الوحدة نيوز/ سامية العنتري:
يقولون “بعض الشيء ولا عدمه”.. جملة قالتها الشابة “هنادي” بحزن لعدم قدرتها على الالتحاق بالصفوف الجامعية لتعمل كمشرفه في إحدى المدارس الخاصة، لا يتعدى راتبها الخمسين دولار لتساعد أفراد اسرتها للحصول على لقمة العيش في ظروف الحرب المعقدة التي حاصرت أسرة هنادي كغيرها من الأسر اليمنية.. راتب والدها متوقف.. ووالدتها ربة بيت.
أصبحت “هنادي” مشرفة في إحدى المدارس بعد أن توقفت سنتان عن مواصلة تعليمها لتعطي فرصة لأختها الأكبر منها لتلتحق بالجامعة، بعد أن توقفت هي الأخرى سنتان لتقوم بنفس المهمة التي تقوم بها هنادي الآن؛ إلا أن الوضع السيئ الذي حالف هنادي جعل من مهمتها مهمة صعبة.. وذلك بحجم المسؤولية التي حملتها على عاتقها ليواصلوا أخواتها الأربع تعليمهم.. “هديل” في سنتها الأولى في الجامعة.. “ماريا” و”مروة” في فصل الأول ثانوي .. والطفلة “هيفاء” في عامها الدراسي الرابع.
قالت “هنادي” بأن المبلغ التي تتقاضاه لا يكفي لتلبية الاحتياجات المعيشية لأسرتها من جهة، ومتطلبات أخواتها الدراسية من جهة أخرى.. ولكن كما يقال “بعض الشيء ولا عدمه..”.
ما سبب في توقف “هنادي” عن مواصلة تعليمها يعتبر السبب الأفضل نسبياً من الأسباب التي جعلت الكثير من الشباب اليمني يتوقفون عن مواصلة تعليمهم وقالت دراسة حديثة اعدها “المركز اليمني لقياس الرأي العام” في يوليو الماضي، أن 38% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 25 سنة أشاروا إلى أن السبب في توقفهم عن التعليم هو تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد، ولتفرغهم في مساعدة أسرهم في الحصول على لقمة العيش وضمان حصولهم على حياة كريمة، و 30% من الشباب كان النزوح من مناطقهم وحالة انقطاع الرواتب وأسباب غيرها متعلقة بالحرب كانت حاجزا أمام قدرتهم على متابعة تعليمهم.
واشارت الدراسة الى أن 14% من الشباب ذكروا بأن طول المسافة بين المدرسة والبيت كانت سبباً لتوقفهم عن مواصلة الدراسة!! بينما 8% أصبح لا يشعر بالرغبة في مواصلة تعليمهم .
وبهذا فإن غالبية من يتواجدون في ميادين القتال هم من فئة الشباب الذين فضلوا الانخراط في العمليات المسلحة عن الاستمرار في مواصلة تعليمهم، ما يجعلنا نقف أمام مؤشر خطير ينذر بانحراف غالبية الشباب عن مواصلة مسارهم بالتسلح بالتعليم الذي يعتبر هو الأساس المتين لمستقبلهم والتوجه الى المجهول الذي ينتظرهم بعد تخليهم عن طلب العلم لأسباب بعضها تثير للسخرية.
لسان حالها يردد”بعض الشيء ولا عدمه” لنتعرف على قصة “هنادي” مع التعليم!
التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات