الوحدة نيوز/ عبدالعزيز الشويع:
من بين انقاض الحرب الذي باتت تملأ أركان اليمن تتصاعد أرواح الأطفال اليمنيين بين الحين والآخر بفعل الضربات الجوية التي ينفذها تحالف العدوان بقيادة السعودية منذ مارس 2015م .
فلم تقف الضربات الجوية عند مقتل الأطفال وتشويههم، وقتل اسرهم، بل تمتد أثارها إلى الأجنة وهم في بطون أمهاتهم، لتقتلهم قبل أن يرو نور الحياة، ان لم تصيبهم بعاهات وتشوهات خلقية، يقابلها انهيار كامل للقطاع الصحي، و نقص العلاج وانتشار الأمراض والاوبئة وعدم وجود رعاية صحية ملائمة للحوامل، مما يرفع مخاطر ولادة طفل يعاني من تشوهات خلقية.
في محافظة صعدة ، التي تحتل العدد الاكبر من بين محافظات اليمن ، من القصف الجوي لطيران العدوان السعودي الأمريكي، يكشف مكتب الصحة في المحافظة عن ارتفاع نسبة التشوهات الخلقية، بالاطفال حديثي الولادة نتيجة السموم والادخنة و المخلفات العسكرية التي دارت رحاها في أحياء مدينة صعدة في الحروب السابقة والقنابل العنقودية السامة في حربهم مع قوات التحالف ، والتي استخدمت فيها مختلف الأسلحة المحرمة دولياً، حسب منظمات دولية.
انتشار التشوهات الخلقية في محافظة صعدة أدخلت الهلع والقلق بين سكان المحافظة الذين قرر بعضهم التوقف عن إنجاب الأطفال خوفاً من هذه الظاهرة التي انتشرت في المناطق التي شهدت قصف عنيف من قبل طيران التحالف خصوصا في المديريات الحدودية (حيدان-شدا-رازح-غمر-ساقين).
وضع انساني كارثي يعيشه سكان هذه المناطق ، في ظل غياب كلي للمنظمات المحلية والدولية ، حيث يقتصر الاهتمام فقط على جهود فردية متناثرة.
مسؤول قسم النساء والولادة في مستشفى الطلح ، يقول أنه “تم استقبال الحالة الثالثة المشوهة خلقياً، وفتحة الظهر الولادية، وهذه ثالث حالة منذ أسبوع وهناك مئات الحالات ، وهذه التشوهات سببها الحروب والأسلحة السامة التي استخدمها العدوان في المحافظة”.
في حين أكد مدير مكتب الصحة في المحافظة عبدالاله العزي ، أنه ، بدأ أبناء صعدة يتخوفون من إنجاب الأطفال بسبب التشوهات الخلقية، لأنه لا يوجد علاج كافٍ لدى الدولة، ونناشد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بتوفير الأدوية لمحافظة صعدة لأنها منكوبة “.
أما قاسم محمد ، وهو مواطن من حيدان ، فقال إن “هذا أول طفل لي بعد ثلاثة أطفال يصاب بهذا التشوه الخلقي، وأنا لن أنجب الأطفال مستقبلاً خوفاً من هذه الحالات، وأسباب هذه التشوهات هي الأسلحة التي استخدمت في الحرب من قبل السعودية ، والتي لوثت المديرية “.
“حلمت بطفل منذ سبع سنوات من زواجي، وعندما من الله علي به أخبرني الأطباء أن الجنين الذي أحمله مشوهاً وسيولد ميتاً ومن الأفضل العمل على إجهاضه، حينها لم أتمالك نفسي من البكاء”.
بهذه العبارات الحزينة تحدثت السيدة أمة السلام وأضافت: “أخبرتني الطبيبة التي أشرفت علي في المستشفى أنها لم تتمكن من معرفة أسباب التشوهات التي يحملها الجنين, ولا توجد لدي أعراض فيروسية أو مرضية واضحة قد تكون السبب في تشوه الجنين، ولكن من المحتمل أن يكون السبب هو تعرضي لاستنشاق غازات شديدة الخطورة”.
قصة أمة السلام وقصص سيدات أخريات دفعتنا للبحث عن حقيقة هذه الظاهرة المفزعة، التي يجهلها العالم أجمع ، ويغض النطرف عنها، بالضغط على ايقاف الحرب، والحد من هذه الازمة الانسانية ، رغم التقارير الاخيرة للأمم المتحدة المقدمة لمجلس الأمن، والتي تتهم فيها قوات التحالف العدوان بقيادة السعودية بقتل وتشويه الأطفال واستهداف وهدم العشرات من المدارس والمستشفيات في اليمن، بالاضافة إلى مقتل وجرح 1340 طفلا خلال العام الماضي، وحملت التحالف المسؤولية عن مقتل 50% من هؤلاء الأطفال.
وبحسب التقرير الأممي فقد تسبب القصف البري في 39% من الإصابات فيما تسببت الغارات الجوية في إصابة 50% منهم. كما حولت الغارات الجوية العديد من الأبنية التعليمية والمستشفيات إلى ركام وأطلال حيث يشير التقرير إلى أن 33 هجوما استهدف مدارس يمنية خلال العام الماضي، بينما استهدف 19هجوما 16 منشأة صحية تتحمل قوات تحالف العدوان مسؤولية أغلبها.
“صعدة” تعيش كارثة انسانية يتجاهلها العالم !
التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات