حيا رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، عالياً البطولات الاستثنائية النادرة التي سجلها جرحى مواجهة العدوان السعودي الإماراتي والحرب المفروضة على الشعب اليمني .. مؤكداً أن التاريخ اليمني سيسجل هذه البطولات والتضحيات في أجمل صورة وأوسع لوحة من لوحات الاعتزاز والكرامة والحريّة.
جاء ذلك لدى مشاركة رئيس الوزراء اليوم فعالية الوضع الصحي خلال ثلاث سنوات من العدوان السعودي الأمريكي والتي نظمتها مؤسسة الجرحى اليوم بصنعاء بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان والجمعية اليمنية لأمراض وزراعة الكلى ورابطة مرضى السرطان بمناسبة مرور ثلاث سنوات من العدوان والحصار على الشعب والوطن اليمني.
واعتبر الدكتور بن حبتور، هذه الفعالية واحدة من أهم الفعاليات لتذكير الدولة بمؤسساتها الرسمية والحزبية والشعبية بواجباتها للاهتمام والالتفات لهذه الشريحة.
وأثنى على دور مؤسسة الجرحى التي تستحق من الجميع كل الشكر والتقدير والاحترام لأنها عملت وتعمل على تغطية جانب مهم من الرعاية والاهتمام بالجرحى ..
وأكد أن الحكومة تعكف حاليا وفي إطار تنفيذها لتوجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى على دراسة جوانب نقل هذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات المشابهة بشكل تدريجي من الإطار الشعبي وغير الحكومي إلى مؤسسات رسمية حكومية.
وأشار رئيس الوزراء إلى ما يخلفه العدوان من دمار في القطاع الصحي ومن تعطيل لجهود المستشفيات العامة وبقية الخدمات الحكومية بسب استهدافه وحصاره للكثير من المؤسسات ومختلف المنابع والمنافذ الإيرادية .. مبينا أنه لم يتبق للمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ في أغلب الأحيان إلا النزر اليسير من الإمكانات التي يتم توجيهها للجبهات وإسنادها بالعتاد والسلاح .
وقال ” دول العدوان حاصرتنا وتم إغلاق كافة المنافذ في الوقت الذي يتم فيه بيع النفط والغاز بالمناطق الواقعة تحت الاحتلال، فيما حكومة الإنقاذ هي الواقعة تحت الضغط الشعبي للحصول على الراتب ولكن هذا الراتب عمليا انتقل مع نقل وظائف البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن “.
وأضاف ” أكثر من ستمائة إلى سبعمائة مليار طبعتها حكومة الرياض لدفع المرتبات لجميع موظفي الجمهورية اليمنية ولكنها لم تفعل ولذلك لا ينبغي أن نستمر في جلد أنفسنا ونكيل الاتهامات لبعضنا البعض لأن غريمنا معروف وهو المسئول الحقيقي عن عدم مقدرتنا على صرف المرتبات وهو الحصار وحكومة الفنادق” .
واعتبر رئيس الوزراء البيانات والأرقام التي قدمت من قبل مؤسسة الجرحى لها دلالات كبيرة بعد ثلاث سنوات من العدوان والحصار ومن غض الطرف من القوى العالمية المستكبرة الكبرى على العدوان .
وقال ” إن ثلاثة وستين ألف عدد الحالات التي قامت المؤسسة باستقبالها بالتأكيد رقم كبير وهناك أيضا حالات لم تستقبلها المؤسسة “.
وأضاف ” إن هؤلاء الجرحى الذين استقبلتهم المؤسسة وغيرهم من جرحى مواجهة العدوان أبطال حقيقيين والحديث عنهم ليس للإطراء بل إن ما نقوله عنهم أقل بكثير من العطاء الذي قدموه في جبهات الشرف والبطولة وينبغي رعايتهم راعية كريمة من قبل مختلف المؤسسات الحكومية والشعبية” .
وتطرق الدكتور بن حبتور إلى المساعدات الإنسانية التي تقدمها منظومة الأمم المتحدة للشعب اليمني على امتداد السنوات الثلاث الماضية من العدوان والحصار .. مشدد على أهمية التفريق بين النشاط الإنساني للأمم المتحدة والنشاط السياسي لمجلس الأمن والتمييز في أحاديثنا بين هذا الموضوع وذاك لأن من يدعمنا حاليا هو منظمات الأمم المتحدة .
وقال ” ينبغي أن نركز ولا نتهم الكل في سياق التعميم لأن التعميم صفة للجهل وليس صفة للوعي “. لافتا إلى أن ادعاءات السعودية بتقديمها مليارات الدولارات للشعب اليمني، تأتي من أجل ذَر الرماد على العيون ومحاولة للتغطية على جرائهما المتعاظمة.
واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلا ” علينا أن نضع هؤلاء الأبطال الكبار على رؤوسنا جميعا والشهداء ينبغي أن نهتم بأسرهم اهتماما كبيرا ونؤكد أن ما يتوفر لهذه الحكومة والمجلس السياسي ينبغي أن يخصص جزء كبيرا منه لرعاية أسر الشهداء وجرحى الحرب نظير تضحياتهم الجليلة والعظيمة “.
وفي الحفل الذي حضره نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات محمود الجنيد ووزير الصحة العامة والسكان الدكتور محمد سالم بن حفيظ وأمين العاصمة حمود عباد وعميد كلية الطب والعلوم الصحية الدكتور يحيى غانم.. أشار نائب رئيس مؤسسة الجرحى عباس العزي إلى أهمية مشاركة الجرحى والمرضى همومهم ومعاناتهم جراء تدهور الأوضاع الصحية.
ولفت إلى أهمية تقييم ومراجعة أي تقصير تجاه الجرحى والمرض خلال الثلاث السنوات الماضية وتقديم الرعاية الصحية لهم حسب الإمكانيات المتاحة.. مستعرضا معاناة الجرحى والمرضى من نقص الأدوية وصعوبة السفر للخارج لتلقي العلاجي .
وتطرق العزي إلى جهود مؤسسة الجرحى وبرامجها من أجل التخفيف من معاناتهم وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم.
فيما استعرض الدكتور عبدالسلام المداني الآثار المترتبة على القطاع الصحي والتي أدت إلى إنهيار المنظومة الصحية وتفشي العديد من الأوبئة وارتفاع عدد الوفيات وزيادة حالات سوء التغذية عما كانت عليه في الأعوام السابقة .
وأشار إلى أن هناك 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية و18 مليون بحاجة إلى مساعدات غذائية .. لافتا إلى أن 50 بالمائة من المرافق الصحية تعمل ليس بكامل طاقتها جراء توقف المرتبات وعدم وجود نفقات تشغيلية.
كما استعرض آثار العدوان على الأمومة والطفولة خلال الثلاث الأعوام الماضية وكذا معاناة مرض الفشل الكلوي والأورام وانتشار الأوبئة كالكوليرا والضنك والملاريا والدفتيريا والحصبة والسل وغيرها .. مبينا أن العدوان أدى إلى توقف الكثير من البرامج الصحية.
وأكد الدكتور المداني أهمية توفير الرعاية الصحية لأكثر من 60 ألف جريح وخمسة آلاف معاق وكذا توفير الخدمات الصحية في الوحدات والمرافق والمراكز والمستشفيات الريفية والمرجعية وتوفير رواتب العاملين بالقطاع الصحي من الدعم الدولي وكذا النفقات التشغيلية من الوقود والأكسجين وتوفير الأدوية الأساسية والمضادات الحيوية وزيادة توفير المياه النقية وإصلاح نظام الصرف الصحي وتحسين الخدمات للنازحين .
كما أكد أهمية التنسيق بين وزارة الصحة والمنظمات الدولية لإيصال الخدمات الصحية لكافة أبناء اليمن .
بدوره استعرض رئيس الجمعية اليمنية لأمراض وزراعة الكلى الدكتور عبدالكريم شيبان معاناة مرض الفشل الكلوي جراء ما تعانيه مراكز الغسيل الكلوي من نقص في المحاليل والأدوية الخاصة بجلسات الغسيل وكذا إغلاق أربعة مراكز حكومية نتيجة استمرار العدوان والحصار.
وأكد أهمية إنشاء المركز الوطني لأمراض الكلى وزراعتها والذي من خلاله سيتم عمل مسح شامل لأسباب أمراض الكلى ووضع الخطوات الرئيسية للوقاية من هذه الأمراض التي تؤدي إلى الفشل الكلوي .
ولفت الدكتور شيبان إلى أن أكثر 40 بالمائة من أسباب الفشل الكلوي المزمن يمكن معالجته وأن أكثر من 45 بالمائة من أمراض الفشل الكلوي الحاد يمكن الحد منه .. مؤكدا أهمية رفع الوعي المجتمعي بخطورة هذه الأمراض والبدء في علاجها كالسكري وضغط الدم والحصوات البولية والإسهالات وغيرها .
تخلل الحفل عرض فيلم وثائقي يوضح آثار العدوان على القطاع الصحي في ثلاثة أعوام، حيث يوجد أكثر من 22 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانية وأكثر من 11 مليون بحاجة إلى غذاء وصحة و9ر2 مليون طفل وأمرأة يعانون من سوء التغذية و400 ألف فرد يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم و 16 مليون فرد في حالة إنعدام أمن غذائي .
ووفقا للإحصاءات فقد توفي أكثر من 17 ألف مريض جراء عدم قدرتهم للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج ووفاة ألف و200 شخص بسبب الفشل الكلوي وإصابة 25 ألف شخص بالفشل الكلوي وكذا وفاة 247 ألف طفل بسبب سوء التغذية ووفاة ألفين و 236 بسبب الكوليرا.