نجيب على العصار:
عقدت اليوم الخميس في بيت الثقافة بصنعاء ، ندوة بعنوان “الإعلام الوطني في مواجهة العدوان تجربة ثلاث سنوات” حضرها عضو مجلس الشورى ،فاطمة محمد بن محمد ،ورئيس الجبهة الثقافية المناهضة للعدوان ، الدكتورة ابتسام المتوكل ، وبمشاركة عدد من الصحفيين والاعلاميين اليمنيين.
وفي الندوة ،أشار رئيس اتحاد الاعلاميين اليمنيين ،عبدالله علي صبري ،إلي أهمية الندوة لتسليط الضوء علي دور الإعلام الوطني المناهض والمقاوم للعدوان خلال الثلاث السنوات الماضية ، معتبراً الإعلام الوطني رديفا أساسيا للجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان ،وكشف جرائمهم الهمجية بحق المدنيين والتظليل التي يمارسونه لتزييف الحقائق .
كما قدم الاعلامي خالد حسين قيرمان ،مدير عام الدراسات والبحوث في وزارة الإعلام خلال المحور الاول للندوة ،مؤكداً أن العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا ،استهدف مختلف القطاعات المنتجة في البلاد، إلا أنه ضاعف من استهدافه لقطاع الإعلام الرسمي، وبطريقة ممنهجة ومتكررة في محاولة يائسة للتعتيم على حقيقة ما يرتكبه من جرائم متتالية بحق الشعب اليمني، لافتا إلى أن العدوان كاد أن يستحوذ بالفعل على فضاء الإعلام اليمني برمته خلال الأشهر الأولى من الحرب أو ما يسمى بعاصفة الحزم.
وأشار قيرمان ،في ورقة العمل التي قدمها بعنوان :”أوضـاع الـصحـافـة والإعــلام الرسمي فـي ظـل
ثـلاث سـنوات مـن الـعـدوان” إلى أن وزارة الإعلام واجهت تحدياً كبيراً، وهي تعمل على مواجهة العدوان والحرب المفاجئة ، إذ كانت المؤسسات الإعلامية هدفاً مباشراً إما عبر القصف الجوي أو عبر الحظر والاستنساخ، موضحا أن وزارة الأعلام تجاوزت معظم الصعوبات، بما في ذلك الصعوبات المالية المتعلقة بالتشغيل لغالبية وسائل الإعلام المملوكة للدولة .
كما تطرق في المحور الثاني من ورقة العمل ، الى الخسائر والانتهاكات التي تعرضت لها وسائل الإعلام الرسمي والوطني جراء العدوان.
وذكر قيرمان ،أن خسائر القطاع الإعلامي الرسمي ، والتي تكبدتها الوزارة والمؤسسات التابعة لها بقطاعاتها المختلفة بلغت (56.68.000.000) ستة وخمسون مليار وستمائة وثمانون ريال.
الواقع والتحديات
من جانبه ، تحدث عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الاعلاميين اليمنيين ، أبو بكر عبدالله في المحور الثاني من الندوة حول “الصحافة الورقية والالكترونية خلال 3 سنوات من العدوان .. الواقع والتحديات ” لافتا إلى أنه في ثلاث سنوات من العدوان الهمجي ،كان تدمير المؤسسات وتغييب الصوت الاعلامي الوطني المناهض للعدوان والمعبر عن ارادة اليمنيين في الحرية والسيادة والتخلص من قوى الوصاية هدفا رئيسيا لتحالف الشر وقواه العميلة في الداخل والخارج.
و تطرق أبو بكر عبدالله ، في ورقة العمل الى مؤشرات تقويم الأداء .. النجاحات والاخفاقات
التي رافقت مسار عمل الاعلام الوطني خلال سنوات العدوان مكتفيا بوضع مؤشرات موجزة لتقويم مستوى الاداء الإعلامي للصحافة الورقية والإلكترونية، مشيرا إلى أن الصحافة الورقية تعرضت لانتكاسة كبرى تصاعدت حدتها مع بدء تحالف العدوان السعودي الاماراتي الاميركي الغاشم على اليمن ،بما خلفه من آثارا كارثية على البلد بصورة عامة ، وكان من نتائجه توقف عشرات الصحف الورقية سواء الرسمية أم الأهلية واحدا من آثاره المباشرة الأكثر وضوحا.
وأكد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الاعلاميين اليمنيين ،أن الساحة اليمنية شهدت ازدهارا كبيرا في الصحافة الإلكترونية ،وصحافة السوشيال ميديا ” التطبيقات الهاتفية التفاعلية والقنوات الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي” في مقابل الكساد الذي واجه الصحافة الورقية الورقية أثناء العدوان.
وأعتبر ظهور الكم الهائل من المواقع الإلكترونية الاخبارية الوطنية بخطها المناهض للعدوان، حالة التوازن الوحيدة في مشهد الحرب الاعلامية غير المتكافئة، خصوصا وأنها اتاحت للصحفيين اجواء سهلة وميسرة في اداء دورهم الاعلامي وانتاج رسالة اعلامية متماسكة وايصال رسالة اليمن إلى الداخل والخارج
وخلص إلى القول :”أن المواقع الإلكترونية الاخبارية تمكنت من تجاوز كثير من الصعوبات ومواكبة الاحداث في المناطق الساخنة أولا بأول من خلال المعلومة والصورة والفيديو ، كما
وسعت التطبيقات الهاتفية الحديثة من نشاط المنصات الالكترونية الوطنية واتاحت وصول الصوت الاعلامي الوطني إلى خارج اليمن”.
وشهدت الندوة، مناقشات وتعقيبات أثرت جوانب المواضيع التي تناولتها الورقتان بشكل خاص والموضوع المحوري للندوة “الإعلام الوطني في مواجهة العدوان تجربة ثلاث سنوات” بشكل عام