قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن المملكة السعودية تتقاسم الكثير من المصالح مع إسرائيل، واصفا اقتصادها بالقوي مقارنة بحجمها، كما عبر عن قناعته بأن جماعة الإخوان المسلمين جزء من ثالوث شر، رغم أن بلاده مولت الجماعة في السابق لمواجهة الشيوعية حسب قوله.
وأضاف ابن سلمان -في مقابلة مع مجلة ذي أتلانتيك الأميركية أمس الاثنين- أنه في حال تحقيق السلام سيكون هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل وبلدان مجلس التعاون الخليجي ودول مثل مصر والأردن، وفق قوله.
وفي سياق رده عما إذا كان يؤمن بحق الشعب الإسرائيلي في الحصول على جزء من الأراضي، قال ابن سلمان إنه يعتقد أن من حق الفلسطينيين والإسرائيليين العيش على أراضيهم.
ونفى ولي العهد السعودي أن يكون له أي اعتراض على وجود أي شعب، مؤكدا أنه يشعر فقط بالقلق بشأن المسجد الأقصى وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن السعودية ليست لها أي مشاكل مع اليهود مستدلا على وجود الكثير من هذه الطائفة في بلاده قدموا للعمل من أميركا وأوروبا، وأنه لا توجد أي مشاكل بين المسلمين واليهود والمسيحيين.
تمويل الإخوان
وأدرج ابن سلمان النظام الإيراني وجماعة الإخوان وتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية ضمن ما سماه مثلث الشر الذي يحاول أن يتلاعب بالمسلمين بهدف إنشاء الإمبراطورية الإسلامية، وفق تعبيره.
وفيما يتعلق بإيران، قال ولي العهد إن نظامها يسعى لنشر الفكر الشيعي المتطرف لاعتقادهم أن نشر هذا الفكر سيسهم في ظهور الإمام الغائب وعودته لحكم العالم من إيران ونشر الإسلام حتى في أميركا مؤكدا أن “هذا المعتقد مسلم به في قوانينهم وتثبته أفعالهم”.
السعودية مولت فعلا تنظيم الإخوان خاصة قبل 1979 وذلك يعود لانتشار الشيوعية في كل مكان بشكل أصبح يهدد أميركا وأوروبا والسعودية، كما تحولت مصر حينها إلى نظام أقرب للشيوعية، لذلك عملنا مع أي طرف يمكن استخدامه في التخلص من الشيوعية
” وقال ابن سلمان إن هتلر يبدو شخصا جيدا مقارنة بالمرشد الأعلى الإيراني لأن هتلر حاول احتلال أوروبا، لكن المرشد الإيراني يحاول احتلال العالم على حد تعبيره.
أما جماعة الإخوان فيرى أنها تنظيم متطرف هي الأخرى لكنها تختلف عن إيران بكونها تسعى لاستخدام النظام الديمقراطي وآلياته للوصول إلى حكم الدول، ومن ثم نشر الخلافة في مختلف أصقاع الأرض قبل التحول إلى إمبراطورية متطرفة يحكمها مرشد الجماعة حسب قوله.
وآخر أضلاع المثلث -حسب ولي العهد السعودي- تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية، وهو يرى أن فكر هذين التنظيمين يعتمد على منهج القوة في كل شيء وإجبار جميع المسلمين وكل العالم على الانضواء تحت قيادتهما، ولفت إلى أن جميع زعماء هذه التنظيمات كانوا في البداية أعضاء في جماعة الإخوان حسب قوله.
وشدد ابن سلمان على أن كلا من السعودية ومصر والأردن والبحرين وعُمان والكويت والإمارات واليمن ترى أن الجهود يجب أن توجه نحو المصالح الخاصة وبناء علاقات مثمرة وفق مبادئ الأمم المتحدة، لكن هذا الثالوث “لا يريد ذلك”.
وبشأن تمويل الحركات المتطرفة، قال ابن سلمان إن السعودية مولت فعلا تنظيم الإخوان خاصة قبل عام 1979 وذلك يعود -حسب رأيه- إلى انتشار الشيوعية في كل مكان بشكل أصبح يهدد أميركا وأوروبا وحتى السعودية، مشيرا إلى تحول مصر حينها إلى نظام أقرب للشيوعية لذلك “عملنا مع أي طرف يمكن استخدامه في التخلص من الشيوعية”.
وتأتي هذه المقابلة في الأيام الأخيرة من زيارة لابن سلمان إلى الولايات المتحدة دامت أسبوعين قابل فيها الرئيس دونالد ترمب ومسؤولين سياسيين.
كما التقى خلالها -حسب صحيفتي هآرتس الإسرائيلية وإندبندنت البريطانية- مع زعماء يهود، من بينهم رؤساء لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) والاتحادات اليهودية لأميركا الشمالية، ورابطة مكافحة التشهير، والمنظمة العالمية للدفاع عن اليهود، ومنظمة “بناي بريث” الصهيونية، وجميعها حركات يهودية.
وكالات