تناولت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الحرب التي يواصل التحالف الذي تقوده السعودية شنها على اليمن، وأشارت إلى صفقات السلاح التي تبرمها المملكة مع بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وقالت إنها سبب صمت الغرب عن هذه الحرب الكارثية.
فقد نشرت الصحيفة مقالا تحليليا لمراسلها في لندن ريك نوواك أشار فيه إلى أن وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية الأخرى أعربت عن القلق والانزعاج جراء إعلان الرياض إغلاق معابر اليمن، الأمر الذي من شأنه عرقلة وصول المساعدات للسكان.
وقال إن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين ظلوا على الغالب صامتين إزاء هذا الإجراء الذي اتخذته السعودية ردا على هجوم صاروخي انطلق من الأراضي اليمنية، واستهدف مطار الملك خالد الدولي في الرياض السبت الماضي.
وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا حصلتا على المزيد من الأموال في السنوات الأخيرة جراء مبيعات الأسلحة إلى السعودية، لكن المدافعين عن حقوق الإنسان يخشون أن الأخيرة لم تشتر السلاح فحسب من هاتين الدولتين، بل إنها اشترت قبولهما وصمتهما على سياساتها.
ونسب الكاتب إلى رئيس قسم مراقبة التسلح وحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية جيمس لينش القول في بيان صدر مؤخرا إن الإمدادات المخزية بالأسلحة التي تقدمها المملكة المتحدة للسعودية قد تصل إلى صفقات تجارية مربحة، ولكن لندن تخاطر بتقديم المساعدة والتحريض على هذه الجرائم الفظيعة التي تُرتكب في اليمن.
وأضاف أن بريطانيا ليست الدولة الأوروبية الوحيدة المشاركة في هذه الصفقات المثيرة للجدل، بل إن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي أعلن عن أن أكثر من عشر دول أوروبية تبيع السلاح أو المعدات العسكرية إلى السعودية، وخاصة في ظل تزايد الصراع بين الرياض وإيران للهيمنة على المنطقة.
وذكر أيضا أن منظمات الإغاثة تشير إلى أن أكثر من عشرين مليون شخص في اليمن بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وأن سبعة ملايين شخص يواجهون ظروفا تشبه المجاعة.
واستدرك بالقول: ما يزيد من جاذبية السعودية إلى الغرب أيضا محاولتها طرح جزء من أسهم شركة أرامكو النفطية العملاقة في البورصات الغربية، وخاصة لدى بورصتيْ لندن أو نيويورك في ما يسمى بالطرح العام أو الاكتتاب العام.
وختم بأن الأمم المتحدة وعشرين منظمة إنسانية أخرى طالبت السعودية أمس برفع الحصار عن اليمن، محذرة من اقتراب الملايين من خطر المجاعة والموت.
المصدر : الجزيرة,واشنطن بوست