نشرت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن ارتفاع عدد الشهداء في صفوف الفلسطينيين على خلفية القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس “عاصمة لإسرائيل”.
وقالت: “لعل أكثر ما يثير الاهتمام هو تحول الجنائز إلى اشتباكات دامية بين الفلسطينيين الغاضبين والقوات الإسرائيلية”.
وقالت الصحيفة، في تقريرها ترجمته “عربي21“، إن يوم الجمعة الماضي يعد اليوم الأكثر دموية في فلسطين منذ الإعلان عن القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. فخلال هذا اليوم، جدت في مختلف المدن الفلسطينية اشتباكات بين مجموعة من الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية ما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء.
وتجدر الإشارة إلى أن أصغر الشهداء يدعى باسل إبراهيم، البالغ من العمر 24 سنة، فيما بلغت أعمار الشابين الآخرين 29 سنة و32 سنة.
ومنذ السادس من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أسفرت المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية عن سقوط ثمانية شهداء ومئات الجرحى.
وبينت الصحيفة أن أهالي قرية عناتا بمدينة القدس ودعوا شهيدهم، باسل إبراهيم، في جنازة عظيمة جابت شوارع القرية وسط حضور المئات من الشبان الذين كانوا يرفعون الأعلام الوطنية.
وكان جثمان إبراهيم ملفوفا في علم فلسطيني ومكشوف الوجه. وفي الأثناء، كان المشيعون يهتفون بشعارات تنادي بتحرير القدس المحتلة.
وأكدت الصحيفة أن موت الشاب البالغ من العمر 29 سنة، إبراهيم أبو ثريا، خلق موجة غير مسبوقة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، علما وأن هذا الشاب فقد ساقيه خلال غارة جوية إسرائيلية سنة 2009 ليتحول إلى ناشط مشهور في فلسطين.
وعقب استشهاده، انتشرت صور توثق الساعات الأخيرة من حياة هذا الشاب الفلسطيني.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يميز هذا الشاب هو إصراره على المشاركة في الاحتجاجات الفلسطينية رغم إعاقته.
وعقب الإعلان عن القرار الأمريكي، وجه أبو ثريا عن طريق مقطع فيديو رسالة للفلسطينيين يدعوهم فيها إلى الاحتجاج على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس “عاصمة لإسرائيل”.
وأضافت الصحيفة أنه خلال يوم الجمعة، توجه أبو ثريا إلى السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل على كرسيه المتحرك، حيث انضم إلى المحتجين الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، انتشرت صور توثق كيف كان أبو ثريا يرفع علامة النصر في وجه الجيش الإسرائيلي وفي يده العلم الفلسطيني قبل أن تصيبه رصاصة قاتلة على مستوى الرأس.
وأوردت الصحيفة أنه إلى جانب أبي ثريا، لقي شابان آخران مصرعها أحدهما يدعى ياسر سكر، على خلفية المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الأمنية الإسرائيلية في قطاع غزة.
أما يوم السبت، ودع قطاع غزة أبو ثريا، الملقب بـ”الشهيد القعيد”، في جنازة مهيبة جابت شوارع القطاع. وقد حضر هذه الجنازة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
وعقب هذه الجنازة، نشبت مواجهات بين مجموعة من الشباب الفلسطيينن والقوات الإسرائيلية أسفرت عن سقوط جريح.
وأكدت الصحيفة أنه، في اليوم ذاته، اندلعت اشتباكات عنيفة في كل من الضفة الغربية على مستوى شارع صلاح الدين بالقرب من باب دمشق أدت إلى اعتقال عدد من المحتجين.
وإلى حدود غروب الشمس، كانت أعمدة الدخان مرتفعة في سماء قرية عناتا بعد إقدام عدد من الشباب الفلسطينيين على إضرام النيران في الإطارات المطاطية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن قرار ترامب بالاعتراف بالقدس “عاصمة لإسرائيل” خلف موجة من أعمال عنف بين الفلسطيينن والقوات الأمنية الإسرائيلية راح ضحيتها عدد من الجرحى والقتلى. وفي قادم الأيام، من المنتظر أن يشيع الفلسطينيون المزيد من الشهداء.