وأكد السيد عبد الملك الحوثي في كلمه له اليوم بمناسبة جمعة رجب، أهمية الحضور الواسع في هذه الفعالية للتعبير عن صمود الشعب اليمني وتماسكه وقوة إرادته وأن ثلاثة سنوات من القتل والتدمير والاستهداف بكل الأشكال لم تكسر إرادة هذا الشعب لأن الإيمان يمان.
وقال “هذا الشعب عزيز بإيمانه وبالتالي صامد لا تنكسر إرادته مهما كان حجم هذا العدوان، صمد طوال هذه السنوات وقدم التضحيات العظيمة، لكنه بقي شعبا حرا وعزيزا وعظيما وينال شرف الصمود والثبات وليس مهانة ومذلة الاستسلام”.
وأشار السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن الشعب اليمني اعتاد على الاحتفال بذكرى جمعة رجب باعتبارها ذكرى اعتناق عدد كبير من اليمنيين للإسلام.. وقال” منذ بزوغ فجر الإسلام في مكة المكرمة كان هناك أسرة آل ياسر أول الشهداء في الإسلام وهم من اليمن”.
وأضاف “نشجع على الاحتفال بهذه الذكرى باعتبارها تقديراً للنعمة، واحتفاء شعبنا بهذه الذكرى بأشكال متعددة تُعرف بالرّجبية شيء عظيم وإيجابي ومفيد”.
وأضاف” في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها أمتنا علينا أن نستفيد من هذه الذكرى بالحفاظ على هوية شعبنا وترسيخ هذه الهوية الأصيلة”.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأمة تعاني من استهداف خطير في الهوية الإيمانية وما يعرف بالحرب الناعمة، التي تهدف للسيطرة المباشرة والتحكم التام بالإنسان وتجريده من محتواه الأخلاقي والقيمي.
وبين أن قيمة الإنسان هي بمحتواه من الوعي والمبادئ والمفاهيم الصحيحة والقيم وإذا أفرغ الإنسان من محتواه الإنساني يصبح كالأنعام ويخسر ما ميزه الله به عن الحيوانات.
وأكد أن المعركة على مستوى الشعب اليمني والأمة هي معركة سيطرة وهذا عنوان جامع لهدف معركة العدو معنا وإذا سيطر العدو علينا هذا يعني بالنسبة له أنه أنهى معركته.. وقال “الأعداء يريدون استغلال الإنسان وما معه، استغلال الإنسان في نفسه ومقدراته وثرواته ويجب أن ننظر لمسألة الهوية كمسألة ترتبط بعلاقة وثيقة جداً بالحرب والصراع وتمثل ركيزة أساسية لصمودنا”.
ولفت السيد عبدالملك الحوثي إلى أن جمعة رجب مناسبة رئيسية لترسيخ الهوية وتعزيز الوعي والحفاظ عليها جيلاً بعد جيل، وكل أمة على وجه الأرض لها هوية واحدة وهي نمط حياة.
وأوضح أن الذي يجمع الشعوب أو الأمة هي تلك العادات أو التقاليد أو الأعراف التي تستند عليها.. وقال” من نعم الله علينا أن تكون هويتنا كشعب يمني هي الهوية الإيمانية المسلمة، هويتنا الإسلامية تمثل أهم عامل قوة بالنسبة لنا وأهم ضمانة لفلاحنا ونجاحنا وعزتنا وكرامتنا”.
كما أكد أن الإيمان هو أقوى عامل في التماسك والصمود في وجه العدوان .. وأضاف” بقدر ما نتمسك بهويتنا هذا يجعلنا أكثر تمساكاً في وجه التحديات، والإيمان يقوم على مبدأ مقدس وهو التحرر من العبودية للطاغوت”.
وتابع” أعداؤنا يهدفون للسيطرة علينا على نحو الاستعباد فلا يبقى لنا لا قرار ولا رؤية”.. مبينا أن حالة السيطرة والاستعباد تتنافى مع الإيمان، والله سبحانه وتعالى كرم الإنسان وأراده أن لا يكون عبداً لأحد إلا له عز وجل.
وأردف ” الأعداء يسعون لأن يسلبونا من حريتنا في الوقت الذي يحتقروننا فيه ولا يريدون لنا الخير، ما يريده الأعداء منا وإملاءاتهم علينا مبنية على مصالحهم فقط “.. مؤكدا أن المسألة اليوم هي أطماع المستكبرين والطغاة الذين يريدون السيطرة على كل شيء، ومبدأ التحرر من العبودية للطاغوت هو مبدأ عز وكرامة ويقوم عليه الإيمان كله.
وقال قائد الثورة” هناك دول وكيانات لا تمتلك ما تمتلكه الأمة الإسلامية لا ممن حيث المنهج الإسلامي ولا من حيث هذه القيم والأخلاق والمبادئ العظيمة ولا من حيث أيضا الجغرافيا المهمة لموقعها ولا من حيث القدرات المادية والإمكانيات من كل الاعتبارات بقية الكيانات والدول لا تمتلك ما تمتلكه الأمة الإسلامية فيما تلك الدول اليوم أقوى حضورا وتأثيرا، وأمتنا غائبة عن المشهد العالمي متأثرة لا مؤثرة مستهدَفة لا مُستهدِفة وليست في الموقع المتقدم لحضور فاعل”.
