الوحدة نيوز:
والد الطالب: خالد قُتل غدراً وليس كما تم الترويج له
اكد الدكتور محمد نائف والد الطالب خالد الذي وجد مقتولاً في غرفته بمدينة تشيتور الهندية في الـ 18من فبراير الماضي، أن ابنه قُتل غدراً وليس كما تم الترويج له.
وطالب الجهات الرسمية، بتحمل مسؤوليتها الكاملة في المساعدة على اجراء تحقيق عادل ومنصف وشفاف، بعد ان تكشفت العديد من التطورات والخيوط التي من خلالها يُمكن الوصول إلى المجرمين، وفقا للقرائن المتوفرة.
وقال الدكتور المحاضر بجامعة صنعاء، أن ابنه كان متوفقاً خلال مراحل دراسته المختلفة ، شابا طموحا متطلعا للمستقبل، يعشق الحياة ويناضل من اجل النجاح والتميز.
وشدد على أن خالد الذي كان يدرس هندسة الالكترونيات والاتصالات بالهند، لم يكن يعاني من أي ظروف مالية أو نفسية أو أي ضغوط اخرى.
وكشف بان البعض، سعى إلى تغطية الجريمة الحقيقية بحق ابنه، من خلال الترويج لفعل “الانتحار”، والقيام بتضليل المحققين وتقديم انفسهم كأصحاب الدم وولاة امر الطالب.
والد الطالب: خالد قُتل غدراً وليس كما تم الترويج له
مسيرة من النجاح تنتهي بالغدر والخيانة !
كان التميز والتفوق حليفه، بل كان كظله الذي لا يُفارقه من “الروضة” حتى الثالث الثانوي ، ليتوج مشوار نجاحه بحصوله على نسبة 89,63% في القسم العلمي.
اختار اللغة الإنجليزية ، طريق يعبر من خلالها إلى العالم الآخر في تحصيل علمي جديد، يُحقق من خلاله طموحه وتطلعه. فتقدم إلى اكثر من منحة خارجية بهدف الدراسة الجامعية خارج الوطن. ليختطف النجاح مرة أخرى من بين المئات من المتقدمين.
أول فرحة له كانت نجاحه بمنحة دراسية من الاتحاد الأوروبي، ولأن خالد لم يكن – حينها- ملتحقاً بأي جامعة محلية (كما كانت تشترط المنحة)، فقد غادرته المنحة الأوربية.
لكن اصرار الشاب على التميز والنجاح وتحقيق هدفه السامي، بالعودة بشهادته الجامعية من خارج البلاد ، تقدم إلى منحة أخرى ، وكالعادة يفوز عاشق الحياة من جديد ، ولكن هذه المرة ، كان خالد على موعد مع منحة مجلس التبادل الثقافي الهندي عام 2014.
لتبدأ أولى خطوات الشاب في تحقيق حلمه، فوصل إلى الهند.
وفي أول سنة دراسية له، كان التفوق من نصيبه، في احدى الجامعات الهندية التي تُدرس باللغة الانجليزية ، رغم اختلاف البيئة والمجتمع وبُعد الأهل.
حيث نتائج العام الأكاديمي الأول ، تؤكد تفوقه، خلاف الكثير من زملائه الآخرين.
خالد لم يكن متفوقاً بدراسته فقط، ، بل كان متفوقاً بنبل اخلاقه، فكان باراً بوالديه، ولأنه يؤمن بأن الجنة تحت اقدام الأمهات.، فقد اخذ استراحة محارب من الدراسة ، وجعل شغله الشاغل – حينها- مرض والدته التي سافرت اليه في الهند للعلاج من مرض السرطان، فوقف إلى جانبها مُضحيا بدراسته وهو في المستوى الثالث.
ولأنه يُحب الحياة، سهر الليالي إلى جوار امه، متوسلاً لله عز وجل ان ينعم على والدته بالصحة والعافية، لينتصر بالحب والايثار على السرطان، في موقف قل ان تجد له مثال في “عصر عقوق الأبناء لآبائهم”.
ودع الابن البار امه في مطار مومباي على وقع دموع الفرح وبسعادة غامرة، في رحلة عودتها إلى اليمن في عمر جديد، بنعمة من الله وفضله.
هكذا نجد خالد ينتزع النجاح من جديد؛ لكنه نجاح من نوع آخر؛ نجاح بره بوالدته، ما اعظمه من نجاح .
على الرغم من قرار ايقاف منحته المالية (مؤقتا)، بسبب تغيبه عن الدراسة ، وعودته إلى سكنه الذي انتقل اليه بعد السنة الاولى من سكنه الجامعي، إلا أن خالد كان يتمتع بعزيمة قوية واصرار كبير على تجاوز أي قصور سابق له، فقبل مقتله بشهر ونصف، قرر تدريجيا تغيير نمط حياته والابتعاد عن بعض اصدقاءه الذين أثروا سلباً على حياته الاجتماعية والدراسية، وهو مالم يرق للبعض.
