الوحدة نيوز/ نجيب علي العصار:
تتدهور أسوأ أزمة إنسانية في العالم بسبب الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان بقيادة السعودية على كافة المنافذ اليمنية ، الذي يحول دون وصول الغذاء والوقود والدواء إلى اليمن،ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن جراء استمرار الحصار ، وفيما يتعمّد العدوان السعودي إلى إحكام الخناق على مواطني هذا البلد ،
وصلت إلى مطار صنعاء الدولي ،اليوم السبت ، أربع رحلات تابعة للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر واليونيسيف،بعد توقف دام نحو عشرين يوما جراء الحصار الذي فرضه التحالف العربي بقيادة السعودية على المطار.
وقال مصدر بالهيئة العامة للطيران المدني ، أن طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، وصلت إلى المطار تقل ثمانية من موظفي اللجنة، وطائرتين للأمم المتحدة تقلان 23 موظف إغاثة تابعين للأمم المتحدة قادمين من عمان وجيبوتي.
وأكد المصدر أن الرحلات التي وصلت إلى مطار صنعاء غير كافية، مطالبا بالسماح لكافة الرحلات بما فيها رحلات الخطوط الجوية اليمنية بالوصول إلى المطار لإنقاذ حياة المرضى وإعادة العالقين في الخارج.
وأشار في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، إلى أن طائرة تابعة لمنظمة الطفولة اليونيسيف وصلت و على متنها ما يقارب 16 طناً من اللقاحات الخاصة بشلل الأطفال.
600 ألف طفل
بدورها ،أوضحت منظمة اليونيسيف باليمن ،أن طائرة شحن خاصة باليونيسيف، وصلت اليوم إلى مطار صنعاء
وتحمل لقاحات منقذة لحياة الأطفال في اليمن .
وقالت المنظمة ، في منشور لها على صفحتها “الفيس بوك” أن الشحنة تحمل لقاحات منقذة للحياة لمواجهة خطر
مرض الدفتيريا و التينانوس ، وأمراض الطفولة الأخرى،مبينة أنه سيستفيد من اللقاحات أكثر من 600 ألف طفل، لافتة إلى أنه ما يزال الاحتياج كبير والعمل مستمر من أجل أطفال اليمن.
حصار الموانئ والمطارات
من جهته ، قال متحدث باسم الأمم المتحدة ،إن المنظمة الدولية حصلت على تصريح من التحالف بقيادة السعودية لاستئناف نقل عاملي إغاثة جواً إلى صنعاء اليوم السبت، لكنها لم تحصل على إذن برسو سفن تحمل قمحا وإمدادات طبية.
وأكد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاريكه، في إفادة صحفية، أمس الجمعة، أن عمال الإغاثة سيصلون صنعاء من دون المساعدات الطبية اللازمة لعلاج المرضى المصابين بالأمراض المتفشية مثل الكوليرا، أو ضحايا المجاعة، لرفض التحالف السماح برسو سفن مساعدات محملة بقمح وإمدادات لعلاج المرض في اليمن بميناء الحديدة.
وقال ينس لاريكه ، إنه بعد حصار هذه الموانئ لأكثر من أسبوعين، هناك أنواع متعددة من الإمدادات ضرورية لمواجهة المجاعة ومحاربة الكوليرا وأشكال أخرى من المخاطر الإنسانية التي يواجهها ملايين في اليمن اليوم.
استهزاء بالمجتمع الدولي
وفي ذات السياق ،أكدت وزارة حقوق الإنسان أن إمتناع دول تحالف العدوان من تنفيذ قرارات مجلس الأمن حول فتح مطار صنعاء الدولي والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، استخفاف واستهزاء بالمجتمع الدولي.
وقالت” رغم القرار الصادر من مجلس الأمن حول فتح مطار صنعاء للسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإن كان ذلك القرار هزيلاً وضعيفاً ولم يكن على قدر المسئولية الموكلة لأعضاء مجلس الأمن، إلا أن تحالف العدوان استمر في تجبره على تلك القرارات ولم يعرها أي اهتمام ولم يسمح بدخول الطائرات الخاصة بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني”.
وأوضحت وزارة حقوق الإنسان في بيان لها اليوم ، أن تقارير المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة تشير إلى أن إغلاق وفرض الحصار على المطارات اليمنية ومنها مطار صنعاء الدولي سيؤدي إلى حدوث كارثة إنسانية.
وبينت الوزارة أن المؤشرات تؤكد أن اليمن سيكون في قائمة المرحلة الخاصة بالمجاعة كون هناك العديد من الأطفال يموتون يومياً جراء عدم توفر المواد الغذائية والدوائية وهناك عدد كبير من المرضى بأمراض مستعصية يموتون لعدم توفر الدواء والمستلزمات الطبية المناسبة لمعالجتهم.
وأشارت إلى أنه بالرغم من المعاناة الإنسانية التي ذكرتها تقارير الأمم المتحدة، ورغم كل تلك البيانات والمعلومات الظاهرة للمجتمع الدولي لم يحرك ساكناً ولم يوقف تلك الأعمال والممارسات التي ترتكب من قبل دول تحالف العدوان على اليمن وشعبه، ولم يلزم تلك الدول بتنفيذ قراراته وفتح مطار صنعاء وغيره من المنافذ البرية والبحرية والسماح بدخول المواد الأساسية كالغذاء والدواء والمشتقات النفطية.
