سبحانك ربي أردت للإسلام أن يكون ديناً، وأراد البشر أن يكون سياسة، الدين شامل لكل القضايا، والسياسة قاصرة على القبيلة ومحددة، بل اختزال الدين في السياسة قصر له في جميع نطاقة، الدين يستهدف في البشرية أرقى ما فيها وأسمى ما يمكن أن تصل إليه، والسياسة تدفع بالإنسان إلى أحط ما يمكن أن ينزل إليه، وأدني ما يمكن أن يسقط فيه، أستخدم الدين بأسلوب السياسة يحوله إلى حروب لا تتوقف وصراعات لا تخمد بل وتقتصر الغايات في المصالح والمناصب وتخلط الأهداف بالمغانم وتفسد القلوب بالعروض، ومع هذا وذاك تديين السياسة لا يكون إلى عملاً من أعمال الأشرار (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا )، يعتمد على الانتهازية عنواناً من الدين ويقدم الظلم على العدل مستخدماً للآيات دليلاً وتبريراً لأفعاله، يعطي للفساد أسماً من الشريعة، ويضفي على الانحراف هاله من الإيمان، ويجعل سفك الدماء عملاً مبرراً بالحلال، وعملاً من أعمال الجهاد.
حكومة النبي صلى الله عليه وسلم هي حكومة الله وهي دوله أسست للعدل واختارت العادلين المنصفين يتمتعوا بالقيم والاخلاق والمبادئ ما يدفع غيرهم إلى العمل تحت رايتهم إنها حكومة لا توجد إلى في مكان يكون الله ورسوله موجود ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه واله وسلم .
لذا ما تغير في واقعنا من المبادئ والقيم جعل القيم الرديئة مكان القيم السامية ، وقدم المرتزق على الشريف والصادق، وسادت العصبية محل الدين، وبين هذا وذاك ذابت قيم الإسلام السامية، وانمحت مثل القرآن العليا، وعاد الجميع إلى مربع الجاهلية وأخلاقيات ما قبل الإسلام وأختلط الحابل بالنابل وتنافس الجميع على المغانم وتوافقت قوى وتناقضت أخرى وبدت الأمور مهتزة غامضة شاركت فيها قوى داخليه وأخرى خارجية وأثرت فيها قوى أجنبية مستعمره، وضعتهم في محل العاجز الذي لا يستطع التفريق بين العميل من المؤمن والجاهل من العالم، والمتجرد من المتاجر وتمكن منا مرض عضال جعل الشيعة تعبث بأقوال وافعال السنة وجعل السنة تنكر وتعبث بتراث الشيعة وعمد الجميع إلى تشوية أعمال الجميع، ومن الغريب أن هذه الأعمال لم تصدر من أجنبي أو شخص غير مسلم لكنها صدرت ممن سيس الدين وستغل كل المقدرات هذا والله الهادي إلى سواء السبيل .