الوحدة / نجيب علي العصار:
احتفلت الجمهورية اليمنية،اليوم بصنعاء، باليوم العالمي للأطفال الخدج ، والذي يصادف الـ 17 نوفمبر من كل عام.
وفي الفعالية التي نظمها قطاع السكان بوزارة الصحة العامة والسكان ، بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، تم استعراض الدروس المستفادة في رعاية حديثي الولادة ،في العديد من دول العالم ومنها اليمن .
وقال وزير الصحة العامة والسكان ، د.محمد سالم بن حفيظ ،أن الاحتفال باليوم العالمي للمواليد الخدج ، يأتي مواكبا لإطلاق الإستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية ، خلال الأعوام من ( 2017-2021) والتي تشمل صحة الأمومة ،وحديثي الولادة والمناصرة وتغيير السلوك في قضايا الصحة الإنجابية .
وحث بن حفيظ ، على ضرورة الاهتمام بوحدات العناية المركزة لحديثي الولادة وتوفير التجهيزات اللازمة لرعايتهم ، وتسهيل الوصول إلى هذه الخدمات لتتمكن الأسرة في إنقاذ المواليد دون عبء مالي وخفض احتمالات الوفاة .
موضحا أن اليمن استطاعت خلال السنوات العشر الأخيرة تحقيق نقلة نوعية في مجال الصحة الإنجابية ،إذ انخفضت نسبة وفيات الأمهات من 365 لكل مئة ألف ولادة حية في عام 2003 إلى 148 في عام 2013م .
وأشار وزير الصحة العامة والسكان ،إلى ما يعانيه القطاع الصحي من صعوبات جراء استمرار العدوان والحصار ، واستهدافه المباشر وغير المباشر للمنشآت الصحية والطواقم وسيارات الإسعاف، ومنع دخول الأدوية .
المناصرة لحديثي الولادة
بدورها، قالت وكيل وزارة الصحة لقطاع السكان ، د. نجيبة عبد الله ، إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمواليد الخدج ، يهدف إلى حشد المناصرة لحديثي الولادة وتحسين الخدمات المقدمة لهم خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار ،والذي ساهم في تضاعف معدل وفيات الولادة .
ولفتت إلى أنه سيتم غداً إقرار الإستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية (2017-2021 ) التي تتضمن التدخلات المطلوبة للوفاء بالالتزام نحو هذه الفئة العمرية من الأطفال ، مشيرة إلى أن التدخلات الصحية لحديثي الولادة تتطلب حزمة من الخدمات ، تبدأ من مرحلة ما قبل الإنجاب الفحص الطبي قبل الزواج ومرحلة الحمل ، وما يرتبط بها من إجراءات المتابعة ،ومرحلة الولادة التي تحتاج إلى إشراف طبي ،وكذا ما بعد الولادة لتقييم حالة الوليد ومنع حدوث الالتهابات .
من ناحيته، استعرض رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب د. عبد الباري دغيش ،أوضاع الأطفال الخدج ، مشيداً بدور القطاع الصحي، الذي سيظل صامدا لتقديم الخدمات الصحية للمجتمع ،على الرغم من استمرار العدوان والحصار .
” لندعهم يكبروا”
كما تحدثا في هذه الفعالية ، كلا من منسق الصحة الإنجابية بصندوق الأمم المتحدة للسكان، د.” بريمو مادرا “، ونيابة عن منظمة اليونيسيف في اليمن، د. نزهة رفيق، أشارا خلالها إلى أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمواليد الخدج ،الذي يُحتفل به كل عام في جميع أنحاء العالم .
وأوضحا أن اليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان والصحة العالمية ، ستقدمان المزيد من دعم برامج صحة المرأة والطفل، وخاصة خلال المرحلة الراهنة التي تشهدها اليمن جراء الحرب والحصار.
وأكدا ضرورة تكاتف الجهود في العناية بالأطفال الخدج ، خاصة في ظل الظروف الصعبة ،التي تمر بها اليمن ،لمنع الولادات المبكرة ، وإنقاذ حياة الأطفال الخدج ، وقالا :” دعونا نعمل جميعاً لندعهم يكبروا”.