لم يكن يعاني من ضائقة مالية
كل المعطيات تشير إلى ان خالد لم يكن يعاني من أي أزمة مالية، حيث تؤكد المراسلات بينه وبين والده ، حرص الدكتور محمد على ارسال الحوالات المالية إلى خالد بصورة منتظمة، منعا لأي أزمة مالية قد يتعرض لها ابنه وتؤثر على تحصيله، إلى قبل مقتله بشهر.
كما أن خالد حصل مؤخراً على منحة مالية من السفارة اليمنية . وفي 25 يناير 2018، حصل الشاب على الربع الأول (1,500 دولار)، وقبل مقتله بأربعة أيام (14 فبراير 2018)، استلم خالد 1,500 دولار أخرى.
وقد اطلع خالد والده على ذلك في حينه وقبل مقتله بنحو اربعة أيام، ومن خلال مراسلاته مع والده عبر الفيس بوك، بدا خالد سعيدا ونفسيته رائعة، يتطلع للمستقبل (كما هي في كل مرة.)، مشيرا بانه سيحتفظ بجزء من المبلغ للمستقبل .
محفزات الشخصية الايجابية واستغلال البعض
بعد ان أطمان خالد على امه، عاد وفي رأس اهتماماته واهدافه، تجاوز أي قصور واي تأخر دراسي، بسبب انشغاله بجوار امه، فعمد إلى تثبيت محفزات ذاتية على جدار غرفته (على افتراض أنه هو من عمد إلى ذلك)، وهي محفزات يصفها خبراء التنمية البشرية بـ” محفزات الشخصية الايجابية)، تدفعه إلى مواصلة مشواره في تحصيله العلمي، حاول البعض استغلالها استغلالا سيئا لتثبيت ما رسموا له مسبقا في تأكيد “الانتحار”.
صدمة كبيرة وحزن عميق
شكل مقتل الطالب خالد محمد نائف، صدمة كبيرة لأسرته واصدقائه ومحبيه باليمن ، كما خلف رحيله صدمة وحزن عميق في نفوس الطلاب اليمنيين الدارسين في الهند عموماً ، نظراً لما يتمتع به خالد من نبل الاخلاق وما يمتلكه من اصرارعلى التفوق والنجاح منذ مراحل دراسته الأولى.
وفقاً للمعطيات والمعلومات المتوفرة، فإن البعض روّج لفرضية “الانتحار” منذ الساعة الأولى لخبر مقتله، ثم راح يؤكدها عبر “فيديوهات” ركز فيها على أن ابوب الغرفة محكمة الإغلاق ، بل سعى إلى تضليل المحققين في ذلك، لاعبا دور أولياء المجني عليه.
ملتقطاً صور لمحفزات – قيل أن خالد وضعها على جدران الغرفة- يُوحي من خلالها إلى فرضية “الانتحار” التي تصدرت افاداتهم.
ليكشف مقطع فيديو آخر، حصل عليه والده، ان الدخول إلى الشقة عملية سهلة من خلال بلكونة لا تغلق خلف الشقة ويمكن التسلق إليها في الدور الثاني من المبنى والدخول إلى الشقة خلافا لما سبق ان روج له البعض .
كما تلقى الوالد مجموعة من الصور ، احداها وصفها من أرسل بها، بأنها “سيلفي” لخالد قبل أن يُقدم على الانتحار، وفقا لرسالة المصدر.
وقد بدا خالد في هذه الصورة، منهكا ولا يقوى حتى على الجلوس، كما عليه آثار كدمات في وجهه وتحت احدى عينيه. وبدت يده اليمنى وكأنها تعرضت للربط من خلال صورة عرضت بعد وفاته وهو ملقى على الأرض في غرفته .
الصورة “السيلفي” تم عرضها على الطبيب الشرعي بصنعاء ، الذي أفاد بأن خالد – كما يظهر في الصورة- كان يحتضر.
وهنا جاز لنا السؤال: كيف بشخص لا يقوى على فتح عينيه كاملتين، أن يصعد على طاولة ويربط نفسه بحديد المروحة من خلال حبل (نايلون)، كان يمكن ان يفصل عنقه عن جسده، لو بقى معلقا فيه لنحو 10 دقائق فقط (نظرا لثقل وزن خالد)، حيث افاد أحد الأشخاص بانه وصل إلى الغرفة ووجد الطالب مشنوقا بالحبل، والرائحة تصدر من المكان مما يدل على أنه بقى في الغرفة لفترة طويلة!.
احتجاجات طلابية
أثار مقتل خالد بهذه الطريقة الغامضة، حالة من الاستياء العام، وسط زملائه في الجامعة، لتبدأ الاحتجاجات وتتصاعد، حتى وصلت وسائل الإعلام ، مما شكل حرجا على السفارة اليمنية في الهند، التي سارعت في اطفاء هذه الاحتجاجات من خلال تقرير سريع، التقط ما روج له البعض من اقدام الطالب على “الانتحار”، مستبقا صدور تقرير الطبيب الشرعي الذي لم يصدر إلى اليوم، وهو اجراء، فسره البعض بانه كان يهدف إلى اطفاء الاحتجاجات الطلابية.
لتُسجل القضية ضد مجهول، وتُعلق على شماعة الانتحار، وهي شماعة اعتادت الجهات الرسمية أن تُنهي بها قضايا مقتل العديد من الطلاب اليمنيين بالخارج!.