لم ترحم الصحافة الإسبانية نادي ريال مدريد ومدربه الفرنسي زين الدين زيدان، غداة تلقي الفريق الملكي الخسارة الرابعة في هذا الموسم ضمن الدوري الإسباني في كرة القدم، معتبرة أن حامل اللقب دخل “في أزمة”.
وبعد خسارته صفر-1 أمام ضيفه فياريال على ملعبه سانتياغيو برنابيو في مدريد ضمن المرحلة 19، وجد النادي الملكي نفسه يبتعد بفارق 16 نقطة عن غريمه برشلونة المتصدر. ويحتل ريال المركز الرابع بفارق ثماني نقاط عن فالنسيا الثالث الذي خاض مباراة أكثر منه وفاز السبت على مضيفه ديبورتيفو لاكورونيا 2-1، وبفارق نقطة عن فياريال الخامس الذي خاض مباراة أكثر.
وتصدر الصفحة الأولى لصحيفة “ماركا” عنوان مفاده أن ما يحصل في ريال “غير قابل للتفسير”. وأشارت الصحيفة إلى أن حامل لقب الدوري المحلي وبطل أوروبا في الموسمين الماضيين “لا يعرف ماذا يحصل له”.
وبدأت الصحف تطرح علامات استفهام حول قدرة زيدان على قلب الأمور لصالح ناديه، بعد أيام من تمديده عقده حتى 2020 مع النادي الذي قاده منذ توليه منصبه مطلع 2016، إلى ثمانية ألقاب أبرزها الدوري الاسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية.
وبعدما أنهى العام الماضي بخسارة قاسية على يد برشلونة في سانتياغو برنابيو بنتيجة صفر-3، يجد ريال نفسه وقد اكتفى بنقطة واحدة في آخر ثلاث مراحل في الليغا، وفاز في مباراة واحدة من آخر خمس.
وقالت صحيفة “آس” الرياضية على صفحتها الأولى “لا أهداف، لا حظ، ولا تفسير”، مضيفة في مقال رأي أن “كل شيء يسير بشكل خاطئ، هذه النتيجة تغرق ريال مدريد أكثر في مزاج قاتم لدى الجميع، بمن فيهم زيدان” الذي اختير أفضل مدرب لعام 2017 في حفل الجوائز السنوي للاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في تشرين الأول/أكتوبر.
وعلى رغم ان معظم المتابعين كانوا يجمعون على أن ريال فقد عملياً اللقب الذي أحرزه الموسم الماضي للمرة الأولى منذ 2012، حتى قبل خسارته أمام فياريال، إلا أن الأسئلة بدأت تطرح حاليا حول ما إذا سيقدر ريال على إنهاء الدوري في المراكز الأربعة الأولى.
ولم ينه ريال الموسم خارج الثلاثة الأوائل منذ العام 2004.
صحافة كاتالونيا سعيدة
وكما هو متوقع، انعكست أزمة ريال غبطة في محيط غريمه الدائم برشلونة الذي يجد نفسه في خضم موسم مثالي، بعد أشهر من رحيل نجمه البرازيلي نيمار إلى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة قياسية بلغت قيمتها 222 مليون يورو.
فالنادي الكاتالوني يتصدر الترتيب بفارق ست نقاط عن الثاني أتلتيكو مدريد، ويخوض مباراة سهلة على الورق في المرحلة 19 الأحد ضد ريال سوسييداد الذي يحتل المركز الرابع عشر في ترتيب الدوري.
وعنونت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكاتالونية أن ريال “في أزمة”، مرفقة هذا العنوان العريض بصورة للنجم البرتغالي لريال كريستيانو رونالدو، جاثياً على أرض الملعب وواضعاً يديه حول رأسه.
ويشكل أداء رونالدو في الدوري هذا الموسم إحدى معضلات ريال، اذ اكتفى بتسجيل أربعة أهداف في الليغا، بينما وصل رصيد منافسه الأرجنتيني ليونيل ميسي مع برشلونة إلى 16 هدفاً قبل مباراة الأحد، وهو يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإسباني.
وتطرقت صحيفة “سبورت” إلى الفرص التي أضاعها رونالدو في مباراة السبت، قبل تسجيل بابلو فرنالس هدف فياريال الوحيد في الدقيقة 87، مانحاً فريقه فوزاً تاريخيا هو الأول لفريقه على ملعب سانتياغو برنابيو.
وإضافة إلى رونالدو، يواجه لاعبا ريال الويلزي غاريث بايل والفرنسي كريم بنزيمة، صعوبات على مستوى اللياقة البدنية والإصابات والأداء.
نهاية الـ BBC
وكتبت “سبورت” أن “الانهيار الأبيض هو بالدرجة الأولى انهيار رونالدو”، مشيرة إلى أن الثلاثي رونالدو-بايل-بنزيمة “انتهى منذ أشهر ولم يدرك أحد ذلك”. واعتبرت أن تراجع رونالدو انعكس سلبا على الفريق الذي دخل في دوامة نتائج متواضعة وفارق متسع مع برشلونة.
وكتبت الصحيفة ان زيدان “مدرب أنيق لكنه لا يملك أجوبة”.
ويجد الفرنسي نفسه في مواجهة هذه الأسئلة قبل شهر على مواجهة مرتقبة مع باريس سان جرمان الفرنسي في ذهاب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، مقررة في مدريد في 14 شباط/فبراير.
ورأت صحيفة “ليكيب” الفرنسية ان زيدان “لا يبدو مستعداً للقيام بأي تغييرات في فريقه، على رغم تلقيه خسارة جديدة”.
وكان زيدان قال بعد خسارة السبت: “ليس لذلك أي تفسير، قمنا بكل ما في وسعنا. لا يمكنني انتقاد لاعبي فريقي. انها فترة سيئة ليس إلا”.
أضاف “غدا يوم آخر. غدا نستأنف العمل، وسنفكر بالمباريات المقبلة. كل هذا طويل جدا. لن نتحدث عن الليغا، لن نتحدث عن الهدف. علينا العودة الى العمل اليومي، التقدم في كل مباراة على حدة ومحاولة الحفاظ على الانتظام” في الأداء.