واعتبر البيان عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن استخفاف واستهزاء بالمجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن الذي يدعي أنه يحرم ويمنع أي تهديد يواجه حفظ السلم والأمن الدوليين، ويدعي أنه راعي حقوق الإنسان والإنسانية ويحميها من أي انتهاكات.
وأكدت وزارة حقوق الإنسان أن الهدف الرئيسي من إغلاق كافة المنافذ وفرض الحصار عليها خاصة مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة والمنافذ البرية الأخرى، هو تجويع الشعب اليمني وإهلاكه وتدمير بنيته التحتية.
وحملت المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن المسئولية الكاملة في كافة الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها تحالف العدوان بقيادة السعودية ضد الشعب اليمني ومقدراته وممتلكاته.
وطالبت وزارةُ حقوق الإنسان، الأمم المتحدة ومجلسَ الأمن، إعمال قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان التي صيغت لحماية الإنسان وصون حقوقه الأساسية واحترام حق الشعب اليمني في الحماية الكاملة من أي انتهاك.
وحث البيان مجلس الأمن على عقد جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع الإنسانية التي تمر بها اليمن جراء الإعتداءات من قبل دول التحالف وكذا اتخاذ إجراءات حول عدم تنفيذ دول التحالف قراراته الخاصة بفك الحصار الشامل على كافة منافذ وموانئ الجمهورية اليمنية.
وجددت وزارة حقوق الإنسان مطالبة مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة تشكيل لجنة دولية مستقلة ومحايدة؛ لتقصي الحقائق والتحقيق في كل المجازر التي ارتكبتها دول العدوان وما تزال ترتكبها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته التابعة له.
العدوان يغلق منفذ الوديعة !
وفي ذات الصلة ،أغلقت السلطات السعودية المنفذ البري الحدودي الوحيد مع اليمن، في الوقت الذي تطالب الأمم المتحدة برفع الحصار عن المنافذ البحرية و الجوية و البرية اليمنية.
وقالت وسائل إعلام عربية ، نقلا عن مصادر يمنية عاملة في المنفذ،أن التحالف بقيادة السعودية أُغلق منفذ الوديعة أمام المسافرين ،في وقت متأخر من مساء الخميس الفائت، مما أدى إلى تكدس عشرات السيارات والشاحنات.
وأضافت تلك المصادر ، أنه لم تعرف أسباب إغلاق المنفذ، كما لا يعرف موعد إعادة فتحه.
المؤسسة تتابع دون جدوى
وبدورها ،أكدت مؤسسة موانئ البحر الأحمر، عدم وصول أي سفينة إلي ميناء الحديدة أو ميناء الصليف.
ونقلت وكالة “سبأ” الخميس ، نفي رئيس المؤسسة، القبطان محمد أبو بكر إسحاق، صحة الأخبار التي تناقلتها عدداً من المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي حول إعلان تحالف العدوان إعادة فتح الموانئ.
وأشار إسحاق ، إلى أن المؤسسة تتابع الشركات الملاحية التي أفادت بحصول عدد من السفن المحملة بالمواد الغذائية على تصريح من آلية الأمم المتحدة للتفتيش والتحقق (يونيفم).
لافتاً إلى أنه كان يفترض وصول السفن الحاصلة على تصريح من اليونيفم إلى الميناء بتاريخ 20 نوفمبر الجاري إلا أن ذلك لم يتم حتى اليوم.
وناشد المجتمع الدولي بالضغط باتجاه سرعة فتح الميناء باعتباره الشريان الأساسي لحياة أكثر من 20 مليون مواطن، مؤكداً أن صمت المجتمع الدولي على إغلاق الميناء يمثل حرب إبادة جماعية على الشعب اليمني.
إلغاء 32رحلة إغاثة
إلى ذلك ،أفاد فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة ،أن 32 رحلة إغاثة إنسانية جوية متوجهة إلى اليمن قد ألغيت، فيما لم يرد التحالف بقيادة السعودية على الطلبات الجديدة المقدمة من خدمات الرحلات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.
وأضاف “حق” في تصريح مقتضب لـ “مركز أنباء الأمم المتحدة” الثلاثاء الماضي ،أن تلك الخدمات الجوية لا تتمكن من تيسير الرحلات سوى إلى عدن، بسبب إغلاق الموانئ اليمنية المفروض من التحالف.
وقال إن العاملين في المجال الإنساني غير قادرين على التنقل من وإلى صنعاء منذ فرض الحصار على كافة المنافذ اليمنية، في أوائل شهر نوفمبر الحالي.
إدانات واسعة
ودانت منظمات دولية ومحلية الصمت الدولي تجاه الحصار المفروض على اليمن من قبل التحالف بقيادة السعودية، منذ السادس من نوفمبر الحالي،ورفض السماح لرحلات الأمم المتحدة وبقية الرحلات الإنسانية والإغاثية ونقل الركاب اليمنيين بالوصول إلى مطار صنعاء.
يشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية كان قد ذكر أن الإغلاق المفروض على الموانئ اليمنية يفاقم الأزمة الإنسانية في ظل نفاد الغذاء والوقود والإمدادات الطبية.