قلة الحاضنات في المستشفيات
وفي ذات السياق ، تحدث أطباء من أمانة العاصمة ،وعدد من المحافظات ،وهم د. أحمد شمسان من مستشفى السبعين بأمانة العاصمة ، د. أحمد الشهاري من مستشفى حجة ، و د. سوسن نسر من هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء، عن وضع حديثي الولادة والخدج عالميا وفي اليمن ،و أوضحوا أن أكثر من نصف المرافق الصحية في اليمن باتت معطلة، مما شكل وضعا سيئا ومأساوياً حال دون الرعاية والعلاج والعناية بالأطفال حديثي الولادة والخدج في اليمن.
وأكد الأطباء ، في أحاديثهم في الفعالية ، أن حالات الوفاة لحديثي الولادة والخدج ، تفاقمت نتاج قلة الحاضنات في المستشفيات ، وأيضا الدعم المالي لدفع رواتب القطاع الصحي، وكذا عدم توفر الأجهزة والأدوية والأكسجين والعلاج لحالات الولادة المُبتسَرة والمواليد الذين يعانون من مضاعفات.
وأشاروا إلى أن أهم العوامل للتقليل من نسبة الأطفال الخدج ،يتمثل في زيادة الوعي لدى الأبوين بصحة الأم الحامل من خلال التغذية الجيدة والمباعدة بين الولادات، إضافة إلى ترسيخ مفهوم الوقاية والرعاية ، وخفض نسبة الولادة المبكرة للأطفال.
77.2 لكل ألف مولود
وبحسب دراسات سابقة ، أجراها خبراء في المجلس الوطني للسكان، فإن خدمات الرعاية الصحية لا تغطي سوى 50 بالمائة من السكان، وتصل نسبة الوفيات بين الأطفال إلى 77.2 لكل ألف مولود حي.
وأشاروا إلى أن الخديج هو مَن وُلد مبكرا أقل من 37 أسبوعا -يولد طفل خديج، واحد من كل 10 أطفال في وقت مبكر- وكلما نقص العمر الجنيني زادت نسبة الخطورة.
وأوضح الأطباء، أن الأطفال الذين يقل وزنهم عند الولادة عن 2.5 كلغم تزيد نسبة الوفاة لديهم 40% بالمقارنة بأقرانهم الذين يزيد وزنهم عند الولادة على 2.5 كلغم وإذا نقص الوزن عن 1.5 كلغم يزيد معدل الوفاة إلى 200% والأطفال الذين يصل وزنهم إلى 500 – 600 غم يكون معدل الوفاة 80%، أما من تخطوا مرحلة الرعاية المركزة فقد يتعرضون لمضاعفات تؤدي إلى مشكلات مزمنة بالجهاز التنفسي أو الإعاقة الذهنية أو التأثير علي السمع والبصر والجهاز الحركي مدى الحياة.
مؤشرات عالمية
وكشف تقرير المستويات والاتجاهات في وفيات الأطفال لعام 2017، أنه على الرغم من أن عدد الأطفال الذين يموتون قبل سن الخامسة انخفض من جديد – 5.6 ملايين طفل في عام 2016 مقارنة بنحو 9.9 ملايين طفل في عام 2000 – فإن نسبة المواليد في وفيات الأطفال دون الخامسة قد زادت من 41 في المائة إلى 46 في المائة خلال الفترة نفسها.
وأوضح التقرير الصادر عن منظمة اليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، وشعبة السكان التابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، أنه “في ظل الاتجاهات الحالية، سيموت 60 مليون طفل قبل عامهم الخامس بين عامي 2017 و2030، نصفهم من الأطفال الحديثي الولادة، وهي الجهات التي تشكل الفريق المشترك بين الوكالات المعني بتقدير وفيات الأطفال.
وبحسب التقرير فإن 7 آلاف مولود يموتون يومياً رغم التراجع المستمر في وفيات الأطفال دون الخامسة.
تصوير: فؤاد الحرازي