شكك خبير أميركي في رواية السعودية بإسقاطها الصواريخ البالستية السبعة التي أطلقها الجيش واللجان الشعبية من اليمن على الرياض يوم الاثنين الماضي.
وقال جيفري لويس، مدير برنامج الحد من انتشار الأسلحة النووية بمركز ميدلبيري للدراسات الدولية، إن الرواية السعودية “غير صحيحة” إذ ليس ثمة دليل على أن المملكة اعترضت أي صواريخ على الإطلاق.
وأضاف -في مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” المعروفة برصانتها ومهنيتها- أن تلك الحقيقة تثير تساؤلات “غير مريحة” ليس فقط حول السعوديين، بل عن الولايات المتحدة التي قال إنها باعت على ما يبدو منظومة دفاع صاروخية فاشلة للرياض، في إشارة إلى صواريخ باتريوت.
وتهكم الكاتب قائلا إن صواريخ باتريوت تُصنع في أميركا وتفشل في كل مكان نُشرت فيه.
وكانت القوة الصاروخية للجيش قد اطلقت سبعة صواريخ بالستية على أهداف سعودية بينها مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وقاعدة جازان جنوب المملكة، ومطار أبها الإقليمي في عسير، بالإضافة إلى قصف أهداف أخرى داخل العمق السعودي.
وأشار لويس في مقاله إلى أن الصور التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي تظهر إطلاق بطاريات باتريوت صواريخها، لكن ما يبدو من تلك المقاطع المصورة أنها لم تنجح في اعتراض صواريخ الجيش اليمني.
وأكد أن أحد صواريخ الاعتراض انفجر بشكل “كارثي” فور إطلاقه، بينما الآخر دار دورته في السماء قبل أن يرتد ويسقط محدثا دويا على الأرض في العاصمة الرياض.
على أن ذلك لم يمنع الكاتب من القول إن أحد تلك الصواريخ ربما يكون نجح في أداء مهمته، لكنه مع ذلك يشكك في الأمر مرة أخرى.
وعلل الخبير الأميركي شكوكه تلك بأنه وزملاءه بمركز ميدلبيري في فيرمونت سبق أن تحروا حول هجومين بصواريخ بالستية على السعودية ما بين نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2017.
ويقول لويس إنهم في الحالتين تأكدوا أنه من غير المرجح تماما أن تكون الصواريخ قد أُسقطت، على الرغم من تصريحات المسؤولين السعوديين التي تشير إلى غير ذلك.
ومضى إلى القول بعدم وجود دليل يثبت أن السعودية اعترضت أيا من الصواريخ، وتساءل عما إذا كان ثمة ما يدعو للاعتقاد بأن منظومة باتريوت تعمل أبدا.
لكنه يستدرك قائلا إنه من قبيل الإنصاف الإشارة إلى أن منظومة باتريوت المنصوبة في السعودية ليست مصممة تماما لاعتراض صواريخ “بركان 2” التي أطلقتها القوة الصاروخية اليمنية على الرياض.
وأوضح أن “بركان 2” يطير لمسافة 600 ميل (960 كيلومترا) ويبدو أنه يحمل رأسا حربيا ينفصل من الصاروخ نفسه.
المصدر : فورين بوليسي