وأضاف” بعض الناس ليس لهم قيمة ويعرضون نفسهم ومواقفهم للبيع ونحن عانينا في هذا العدوان من بعض هؤلاء الناس الذين اشتراهم العدوان”.
ولفت السيد عبدالملك الحوثي إلى أن هناك حرب ناعمة تهدف للاستحواذ على الفكر والتوجه والسلوكيات.. وقال” الحرب الناعمة هي الحرب الشيطانية التي يعمل فيها شياطين الانس وشياطين الجن سوياً، ويهمنا أن تصبح الحرب الناعمة محط اهتمام لدى العلماء والمثقفين”.
وشدد على أن الإحساس بالمسؤولية تجاه الواقع والآخرين هو من الجوانب المهمة في الهوية الإسلامية، ومن لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم، والتهرب من المسؤولية لن يعفي المتهرب من عواقب التنصل من هذه المسؤولية، ويهيئ الظروف ليأتيه الدور ليُسحق بسهولة.
كما شدد على المسؤولية الكبيرة للجانب الشعبي والرسمي والمثقفين في مواجهة الحرب الناعمة.. مبينا أن هناك عمل من جهات كثيرة في اليمن لاستهداف المبادئ والمفاهيم الرئيسية تستهدف كسر الإرادة وإشعارنا بالضعف والعجز والاستسلام وتكبير قوى الطاغوت.
وتطرق قائد الثورة إلى مشكلة أزمة الغاز .. مشيرا إلى أن هناك معاناة جراء ذلك وتستغل بشكل سلبي، محملا الجهات الرسمية لأنها لم توضح بما يكفي تجاه هذه المشكلة.
وبين أن الغاز يأتي من مأرب وكان المعني بتوفير الغاز خلال الفترة الماضية شركة الغاز في صنعاء وكانت تتحمل هذه المسؤولية لكنها حوربت واستهدفت حتى أصبحت شبه مشلولة لم يتركوا لها كشركة حرية العمل كجهة واحدة تتحمل المسؤولية.
وقال “هذا الدور تحول إلى التجار والمسؤول عن هذا هم مرتزقة العدوان لو تركوا لشركة الغاز المسؤولية وتركوا مسار هذا العمل على الأقل تبقى جهة واحدة محددة تتحمل المسؤولية إن قصرت أحسابها لكنهم أصابوها بالشلل وعطلوا دورها ثم حولوا الدور بدلا عن ذلك إلى التجار”.
ولفت إلى أن هناك من التجار الجيدين الذي يتفهم كيف يستفيد وينتفع وفي نفس الوقت ينفع هذا الشعب الذي يعاني ويتفهم ظروف الناس وقد يقنع بنسبة معقولة من الربح وفيهم الكثير من اللصوص والانتهازيين ومصاصي الدماء الذين لن يبالوا في سبيل الحصول على أكبر قدر من الربح حتى لو مات الناس جوعا.
وفيما يتعلق بمقطورات الغاز أوضح السيد عبد الملك الحوثي أن هذه المسألة تجمعت فيها عدة عوامل الأول إصابة مؤسسة الغاز بالشلل عما كانت عليه في الماضي، والجانب الآخر الانتهازيين من التجار وليس كل التجار يضاف إلى ذلك التلاعب في عملية التعبئة في مأرب حيث منعت عدة محافظات من حصصها الرسمية ويتصدق عليها من المحافظات الأخرى.
وذكر أن المرتزقة في مأرب يحتجزون المقطورات في مناطق سيطرتهم إضافة إلى تحويل هذه المسألة إلى تجارية من خلال التجار.
وقال” اليوم المسؤولة على الجميع أولا هناك مسؤولية أساسية على المرتزقة من يوم عطلوا عمل الشركة وأصابوها بالشلل ومن يوم سمحوا بهذه التقطعات ومن يوم قطعوا حصص على محافظات ومن خلال التلاعب بعملية التعبئة والأسعار وغيرها من الأساليب، والمسؤولية على التجار والدولة والجهات المعنية التي لم تبذل جهدا كبيرا يساعد في تخفيف هذه المعاناة”.
وأضاف” المطلوب دور مشترك رسمي وشعبي، وأنصح التجار اتقوا الله وإذا لم تتقوا الله فأنتم ستكونون في خصومه مع الشعب لن نسكت عنكم وسيتم حصر التجار من يلتزمون فلا بأس ومن لم يلتزم يتعاون عليه الشعب والجهات الرسمية وسيكون عرضه لكل شيء لن يسكت عنه الشعب”.
وأكد أن الدولة معنية بالأساس في هذا الجانب والناس يعينوها من خلال الإبلاغ عن التاجر الذي يخفي مقطورات الغاز أو يبيع بأكثر من السعر المحدد عبر أرقام محددة وعلى الجهات المعنية سرعة اتخاذ إجراءاتها.
وشدد على ضرورة الاهتمام وأخذ الموضوع بجدية أكثر من الجانب الرسمي وتعاون من التجار ومن المواطنين بالبلاغات عن أن عمليات إخفاء أو من يبيع بأكثر يتم الإبلاغ عنه إضافة إلى التعاون في سلاسة تحرك القاطرات والتأكد من حركة وصولها.
وأشاد قائد الثورة بكل إعزاز بصبر الشعب اليمني على هذه المعاناة وغيرها من المعاناة .. مؤكدا في الوقت نفسه أهمية أن يكون هناك جهد كبير وجدية عالية للتخفيف من معاناة المواطنين.
سبـأ