قد يكون لبنان البلد الوحيد في العالم، حيث تكون كنيتك مختلفة عن كنية شقيقك، وحتى عن شقيقكما الثالث… والامر ليس بسبب تغيير أراده هؤلاء في الكبر، إنما بسبب أخطاء إملائية في الصغرجعلت من الحقيقة المضحكة والمبكية في آن واحد واقعا!
إنهم المخاتير واخطاؤهم التي لا تعدّ ولا تحصى والتي كثيرا ما غيّرت أسماء أشخاص و”أجناسهم” وحتى كنيتهم، رغم أن المطلوب منهم ليس بكثير، حتى ان كثرا دخلوا في دعاوى قضائية من اجل تصحيح أخطاء هؤلاء.
يروي سيّد أنه في الأصل كان من المفترض ان يكون اسمه “سعيد”، غير ان المختار اخطأ يومها، ولم ينتبه أحد إلا بعد مرور سنوات عدّة، وقد ارتأى اهله يومها أن لا داعي للتصحيح والدخول في مجاهل القضاء، خصوصا أن شقيقته نالت نصيبها أيضا، حينما كان من المفترض ان يكون اسمها “ساندرا”، فإذ بها تتحوّل إلى “سادرا” بعدما نسي المختار إضافة حرف النون.
خطأ مماثل حصل مع طوني، أو بالاحرى كما يناديه الجميع، فيما كُتب على هويته “طاني”… أيضا هنا، اخطأ المختار بين الـ”و” والـ”ا”. يقول ابنه في حديث لموقع mtv الالكتروني، ان الجميع يعرف والده على انه طوني وهكذا ينادونه، فيما هو حقيقة مسجّل على أنه يدعى “طاني”، وكلما أراد الابن إجراء معاملة، واطلعوا على اسم الوالد سألوه متعجّبين “طاني”، فبادرهم بالقول: “نعم، طاني، إنه اسم أجنبي اختاره جدّي لوالدي”.
في بلدة لبنانية بترونية، تكاد لا تجد شقيقين يملكان الكنية نفسها، فتجد واحدا من عائلة “فغالي” وآخر “شاهين” وثالثا “طنّوس”… والامر ينسحب على عائلات كثيرة، والسبب دائما هو المختار! حتى انه قد تجد والدا وابنه من كنيتين مختلفتين… فما الذي خطر له؟
أما الأسوأ على الإطلاق فهي الاخطاء المتصلة بجنس الشخص… نعم، صدّقوا أو لا تصدّقوا، ففتيات كثيرات وضعن على انهن “ذكر”، ومن بينهنّ “كلوديا”… إلا أن هذه الأخيرة لم تنتبه إلى ما كتب على هويتها إلا بعد زواجها، وحينما أرادت مرة إتمام معاملاتها، انتبه أحدهم إلى انها مسجلة على انها ذكر… فكيف تزوّج “ذكر” من “ذكر”؟؟ قالوا لها إنه في هذه الحالة يتمّ بطلان الزواج، فجُنّ جنونها، وقامت بمعاملات كثيرة لتصحيح هذا الواقع حتى لا يتمّ إلغاء زواجها.
الأخطاء تحصل، وكثيرا، إنما أسوأ من كلّ ذلك على الإطلاق، هو حينما يكون المختار مقتنعا بأمر لا علاقة له بالواقع، ولا بأبسط القواعد التي نتعلمها منذ صغرنا. إذ يعمد أحد المخاتير في إحدى البلدات الشمالية البعيدة، إلى وضع علامة x في الخانة التي لا يريدها، بدل وضعها في الخانة المناسبة. بمعنى انه في حال أراد إجراء معاملة لرجل، وضع علامة x في خانة “أنثى”، باعتبار أنها الخانة التي لا يريدها… ومهما حاولتهم إقناعه بالعكس، يصرّ على أن هذا هو الصحيح وأنه يقوم بالأمر نفسه منذ عشرات السنوات. ومن هذا المنطلق، قد يكون ذنب هؤلاء عدم التركيز في بعض الاحيان، وفي غالبية الأحيان أيضا هم نتيجة الإهمال الحاصل لجهة عدم إجراء دورات تدريبية لهم، توحّد طريقة عملهم وتمنعهم من اقتراف أخطاء … “مدمّرة”.
موقع Mtv