أعربت ميريتشل ريلانيو ممثلة منظمة اليونيسف في اليمن عن الأمل في أن يتحقق السلام لليمنيين في عام 2018، مشددة على أن الحل السلمي هو الوحيد الكفيل بتجنب وقوع مزيد من الوفيات، التي يمكن منعها، بين الأطفال واليمنيين بشكل عام.
ورغم التحديات وصعوبات الوضع الأمني، قالت ريلانيو إن اليونيسف تمكنت من المساهمة في إنقاذ الأرواح. ووصفت اليمنيين، من الأطباء والممرضين والمعلمين، بأنهم الأبطال الحقيقيون في اليمن.
التفاصيل في حوار أجرته ريم أباظة عبر الهاتف مع ميريتشل ريلانيو الموجودة في صنعاء.
ميريتشل ريلانيو: عام 2017 كان عاما مروعا لأطفال اليمن. في الأسبوع المنصرم فقط قتل 13 طفلا وأصيب 12. وفي شهر ديسمبر/كانون الأول قتل 42 طفلا وأصيب 38 بجراح. العام كان مروعا بالنسبة للأطفال، ليس فقط بسبب القتال ولكن أيضا لأننا شهدنا أسوأ تفش لمرض الكوليرا إذ يقدر عدد المصابين بأكثر من مليون شخص، ولأن معدلات سوء التغذية مازالت من بين الأعلى في العالم. لم يكن من الممكن أن يكون عام 2017 أسوأ مما كان عليه للأطفال اليمنيين.
أخبار الأمم المتحدة: كان عاما صعبا من استمرار الصراع إلى تفشي الكوليرا والجوع، ولكن المساعدات الإنسانية تمكنت من إنقاذ الأرواح. ما الإنجاز الأهم الذي تحقق على هذا الصعيد خلال العام؟
ميريتشل ريلانيو: أعتقد أن أهم شيء بالنسبة لنا هو قدرتنا على الحفاظ على وجودنا في اليمن وأنشطتنا في معظم المجالات. في المجال الصحي استطعنا ضمان مواصلة عمل الكثير من المراكز الطبية، وقمنا بتوصيل اللقاحات وتنفيذ حملة تحصين من شلل الأطفال استفاد منها أكثر من 5 ملايين طفل وقدمنا العلاج من سوء التغذية الحاد لمئتي ألف طفل. نقوم بإصلاح شبكات المياه في المناطق الريفية، وتوصيل الماء إلى المناطق الحضرية. كما نفذنا مشروعا للتحويلات النقدية الطارئة بدعم من البنك الدولي استفاد منه نحو 8 ملايين شخص. فكان العام جيدا فيما يتعلق بحصولنا على تمويل جيد تمكنا من خلاله الاستجابة للاحتياجات الأساسية لأطفال اليمن.
أخبار الأمم المتحدة : تزورين مستشفيات ومراكز للأطفال وتشرفين على عمل اليونيسف على الأرض، ما الموقف الذي تتذكرينه دائما ؟
ميريتشل ريلانيو: أتذكر دائما زياراتي للمستشفيات ومراكز علاج سوء التغذية، أتذكر الأطفال الكثيرين الذين زرتهم. أتذكر الطفل الصغير علي الذي قابلته في مستشفى في عدن، كان يبلغ من العمر 7 أعوام. كان نحيفا للغاية كأنه جلد على عظم. أصيب بالإسهال المائي الحاد. وسألت الأم عما حدث وأخـّر قدومه إلى المستشفى. فقالت لي إنها لم تستطع توفير المال لركوب الحافلة للقدوم إلى المستشفى. إن الفقر بين العائلات وصل الآن إلى مستوى لا يمكن استمراره. رؤية هذه الأم التي لم تستطع جلب ابنها إلى المستشفى قبل أن تنهار صحته ويشرف على الموت، فطر قلبي. كانت لحظة صعبة للغاية.
أخبار الأمم المتحدة: الوضع في اليمن صعب، في بعض الأحيان لا تستطيعون، مثل الكثيرين من اليمنيين، الحركة والخروج إلى الشوارع. هل تساءلت أبدا عن سبب استمرارك في العمل في اليمن؟
ميريتشل ريلانيو: أنا هنا لأن هذه هي الوظيفة الوحيدة التي أريد القيام بها، لأن أطفال اليمن يستحقون الدعم من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والوكالات المختلفة ومن أفضل الكوادر.
أخبار الأمم المتحدة: في بعض الأحيان ينسى الناس أن العاملين في المجال الإنساني في اليمن والمستفيدين من جهود الإغاثة هم أكثر من الأرقام التي ترد في الأخبار، ما الذي تودين قوله لمن ينسى الوجه الإنساني للأزمة في اليمن؟
ميريتشل ريلانيو: أقول لهم إن هناك قصص أطفال وأخوات وآباء وأمهات يشبهون أخواتنا وأبنائنا وأفراد أسرنا. هناك قصة الطفل علي ووالدته التي لم تمتلك أي نقود، وأيضا الطفلة ربى التي ولدت قبل ألف يوم (مع بدء تصعيد الصراع في اليمن). كان وزنها يقل عن المعدل الطبيعي ولم يملك الأب أي نقود لعلاجها كما كانت أمها مريضة. هذه قصص حقيقية لأشخاص نعرفهم. إننا نواصل عملنا، مع صعوبته، ونتعاون مع السلطات المحلية والأطباء والممرضين والمعلمين الذين يعدون الأبطال الحقيقيين في اليمن. اليمنيون الذين يعملون على الأرض لدعم اليمنيين هم الأبطال الحقيقيون.
أخبار الأمم المتحدة: ما الخطوات التي تتمنين اتخاذها في عام 2018 لليمن؟
ميريتشل ريلانيو: ما نريده هو السلام، هذا أهم شيء. سيموت الكثيرون من الأطفال بدون الحل السياسي لهذا الصراع الذي يمكن وقفه في أي وقت. أهم شيء هو الحل السياسي للصراع. وبالطبع نريد السماح بالوصول الإنساني للإغاثة، نحتاج إلى تأشيرات دخول لخبرائنا وحرية التنقل وضمان الوصول الإنساني للمحتاجين بدون عوائق.