تنوي السعودية إرسال وحدات من الحرس الوطني مسلحة بمقاتلات ومروحيات أميركية حديثة للمشاركة في القتال على طول حدودها الجنوبية مع اليمن وحماية منشآتها النفطية، وفق ما نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية في خبر على موقعها اليوم الخميس.
واعتبرت المجلة تلك الخطوة “تصعيدا سعوديا جديدا” في الحرب التي تقودها المملكة في اليمن منذ عامين لمواجهة المتمردين الحوثيين على حد تعبيرها .
ونقلت عن مسؤول عسكري أميركي قوله “إن السعوديين يريدون تأمين حدودهم ولا يريدون الذهاب إلى أبعد من ذلك” مضيفة أن السفارة السعودية لدى واشنطن رفضت التعليق على الخبر.
وأوضحت أن نشر تلك الطائرات سيجري في وقت لاحق العام الجاري، مؤكدة أن ذلك يعد “توسعا لمهام الحرس الوطني السعودي الذي كان مكلفا منذ تأسيسه قبل حوالي قرن من الزمان بحماية الأسرة المالكة والمنشآت النفطية وتوفير الأمن لمدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة”.
وذكرت أن السعودية أنفقت 25 مليار دولار على شراء مروحيات هجومية أميركية الصنع لقوات الحرس الوطني، رافقها برنامج تدريبي مكثف نفذه طيارون في الجيش الأميركي.
إحباط
ونقلت مجلة فورين بوليسي عن اللواء فرانك موث من الجيش الأميركي قوله إن الحرس الوطني السعودي يُعِّد لواء الطيران الأول فيه، وسيكون لديه اثنان آخران جاهزان للطيران الثاني بحلول عام 2023.
وأضاف الجنرال الأميركي أن الرياض أيضا بصدد تشييد مبنى بقيمة 1.8 مليار دولار، إلى جانب ثلاث قواعد جديدة لوحدات الحرس الوطني.
وذكرت المجلة أن هذه الخطوة تأتي وسط استمرار هجمات الحوثيين على الحدود السعودية “في حين أن صفقة شراء المروحيات تمت عام 2010 قبل أن تبدأ الحرب التي تقودها السعودية باليمن عام 2015 “.
وأضافت نقلا عن مسؤولين أميركيين القول “إن الغارات والهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون على الحدود السعودية تحبط الرياض”.
وذكرت أيضا أن تلك الهجمات “تأتي ردا على الغارات الجوية المستمرة التي قامت بها الطائرات السعودية -التي تزودها الطائرات الأميركية بالوقود في الهواء- وقصف المواقع في اليمن”.
ووفق المجلة الأميركية فإن التحالف الذي تقوده السعودية باليمن “أثار غضبا دوليا بقتل مئات المدنيين في غارات جوية خاطئة، ودفع إلى الهجوم على المواقع الحدودية السعودية وإطلاق الصواريخ على القرى”.
مخاوف
وقالت فورين بوليسي إن الجيش السعودي “يمتلك منذ فترة طويلة أسطولا كبيرا من المروحيات والمقاتلات الهجومية الأميركية الصنع، ولكن شراء أباتشي وAH-6IS للحرس الوطني له دلالة مهمة للفصل بين الجيشين”.
وحول المهام المنوطة بالحرس الوطني، ذكرت المجلة أنه يعرف أيضا باسم “الجيش الأبيض” ويقدم تقاريره مباشرة إلى الملك، على عكس القوات المسلحة السعودية التي تقع تحت إشراف وزارة الدفاع. أما قيادات وكوادر الحرس الوطني فإنها في المقام الأول من قبيلتين مواليتين للعائلة الحاكمة.
وفي تقييمها لصفقة الطائرات الأميركية عام 2010 التي بلغت قيمتها 25 مليار دولار وتأثير ذلك على قدرات الحرس الوطني السعودي، ذكرت المجلة أنها أضافت “أسنانا كبيرة لقدرات الحرس الوطني بما فيها من مقاتلات الأباتشي من طراز 36AH-61 التي يطلق عليها اسم الطيور الصغيرة كذلك طائرات سيكورسكي 72 وبلاك هوكس UH60M، وغيرها من المعدات.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الحرس الوطني السعودي سيستخدم المروحيات لحماية حدود البلاد والبنى التحتية النفطية.
وقد استخدم السعوديون الأباتشي منذ فترة طويلة باليمن، وجيش المملكة واحد من مجموعة صغيرة في العالم لديها تلك المروحيات الهجومية المتقدمة. على الرغم من ذلك أعرب مسؤولون عسكريون أميركيون منذ فترة طويلة عن قلقهم إزاء قدرة الطيارين السعوديين على تحديد الأهداف وتجنب وقوع خسائر بين المدنيين.
وفي أحد الأمثلة الأخيرة على عدم القدرة على تحديد الأهداف بدقة، قامت مروحية أباتشي سعودية بإطلاق النيران على قارب مليء بالمهاجرين في مارس/آذار مما أسفر عن مقتل أربعين شخصا.
المصدر : فورين أفيرز
ترجمة : الجزيرة