كشف مسؤول إسرائيلي أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هو الذي زار إسرائيل مؤخراً، وكانت الزيارة قد أثير حولها الكثير من التسريبات عن حقيقة الشخصية السعودية التي زارت تل أبيب.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن المسؤول الإسرائيلي -الذي رفض كشف اسمه- قوله إن “المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل هو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.
ويُعد هذا أول تأكيد رسمي من إسرائيل على زيارة بن سلمان تل أبيب.
ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية ، اليوم الجمعة، تقريرا موسعا لها تناولت فيه مستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية في ضوء ما تقول إنه “تنسيق وتقدم” في مستوى العلاقات لا سيما مع الدول الخليجية.
وتنقل الوكالة عن محللين ومسؤولين إسرائيليين قولهم إن التقدم في هذه العلاقات مع دول الخليج يجري بشكل مضطرد إلى العلن، ويأتي على “قاعدة أن ما يجمع الطرفين هو العداء المشترك لإيران”.
وتعتبر الوكالة أن “مسارعة كل من السعودية وإسرائيل أخيرا إلى الترحيب برفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإقرار بالتزام إيران بالاتفاق النووي وفرضه عقوبات جديدة عليها، يشكل مؤشرا على التقاء المصالح بين الرياض وتل أبيب”.
زيارة ابن سلمان
غير أن الأكثر الأهمية في التقرير هو ما نقلته الوكالة عن مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عنه اسمه قوله إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الأمير السعودي الذي تحدثت تقارير إعلامية عن زيارته إلى إسرائيل سرا.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية الناطقة باللغة العربية قالت في السابع من أيلول/سبتمبر الماضي إن “أميرا من البلاط الملكي السعودي زار البلاد سرا، وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام”.
وتعليقا على هذا الخبر، تنقل الوكالة عن المتخصص في الشؤون السعودية والمحاضر بجامعة تل أبيب عوزي رابي قوله: “منذ تولي الرئيس ترامب السلطة، وزيارته إلى الرياض في أيار/مايو حصل دفع لعلاقات ولقاءات بين الإسرائيليين والسعوديين وعمل على التعاون”.
ويضيف البروفيسور رابي: “هناك الآن سعوديون يلتقون إسرائيليين في كل مكان، هناك علاقات وظائفية مبنية على مصالح مشتركة بين إسرائيل والسعودية مثل العداء المشترك لإيران وداعش”.
علاقات قديمة
بدوره، يشير المتخصص بموضوع الحكومات والعلاقات الدولية في جامعة سيدني غيل ميروم إلى أن العلاقات السعودية الإسرائيلية “تعود إلى مطلع الثمانينات، إذ كانت تربط الملياردير السعودي عدنان الخاشقجي علاقات جيدة مع وزير الدفاع أرييل شارون آنذاك”.
ويضيف: “لكن في المرحلة الحالية، يقتصر الحديث عن هذه العلاقات والاتصالات على الجانب الإسرائيلي الذي لطالما وجد مصلحة له في الترويج لتقارب مع العرب لأسباب عديدة، أبرزها إضعاف موقف الفلسطينيين في التفاوض مع الدولة العبرية”.
الخشية من إيران
من جانبه، يؤكد وزير الاتصالات في حكومة نتنياهو أيوب قرا أن هناك عددا كبيرا من الدول العربية “تربطها علاقات بإسرائيل بشكل آو بآخر، تبدأ من مصر والأردن (المرتبطتين بمعاهدتي سلام مع الدولة العبرية) وتشمل السعودية ودول الخليج وشمال إفريقيا وقسما من العراق.. وتشترك هذه الدول مع إسرائيل في الخشية من إيران”.
ويضيف قرا للوكالة: “أغلب دول الخليج مهيئة لعلاقات دبلوماسية مكشوفة مع إسرائيل، لأنها تشعر أنها مهددة من إيران وليس من إسرائيل”، مستدركا: “العلاقات بين الائتلاف السعودي السني وإسرائيل تحت الرادار، ليست علنية، بسبب ثقافة شرق أوسطية حساسة” في هذا الموضوع”.
يذكر أن نتنياهو أعلن في السادس من أيلول/سبتمبر أن “هناك تعاونا على مختلف المستويات مع دول عربية لا توجد بينها وبين إسرائيل اتفاقات سلام”، موضحا أن هذه الاتصالات “تجري بصورة غير معلنة، وهي أوسع نطاقا من تلك التي جرت في أي حقبة سابقة من تاريخ إسرائيل”.