الوحدة نيوز/ عاصم السادة:
يقف محمد حسين والد الطفلة ريم (14) عاماً المصابة بمرض تكسرات الدم (الثلاسيميا) ضمن طابور طويل في المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه، ينتظر دوره حتى يصل إلى النافذة لأخذ حافظة الدم فصيلة (-A) المقررة لطفلته، حيث تحتاج إلى حافظتين شهرياً .
ويعيش محمد حالة قلق مستمرة على حياة طفلته خاصة عند اقتراب موعد إعطاءها “قربة” الدم حيث يخشى أن يأتي إلى المركز يوما ما ولا توجد فيه المحاليل الخاصة بالدم او انعدام فصيلة الدم الموافق لفصيلة ابنته، ويقول محمد، أن تأخير جرعة الدم على ابنته المقررة وفقا لتوقيت المحدد قد يعرضها إلى مضاعفات أخرى تؤدي إلى الموت.
وهناك الكثير من الأمراض المزمنة وغير المزمنة التي تعتمد بشكل أساسي على المركز الوطني لنقل الدم كمرضى حالات الفشل الكلوي وتكسرات الدم “الثلاسيميا” والسرطان وعمليات القلب المفتوح والحروق والحوادث وجرحى الحرب.
وقبل أيام قليلة أطلق المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه بصنعاء نداء استغاثة للمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع ورجال المال والأعمال، لدعم المركز، تفاديا لحدوث كارثة إنسانية وشيكة جراء نفاد قرب الدم والمحاليل.
مدير عام المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه الدكتور أيمن الشهاري حذر من خطورة توقف المركز عن تقديم خدماته المجانية خلال الفترة القادمة بسبب ارتفاع الطلب على خدمات المركز وتناقص المخزون المتوفرة، الأمر الذي سينعكس سلبا على آلاف المرضى المستفيدين من خدمات المركز، وقال الشهاري أن المركز لنقل الدم ومشتقاته يمر بظروف صعبة بعد توقف الموازنة الخاصة بالمركز اثر قرار نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن مما اضطر المركز إلى الاعتماد على دعم المنظمات التي يعد دعمها شحيحا قياسا بحجم الاحتياج، ويضيف: إن المركز لا يستطيع استقبال المتبرعين بالدعم لعدم وجود الحافظات والمحاليل التي تحفظ الدم والتي انخفضت إلى 90%.
وأشار الشهاري إلى أن الدم هو أساس لحياة لكثير من المرضى كالسرطان وتكسرات الدم “الثلاسيميا” وكذا أمراض الفشل الكلوي والقلب والعمليات الجراحية المختلفة والحوادث والجرحى وغيرهم الذي تعتمد حياتهم على نقل الدم.
مؤكداً أن المركز عانى بشكل كبير خلال العامين الماضيين في سبيل توفير قرب الدم والمحاليل والمستلزمات الطبية من المنظمات وشركات محلية .
وقدم المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه خلال شهر نوفمبر الماضي خدمات لأكثر من (6616) حالة مرضية حسب إحصائيات حصل عليها المحرر، لافتة إلى أن أعداد المرضى المسجلة والمتوافدين على المركز ارتفع ارتفاعا متلاحقا بسبب توقف معظم بنوك الدم في المستشفيات عن العمل بسبب الحصار وانعدام الموازنة.
ويعتمد المركز الوطني لنقل الدم على دعم المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود والمنظمة العربية بالإضافة إلى شركة الاتصالات المحلية (يمن موبايل)، وقد كان الدعم الرئيسي والأكبر للمركز يأتي من منظمة “أطباء بلا حدود”، حسب ما قاله منير الزبدي مدير ادراة الإعلام والتثقيف بالمركز.
ويضيف الزبدي: أن منظمة الصحة العالمية وجهت خطابا، لأطباء بلا حدود، قبل شهرين بتوقيف الدعم الطبي المقدم للمركز دون أسباب مع علمها بان المخصصات المالية متوقفة عنه من قبل وزارة المالية منذ سنتين بسبب الحصار والوضع الذي تمر به البلاد، منوها أن “الصحة العالمية” قامت بدعم المركز بدفعة من المحاليل والحافظات “القرب” تكفي لمدة شهر، وقد وعدت بتوفير باقي المتطلبات للمركز قريباً، وذلك بعد المناشدات والنداءات التي أطلقها المركز للمنظمات الدولية قبل أيام قليلة عبر وسائل الإعلام.
ويعاني المركز من عجز في مخزون الدم وصل إلى 95% ، أي أن المخزون تراجع من 300 حافظة دم، يتم سحبها في اليوم إلى 30 حافظة وأحيانا تصل إلى خمس حافظات في اليوم نتيجة لعدم توفر المحاليل، وفقا لمنير الزبدي، مشيرا إلى أن أكثر الحالات المرضية طلباً للدم في المركز هم مرضى “الثلاسيميا” حيث يحتاجون ما يقارب 30 حافظة دم يومياً لان حياتهم تعتمد على الدم بشكل رئيسي،
موضحا أن هناك ثمانية فروع في محافظات الجمهورية تابعة للمركز الرئيس بصنعاء، متوقفة رغم جهوزيتها وما تحتاجه الآن لتفعيلها هو بعض المستلزمات الطبية والنفقات التشغيلية للبدء بعملها، مؤكدا أن مركز نقل الدم هو الوحيد الذي يقدم خدمات مجانية للمرضى.
ودعا مدير مركز نقل الدم وأبحاثه الدكتور أيمن الشهاري المنظمات الدولية ورجال المال والأعمال إلى زيارة المركز للإطلاع على وضعه عن قرب وما يوجهه من صعوبات جراء انعدام قرب الدم والمحاليل والمستلزمات الطبية وتوقف الموازنة العامة للمركز، معلناً للجميع إخلاء مسؤوليته في حال توقف المركز لان الكارثة ستحل ولا يمكن لأحد تصورها، لان الحاجة إلى الدم كل يوم في تزايد والمركز في تدهور للمخزون الاستراتيجي للدم ومشتقات.