كما أكدت و أشارت بعض الدراسات العلمية أن أساس قيام و سائل التواصل الاجتماعي يعود إلى الشراكة و التعاون و التنسيق بين كلا من وزارة الخارجية الأمريكية و وزارة الدفاع البنتاغون و جهاز الأمن القومي الأمريكي من ناحيه و نخب من مجتمع الابتكار العلمي و التصنيع الأمريكي و تقنيات إبداعيه أسيوية و هنديه و كوريه و شركات وادي السليكون الأمريكية من ناحيه أخرى .
و من ذلك فالترابط عميق بين شركات وسائل التواصل الاجتماعي و الإدارة الأمريكية بل و حيث أن مجلس الابتكار التكنولوجي الأمريكي ( pcast ) التابع للرئاسة الأمريكية يضم مستشارين علميين و تكنولوجيين لشركات التواصل الاجتماعي مثل ، مدراء شركات الإنترنت و البريد الإلكتروني و الهوتميل و الياهو ، و مدراء موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك و تويتر و يوتيوب و مدراء برامج المجتمع المدني في وزارة الخارجية الأمريكية و ممثلين وكالة الأمن القومي ،
و ذلك كان لما لوسائل التواصل الاجتماعي من دور فعال في السيطرة الثقافية أو السرقة و الاستلاب للهويات الحقيقية الأصيلة من خلال ما يلي ، فنتيجة للكميات الهائلة من الأفلام و المسلسلات المتداولة على اليوتيوب شهريا و تناقل السريع و الانتشار للمعلومات كان له دور في التأثير و بطريقه لا واعيه في المستخدمين و عكس أو تعميم نموذج و اسلوب الحياه الغربية الأمريكية فيهم ،
و من خلال تحكم المركز بأدوات التواصل الاجتماعي و الحجب أو التعطيل لبعض الملفات و الكتابات الحقوقية الاستقلالية التابعة لمحاور المقاومة و بعض الحركات الإسلامية ، كذا و من خلال التحديد للمعلومات و المستندات الواجب نشره ، و نتيجة لانغماس المستخدم لبعض ما تروج لها المدرسة الليبرالية ، كان له دور في غرس الريب و تعزيز الشك بالحقائق و المعتقدات الإيمانية ،كماتساهم تلك الوسائل في توحيد اتجاهات المعرفة للمجتمعات من خلال موسوعة ويكيبيديا العالمية التي هي تحت اداره أمريكية بريطانية ، كما تقوم بدور رئيسي و فعال في عولمة المجتمعات و ربطها بالتكنولوجية و ايصالها الى حاله من التنويم المغناطيسي و السعي و من خلال السيطرة على العقل لصنع التمردات و الاحتجاجات و التظاهرات عند عدم الاستجابة من قبل الحكومات للتطورات و لمعطيات العولمة و المرونة معها ، للفيس بوك و التويتر و التدوين الالكتروني … الخ دور في إضعاف اللغة العربية و مخزونها من المفردات لدى المستخدم بسبب اعتماده على الكتابات النصية و الأوامر الإلكترونية و انعدام الحوار الشفهي الكلامي و ما يرتبط به من لغة جسد و شعور و عواطف .
وبالطبع التصميم الإلكتروني لأدوات التواصل الاجتماعي كان من قبل شركات ليس لها أي ارتباط أو صله بالعادات و التقاليد الإسلامية العربية و بالتالي سعت لتشكيل هويات الكترونيه افتراضيه هجينه و مركبه
أن الانفصام بين جيل الفيسبوك و الجيل التقليدي القديم يؤدي إلى التجاهل و عدم الاهتمام بعادات و أعراف و تقاليد الاسلاف ،كما تساهل أدوات التواصل الاجتماعي في عملية الاختلاط الالكتروني بين الذكور و الإناث بطريقه منافيه للضوابط الدينية و الشرعية ،تكون سبب و من خلال النقاشات و الجلسات الإلكترونية الى التمرد و النقد الحاد للتراث الديني و الاجتماعي و نتيجة لعدم وجود رواد علم و خبره و معرفه عميقه بموضوع النقاش تودي تلك النقاشات إلى تحقيق الاقتناعات و التصديق لذاك النقد ، …الخ
